[ريتشارد دوكنز نموذجاً]
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد:
فمن خلال مطالعتي لكتابات ومناظرات غير واحدٍ من علماء الملاحدة المتخصصين في علم الفيزياء والرياضيات، وجدت أنهم حينما يحاجهم أصحاب الأديان بـ (قانون السببية: أن لكل سبب مسبب) على إثبات وجود الخالق ..
يعرضون عن الحديث عنه إعراضاً كليا، رافضين الخوض فيه، بل تجد الواحد منهم يهزأ ويسخر بكل من يتخذه دليلاً.
ومِن هؤلاء الملحد الدارويني البروفسور (ريتشارد دوكنز)، فقد سئل غير مرة السؤال المنطقي المعروف:
أليس لكل سببٍ مُسبِّب؟ ولكل مصنوعٍ صانع؟ ولكل مخلوق خالق؟
فيجيب قائلاً: لايمكن فرض الفلسفة على العلم، إذ لابد من الرجوع للتحليلات الفيزيائية والنتائج الرياضية لهذا الكون.
والجواب عن هذا من وجوه:
أولاً:
متى يعمل بقانون السببية ومتى لا يعمل به مع ذكر العلة العقلية المانعة؟
ثانياً: نقول للبروفسور:
حسناً...رجعنا إلى العلوم التي أشرت إليها فلم نجد لها جواباً علمياً، فهلا أتحفتنا بالجواب؟؟
يجيب قائلاً: لا أدري ! لم نكتشف بعد!
فنقول للبروفسور: فلم حدت عن المناقشة العقلية المستندة إلى القانون؟
ثالثا:
كما ترون -أيها الأكارم- يفرض البروفسور دوكنز على خصومه ترك الاستدلال بقانون السببية، واهماً إياهم أن ذلك من بدهيات البحث العلمي، الذي لا ينبغي لعاقلٍ الشك فيه، وهذه طريقة ماكرة معروفة عند الملاحدة: (اقنع خصمك أن أسسك مسلمات لاشك فيها لتفحمه بسهولة).
والعجيب أنّ العلماء الفيزيائيين والجيولوجيين والرياضيين والكيميائيين أمثال: البروفسور البريطاني جون لينكس و الدكتور الهندي ديباك شوبرا، قد وقعوا في فخ دوكنز!
فلما سألهم: ماذا تقول النتائج الرياضية؟ ماذا تقول التجارب الفيزيائية؟!
الجواب: لم تتوصل إلى المعرفة بعد.
فينهي الحوار!!
رابعاً:
إن سبب الإلحاد رفض العقل لوجود الخالق، فإن كان مستند الإلحاد العقل، فلم يرفض الملحد قانونا عقليا؟!
أليس للعقل قدسية ؟!
ومتى يكون العقل حجة ؟!
وفرق بين حجية القانون العقلي والنظريات العقلية، فالأول قانون لاينفك عن كل كائنٍ مخلوق، والثاني تحليلات وفرضيات وضعها بعض العلماء، قابلة للأخذ والرد والصحة والفساد.
خامساً:
إن جهل الشيء لا يعني العلم به -قطعاً- !!
فعلى أي أساس يناقش البروفسور أهل الأديان، ويهلك نفسه للسفر لمشارق الأرض ومغاربها من أجل غاية غير واضحة الهدف، و لايستند فيها إلى دليل عقلي ولا علمي؟!
فعلى الملحد العربي أن يراجع نفسه قبل أن يغتر بملاحدة الغرب، ولا ينظر إلى الألقاب العلمية والشهادات العالمية البراقة.
ومن أرداد أن يرى هزيمة البروفسور دوكنز فليرجع لمناظرته مع الدكتور شوبرا.
والحمدلله رب العالمين..
كتبه/ أبو عمر عبدالله الهزاع
ليلة الجمعة ١٢-صفر-١٤٣٦هـ
الكويت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق