الثلاثاء، 30 ديسمبر 2014

رسالة إلى .. خائن ‼️


الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

سؤال للعقلاء:

ما بالكم برجل آتاه الله قصرًا عامرًا، فيه حدائق وأنواعٌ مِنَ الزروع والثمار، والجداول والأنهار، وله فيه من الخدم والحشم، وغيرها من الأرزاق التي تجعل المرء في راحة وطمأنينة وأُنْسٍ.

ثم يترك هذا كله!

فيذهب ويقضي وقته في بيتٍ خَرِب؛ حوله وَحْلٌ مِنَ الطين، تجتمع حوله أنتن المخلوقات (كلاب مسعورة، وخنازير قذرة، وجيف عفنة حولها جعلان تدفع بالخبث هنا وهناك)!

وإذا سألته عن سبب ذلك قال: تغيِير وترفيه!

السبت، 20 ديسمبر 2014

هدي الرسولﷺ في التربية والتعليم (العلامة / عبدالظاهر أبو السمح)

( قرأنا في كتاب في التربية العصرية والتعليم من تأليف أساتذة وزارة المعارف المصرية وغيرهم، وأكثرها مأخوذ عن الإفرنج ومترجمٌ من لغاتهم، ومما قرأنا كتاباً قيم لأحدِ أفاضل مفتشي المعارف سابقاً ذكر فيه كيفية التعليم والتربية في النكلترا وفرنسا وأمريكا وألمانيا وغيرها؛ وقارن بين كل ذلك، وقد نالت أمريكا قصب السبق في مقارنته بين تلك الأمم؛ لأنها أكثر اعتماداً في العمليات دون التنظريات.

وقد رأيت أن هؤلاء الناس لم يبلغوا عشر معاشر هدي نبينا محمد في تعليمه وتربيته، ولعل ما ينقله لنا هؤلاء الأساتذة عن الإفرنج مأخوذٌ من هديه ص .

فمن أسس التربية النبوية:

1- الرفق بالمتعلم؛ فما ضرب أحداً ولا سبه بل كان يقول: "يسروا ولا تعسروا"
ويقول: "عليكِ بالرفق، وإياك والعنف"،
ويقول: "ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه"
هذا  أساس التربية والتعليم، فقارن بين هذا الهدي وبين ما تلاقيه الطلبة اليوم من الأساتذة والنُّظار من توبيخ وتأنيب هو شر من الضرب على الوجوه، دع الطرد من الدروس والحرمان من العلم يوما أو أكثر.
وربما يلقى الطالب أكثر من ذلك لكلمة بسيطة لم توافق مزاج سعادة الناظر أو الأستاذ، وتراهم يُعسِّرون على الطلبة الاختبارات حتى يرسبوا فيأخذون على حضراتهم دروساً خصوصية غير التي يتقاضون عليها مرتباتهم -أصلحهم الله- أما يخافون يوما يحاسبون فيه على النَّقير والقطمير؟

2- كان النبي  يعلم الناس بالعمل، فكان يصلي على المنبر أمامهم يركع ويسجد وهم يرونه، ويقول: "صلوا كما رأيتموني أصلي"، ويقول في الحج: "خذوا عني مناسككم وما سئل عن شيء قدم ولا أخّر إلا قال: "افعل ولا حرج".

فانظر اليوم تعليم العلماء المعاهد ماذا يقولون في دروسهم لطلابهم المساكين الذين أوقعهم سوء الحظ بين أيديهم: شروط الوضوء كذا، وفروضه كذا، وسننه كذا، ومستحباته كذا، ومبطلاته كذا، حتى لقد طولوا على الطلبة وعلى الناس، وجعلوا الدين أمامهم ألغازاً ومشاكل حتى نفّروا الناس منهم ومنه، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ماذا على الأستاذ المعلم لو أرشد الطلبة وعلمهم الوضوء عملا كما فعل الرسول، كما في حديث حمران مولى عثمان؟

عن ابن شهاب أن عطاء بن يزيد أخبره أن حمران مولى عثمان أخبره أنه رأى عثمان بن عفان دعا بإناء، فأفرغ على كفّيه ثلاث مرار فغسلهما، فأدخل يمينه في الإناء فمضمض واستنشق، ثم غسل وجهه ثلاثاً، ويديه إلى المرفقين ثلاث مرار، ثم مسح برأسه، ثم غسل رجليه ثلاث مرار إلى الكعبين، ثم قال: قال رسول الله  :" من توضأ نحو وضوئي هذا، ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه، غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه".
فتأمل هذا الحديث كيف فعل عثمان وحمران مولاه ناقلين معن النبي ص وضوءه وترغيبه، فأين هذا من تنطع المتنطعين الذين قال الرسول فيهم: "هلك المتنطعون".

ألا علِّموا الطلبة هدي النبي  في وضوئه واغتساله وصلاته وحجه وصومه، وكل شأن من شؤونه بالطرق العملية.

وليتأملوا حديث تعليم جبريل النبي  الصلوات الخمس وهو في موطأ مالك في أوله.
أما آن للمسلمين أن يرجعوا إلى هدي رسولهم؟
أما آن للمتفرقين أن يعتصموا بحبل ربهم وسنة نبيهم  ؟
أم يقولون لا نفهم ولا نعقل، وذلك شيء لا يستطيعه إلا الأئمة الذين سبقونا؛ ولسنا مثلهم ولا عندنا عشر معاشر ما أوتوا، وبذلك يشهدوا على أنفسهم انهم محتاجون إلى رسولٍ يفقهون كلامه، وإلى كتاب غير القرآن يناسب عقولهم، أم ماذا يقولون؟
أما آن لهم أن يتدبروا قول الله تعالى: ﴿إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء .

ألم يعلموا أن الرسول قال: "إنما العلم بالتعلم"؟

اللهم اصلح أحوالنا.

وفي هذه العجالة كفاية، ولعلي أرجع إلى هذا الموضوع فأوفيه حقه، والله المستعان

أبو السمح إمام وخطيب الحرم المكي)



الجمعة، 19 ديسمبر 2014

رسائل إلى الذين يلتقطون الصور لأنفسهم وهم في العبادات (الشيخ/ أحمد بن سعيد المصري) -حفظه الله-

الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

فهذه فائدة عزيزة كتبها أخي الأكبر الشيخ الفاضل/ أحمد بن سعيد المصري المدني -حفظه الله- رأيت ضرورة نشرها لإخواني المسلمين:

"رسائل إلى الذي يلتقطون الصورَ لأنفسِهِم وهم في العبادات كحجٍّ وعمرةٍ وقراءةٍ للقرآنِ والعلم:

الرسالة الأولى: أين أنت من إخفاء السلف العمل الصالح ليخلُص لله؟
الرسالة الثانية: ما نيتُك حين تصور نفسك ليرى النّاس ما تفعل؟
الرسالة الثالثة: إن كانت نيتُك حسنةً، فأتأمن على نفسِك طروءَ العُجْبِ عليك، ومراعاة نظر النّاس بعد ذلك.
الرسالة الرابعة: أفي وقت العبادة تشغل نفسَك بغير الله؟ فمتى بالله تخلُص له جلّ في علاه؟
الرسالة الخامسة: تَذكّر حديثَ أبي هريرة رضي الله عنه: "إنما قرأت ليُقال قارئ... وقد قيل".
رزقنا الله وإياكم الإخلاص" 

الأربعاء، 17 ديسمبر 2014

خدعوكِ وقالوا: "حرية" ! بقلم الشيخ/ بدر بن طامي العتيبي

خدعوكِ وقالوا: "حرية" !

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

أختي المسلمة:
يبغونها عوجاء، وفتنة عمياء حينما خدعوك وقالوا حرية ومرادهم الفساد.

 وحَمْلتُهم اليوم شعواء نكراء على كل فضيلة تحيط بك، فتركوا ألف قضية وقضية:
http://t.co/iWBGjhh01K

ثم  خدعوك وقالوا حرية يريدون دينك وخلقك.

يدعوكِ الإسلام إلى الجنة! وهم يدعونكِ إلى النار.

يدعوك الإسلام إلى العفة والشرف، وهم ينادون للتحرر من الأخلاق.
فتأملي..

 وكما قال الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله-: (دعاة حرية المرأة هم في الحقيقة لا يريدون إلا حرية الوصول للمرأة) فلا تصدقيهم حين خدعوك وقالوا حرية.

وصدق رحمه الله، فكل ما ينادي إليك يطلبونه من: التكشف والسفور ولعب الرياضة والاختلاط وحلّ الغناء، فهل هذه حريتك؟
فعلاً .... خدعوك وقالوا حرية .

يا فاضلة! عجز كلّ حليقٍ وصفيقٍ وزنديقٍ أن يجرّكِ إلى الرذيلة لفساد مظهره وقبح مخبره! فجاءوك بالمفتونين من أصحاب اللحى!

وهم الذين خافهم علَيّ وعليكِ رسول الله ﷺ وقال: (إنما أخاف عليكم الأئمة المضلين)
فكوني منهم على حذرٍ قتلةُ الدين بالدين

نعم هكذا قال مقدّمهم إبليس في نشر الشبهات! وزلة عالمٍ تنقض عرى الإسلام! فكيف بمكر فاجرٍ يتخذ الدين و(اللحية) وسيلة؟

قال رسول الله ﷺ لقدوتك عائشة: (يا عائشة إذا رأيت من سمى الله فاحذريهم) يريد الذين يتبعون ما تشابه من الوحي ابتغاء الفتنة.

ودعاة التبرج والسفور: يتركون مُحكَم الأدلة، ومقاصد الشريعة، ويتبعون ما تشابه من النصوص وزلات العلماء! ليفتنوك عن دينك.

هذه القماش الذي يشرف بكريم وجهك، ويصونه من أن تَفتني أو تُفتني لم يشرعه نظام، ولم يفرضه مَلِك، هي شرع الله من 1436 سنة.

هذا القماش لم يمنع نساء السلف من معالي الأمور، والفقه في الدين، والطب والتربية والأدب، فمن خدعوك وقالوا حرية يخدعونك بأنه يمنع التفوق!

هذا القماش -لو تأملت التاريخ- هو (تاج كرامة المرأة) عند العرب والعجم والمسلمين وغيرهم، فلم يكن التعري خلقاً مقبولا.

والإسلام دين كمال وتمام، فأتم الله تعالى حجابك، وكان هو آخر تشريعه في لباسك﴿ونساء المؤمنين يدنين عليهم من جلابيبهن﴾.

مهما نقلوا لك من أدلة توهمك بأن الوجه ليس بعورة! فلا يستخفونك بها، فالحشمة والعفة تناديك للحجاب والستر
ألا يعقلون؟

الناس يختلفون، والعلماء يجتهدون، ويصيبون ويخطئون، والحجة في قول الله ورسوله لا في قول أحدٍ من البشر.
فالزمي الجادة.

لا تُخدعي بقولهم: في المسألة خلاف!
فكم ناقضوا من إجماع فضلاً عن قول الجمهور! فداعيهم غاياتهم لا اتباع الدليل و خدعوك وقالوا حرية.

وليس كلّ خلاف جاء معتبراً *
إلا خلاف له حظٍّ من النظرِ

فالخلاف كثير، والعبرة بالواضحات البينات لا بالشذوذات والغرائب.

وهل بعد الله تعالى من حق؟ وليس فيه شك! ومع ذلك هناك من يخالف في وجوده وفي حقه وهم من بني جلدتنا!
فهل نغتر بالخلاف؟

فالحجة في قول الذي قال:﴿يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن﴾ لتُصاني من الأذى وهم خدعوك وقالوا حرية.

 وفي قول رسول الله ﷺ في الحديث الصحيح: (المرأة عورة) الحجة البينة الواضحة، فدعي بعد ذلك قول كل أحد.

إن دعاة السفور هم من خطوات الشيطان إلى الفساد!
فرأيناهم نادوا بكشف الوجه واليدين.
ثم ظهروا مع عاريات الصدور والشعور!

وخلاصة القول...هما طريقان:
طريق عِفَّة وشرف وعزة
وطريق تبرج وسفور وابتذال
وكل ثمين في الوجود مستور كالذهب واللؤلؤ وأنتِ!


صباح الخميس ٢٦/صفر/١٤٣٦هـ

الأحد، 14 ديسمبر 2014

إطلاق اللحية وتقصير الثوب .. سُنةٌ "ثقيلة" وموضة "جميلة"!!

الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

فقد وقفت على صورة نشرها أحد أقربائي الفضلاء في إحدى وسائل التواصل [الانستغرام]؛ لرجل أجنبي كث اللحية، أقزع الرأس، وكان على الصورة تعليق أعجبني:

"يوم كانت سنة محمد ﷺ سخروا من أهلها، ووصفوهم بالتطرف والإرهاب، ولما صارت سنة المشاهير السفلة: تنافسوا على تقليدهم" 

أقول:

وهذا مصداق لما أخبر عنه النبيّ ﷺ، فقد روى البخاري في "صحيحه" من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي   قال: " لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي بأخذ القرون قبلها؛ شبرا بشبر وذراعا بذراع"، فقيل: يا رسول الله كفارس والروم؟! فقال: " ومن الناس إلا أولئك". 

وروى البخاري ومسلم في "صحيحيهما" من حديث  أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله   "لتتبعن سنن الذين من قبلكم؛ شبراً بشبر، وذراعاًَ  بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضَبٍ لاتبعتموهم"، قلنا: يا رسول الله، آليهود والنصارى، قال:" فمن "! .

نسأل الله السلامة والعافية.

كلنا يعلم أن من هدي رسول الله ﷺ إطلاق اللحية، بل هي من سنن الفطرة التي أمر المُشَرّع بها، وقد جاءت صيغ الأمر - بعدَّة ألفاظٍ:

١." اوفوا اللحى" ، رواه مسلم في "صحيحه" من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، 
٢. " ارخوا اللحى"، رواه مسلم "صحيحه" من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، 
٣. "اعفوا اللحى" ، رواه البخاري ومسلم في "صحيحيهما" من حديث ابن عمر رضي الله عنهما،
٤. "وفروا اللحى" ، رواه البخاري في "صحيحه" من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.

ومن هديه ﷺ -أيضاً- نهي الرجال عن إسبال الثياب، لما رواه مسلم في "صحيحه" من حديث أبي ذَرّ الغفاري رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال:(ثلاثة؛ لا يكلمهم الله، ولا ينظر إليهم يوم القيامة، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم: المسبل إزاره، والمنان فيما أعطى، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب). 

ومع أن النبي ﷺ أمر بها قبل أكثر من ألف وأربعمائة سنة -وهو الأسوة الحسنة- ومع كثرة الروايات في هذين الأمرين إلا أن الكثير من أبناء المسلمين يجدون الضيق والحرج في ذلك.

بل وصل ببعض ضعاف النفوس وسفهاء العقول السخرية والازدراء بسنة الحبيب ﷺ.

فقالوا عن اللحية:
مشابهة لليهود والسيخ !
شَعر يجمع الوسخ !
ليست شرطاً للرجولة !
تُقبح الوجه ! 
وتمسحوا بما رواه مسلم في "صحيحه" من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، عن النبيّ ﷺ قال: (إن الله جميل يحب الجمال) .


وقالوا عن الثوب مادون الكعبين :
لبس الفقراء !
ثوب "مقصمل" *
غير حضاري !


ألا تلاحظون ...

أن الكثير من المسلمين يحتقرون شعائر الإسلام الظاهرة: كالنقاب، واللحية، ورفع ثوب الرجال عن الكعبين، ولبس عباءة الرأس للمرأة، لأنها لا تروق مزاج الفسقة الفجار والغرب الكفار؟! 

وأن قناعاتنا صارت "غربية القوالب" !! متى حصل الوئام بين رأي الغرب والدين= اقتنعت العقول، وإذا استخف الغرب سنة نبينا ﷺ استخفتها العقول وردَّتها، وربما وصل حال بعض الجهلة التجرؤ على تكذيب الخبر عن رسول الله ﷺ دون الاستناد إلى خبر أو عالمٍ معتبر.

يالَـ الذل والهوان !!!

أصبحتم تُحكِّمون أرباب البارات والخمارات والمراقص والدعارات على هدي نبينا محمد ﷺ !! 

لما قال لكم العلماء وورثة الأنبياء وحملة الدين: (كان نبيكم كث اللحية)، لم تلتزموا هديه حينئد..
ولما قيل لكم: (كان إزاره فوق كعبيه) .. عبستُم !! وقلتم: ما هذا التنطع والتشدق !!

فلما صارت اللحية الطويلة والبرمودا (الموضة) من (أصحاب المعالي) عباد الصليب !!
استبشرتم.. !!
وصارت (عسلا على القلب) !؟

ألم تقولوا أنها تجمع الوسخ وتشابه اليهود والسيخ ؟! أين كل تلك الحجج التي كنت تتذرعون بها، وجعلتموها ميزانا لحياتكم؟!

أهَدْيُ الغربِ أهْدَى من محمد نبي الهدى ﷺ ؟!

يا قومِ .. أما آن لكم أن ترجعوا إلى رشدكم .. وتسلكوا سنة نبيكم .. وتتركوا عنكم الإمعيّة العمياء !؟

وتستغفروا الله وتنيبوا إليه من هذه الغفلة !

اقرأوا في الشمائل المحمدية، ككتاب الشمائل المحمدية للإمام الترمذي -رحمه الله- وانظروا لصفات خير من وطئت قدماه الشريفتان الثرى ﷺ وتشبهوا به، وقلدوه في مشربه ومأكله ومشيته، وقيامه وقعوده ونومه، وسَمْتِه وكلامه ، قال الله تعالى: { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}

إني أخاطب القلوب التي تشَرّب قلبُها حُب نبينا محمد ﷺ ، فأعرضت عن الغرب وأشباههم واتخذوهم وراءهم ظهريا،  وضربوا على آراءهم ولم يعبأوا بها،
 فلا تلتفوتوا لهم، ولا تجعلوهم معيار كل شيء في حياتكم.

اللهم أعنا على سلوك سبيل نبينا نبي الهدى ﷺ واجمعنا معه في جنات النعيم، يارب العالمين.


كتبه/ أبو عمر عبدالله الهزاع
الأحد ٢٢-صفر-١٤٣٦هـ
الكويت
------------------------

* وهي لفظة عربية صحيحة تدور حول القطع والكسر، والثوب المقصمل هو القصير.

السبت، 6 ديسمبر 2014

نظرة الشيخ عبدالرحمن الوكيل لشيخ الإسلام ابن تيمية .. قبل وبعد اعتناقه السلفية

قال الشيخ عبدالرحمن الوكيل عن شيخه الذي كان يعلمه (الأخلاق عند الفلاسفة) :

"لقيته بعد زمن، فهفوت إلى ظمآن الشوق، ملهوف الحنين، فقد كان أستاذي الذي يدرس لي الأخلاق عند الفلاسفة، وقد عرض علينا -في عرض في كتابه- رأي الإمام الجليل ابن تيمية مثنيا عليه، حامدا لشيخ الإسلام حكمته الهادية، وبصيرته المشرقة، وكفاحه في سبيل نصرى الحق، وغلبته بالحجة الناصعة الدامغة.

 
فاستشرفت نفسي -حيـنذاك- إلى كتب شيخ الإسلام التي كنت أتجنبها، مخافة أن أزيغ فأهلك، فقد كان مما أدرسه في بعض كتب الفقه: أن هذا الإمام العظيم ضالٌ مُضل !
 
وآمنت بعد أن شرح الله صدري للحق أن ابن تيمية في دينه، وعقيدته، وعلمه، وجهاده مَثلٌ عظيم، وقمة من المجد الشامخ، تتلألأ بأضواء الخلود .. "


[ مفتريات وضلالات بصورة عبادات صـ 17 ، ط. دار سبيل المؤمنين ]

كلام مختصر في السمع والطاعة لولاة الأمر (العلامة/حامد الفقي)

استطرد العلامة محمد حامد الفقي -رحمه الله- في ذكر أنواع الوصايا الشرعية المتضمنة في قوله تعالى: (والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب) كــ :

-وصل العبد ما بينه وبين ربه.
-وصل العبد ما بينه وبين كتاب الله بالإيمان به.
-وصل العبد ما بينه وبين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالاهتداء بهديه.
-وصل العبد ما بينه وبين سنته -صلى الله عليه وسلم.
-وصل العبد ما بينه وبين الصحابة...

ثم قال:

وأن يصل ما بينه وبين ولاة أمره بطاعتهم في غير معصية الله، ومعاونتهم بالنفس والمال فيما يعود على الأمة بالنفع والخير، وما هي بحاجة إليه في مرافقها العامة، وأن يدعو لهم بالصلاح والاستقامة والسداد ...



[مجلة الهدي النبوي / العدد العاشر 1362 هـ / صـ 2 - 6 ]

عيد المولد وثنية يمقتها الله ورسوله (العلامة محمد حامد الفقي)

ذلك: أن هذه الأعياد تقوم على أساس التعظيم والتقديس العِبادي الذي لا ينبغي إلا لرب العالمين، وقد رسمت لها من أجل هذا المعنى العِبادي- رسوم أعمال وشعائر زمانية ومكانية ومالية وغيرها، التزمها الوثنيون في حقائقها وشُرعت لها وصفات وصورها ومراسمها حتى صارت مناسك يحرصون عليها، ويتمسكون بها أشد من حرصهم على عبادة الله والنُسُك له سبحانه- وتعظيم حرماته وشعائره.

ودليل ذلك قوله تعالى: }لكل أمةٍ جعلنا مناسكَ هم ناسكوه فلا يُنازِعنّك في الأمرِ وادعُ إلى ربك إنك لعلى هدىً مستقيم (67) وإن جادلوك فقل الله أعلم بما تعملون (68){(1).

 

والجَعْلُ: إنما يكون بالأسباب والسُنن الكونيةِ والعلميةِ الشرعيةِ التي تنتهي بالناس ولا بُدّ إلى غايتِها؛ كجعل الليل والنهار بالسّنن والأسباب.

 

 ويقول في سياق تعظيم شعائره –سبحانه وحده- : }ولكل أمة جعلنا منسكا ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فإلهكم إله واحد فله أسلموا..{ (2) أي أخلِصوا التعظيمَ والتّقديسَ والتأليهَ له وحده، فلا تنسكوا لأوليائكم من دونه فإنها لم تَرزُقكم من بهيمة الأنعام شيئا، بل كانت مخلوقةً مرزوقة، ثم ماتوا وأعادهم الله إلى الأرض التي منها خلقهم وفيها يعيدهم ومنها يخرجهم تارة أخرى.

 

والقرآن والسنة والتاريخ تنادي الأدلة الصريحة من كلها أن الوثنيين من قومِ نوح وإبراهيمَ ومن مُشركي العرب وغيرهم كان أساس وثنيّتهم هذه الموالد والأعياد التي يُقدّسون بها أولياءهم تقديسَ العِبادة؛ فما خلا الجو لإبراهيم حتى جعل آلهتهم جذاذاً إلا حين انشغالهم عنها بإحياء حفلة المولد الكُبرى.

 

والثابتُ المشهورُ أنّ اللهَ حمى نبيّهُ –صلى الله عليه وسلم- من طفولتِهٍ أن يشاركها في وثنيّتهم، فلم يشهد لهم مولداُ ولا عيداً، حتى أكثر الناس لوم عمه أبي طالب، واتهموه بإهمال ابن أخيه، وأنهم يخافون على محمدٍ أن يُنشأ ضلّاً في دينهم، فألحّ على ابن أخيه أن يحضر ولو مرّةً واحدة ليَبرأ أبو طالب من هذه التُّهمة أمام الناس، وأبو طالب هو الرئيس الديني، وراثةً عن أبيه عبدالمطلب سيد قريش، فأبى محمد أشدَّ الإباء لأنه يجِدُ من قلبه أشدّ المَقْت والاحتقار لكل ما هم عليه، فاستعان أبو طالب بعمّاتهن فألحين عليه في الطلب وبَكَيْنَ له شفقةً عليه من قالةِ الناس فيه وفي عمّه، فتأثّر محمدٌ وذهب، ولكنّه ما كاد يَصلُ إلى مكانٍ يسمع منه أصوات المُهرّجين وزمورهم وغوغاءهم حتى انسدّ الأُفق في وجهِه، وصاح به صائحٌ في عُنفٍ وشِدّة:

" ارجع ! فما ينبغي لك أن تشهدَ هذا الزّورَ "

فعاد مرعوباً أشدّ الرّعب، قد امتُقِعَ لونه(3)، فتلقاه عمّاته وقلن له: 

" لا بأس عليك، ما بك؟ "

فقصّ عليهنّ، وقال: "والله لن أشهد هذا الزّور أبداً" -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.

 

ولقد كان الوثنيّون يعظمون شعائر مناسكهم الوثنية بالذبائح وإطعام الطعام، والاجتماع من أطراف الأرض يشدّون الرحال إلى مكان هذه المناسك حول قبر وليّهم وطاغوتهم، ويقولون إن هذا يقرّبهم إلى الله لأنه في رضا أولئك الأولياء المُقرّبين منه، والذي لهم عنده ما يشاءون.

 

ومن هنا يتبيّن السِر في أنّ اللهَ الذي يعلم حيث يجعل رسالته: قد جَبَلَ نبيَّه من طفولته على مقتِ ما اتّخذ قومُه وأهله من أولياء، وما كانوا يقيمون لها من أعيادٍ وموالد يُحيون بها عباداتهم وتقديهم في قلوب الناس كلّما طنوا أنهم نسوها أو تناسوها، حين تباطأوا في ملء الصناديق بالنذور، ويتوانون في سَوق الأنعام واعدال التمر والطعام إلى شيوخٍ وسدنة ووكلاءِ هؤلاء الآلهة الأوالياء الموتى.

 

ولقد كان النبي –صلى الله عليه وسلم- كلّما امتدّ به الزمن يزداد مقتاً وكُرهاً لهذه الأعياد والموالد، حتى كان هو وزيد بن عمرو بن نفيل لا يذوقان شيئا مما نُذِر لهؤلاء الأولياء، أو قُدّم تعظيماً لشعائرهم الوثنية، كما روى ذلك البُخاريُّ؛ فلمّا بلغ الأربعين من عُمُره الشريف اشتدّ مقتُهُ لدرجة أن كان لا يطيق أن يرى ولا يسمع لأهل مكة، ففرّ هارباً إلى غار حراء حتى فجأه الحق (4)، وبعثه الله رسولاً مبشّراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً.

 

 وما كان عداء سادات قريشٍ ورؤساؤها إلا حين قام يهدم هذه الطواغيت والأولياء وما اتخذوا لها من شعائر ومناسك ليعود الدين كله لله، وما حورِبَ –صلى الله عليه وسلم- ولا طورِدَ حتى خرج مُهاجراً من مكّة فارّاً بدِينهِ وبدمِه الذي أهْدرَهُ شيوخ قريش وسدنةُ أولئك الأولياء ورؤساؤها المُتجرون بهذه التجارة الوثنية التي كانت تدُرُّ عليهم صناديق الأولياء في عصرنا على ورثتهم من الشيوخ والسّدنة – أقول : ما حورِبَ ولا عُوديَ إلا لذلك.

 

ولقد جاء إليه –صلى الله عليه وسلم- كردم بن سفيان الصحابي (5) يستفتيه في ذبح شاةٍ نَذَر أن ينحرها ببوانة حيث وَجَدَ إبله الضّالة، فقال –صلى الله عليه وسلم- : "هل كان بها عيدٌ من أعياد الجاهلية؟" فقال: لا ، فقال: "فاذبح شاتك"؛ ولو أنّ بوانة كان يقام بها مولدٌ من موالد الجاهلية لنهاهُ أن يفي بنذره بها، لِما فيه من التّشبّه بالمشركين الأوّلين، وإلا كان سؤاله –صلى الله عليه وسلم- عبثاً، وحاشاهُ فداهُ أبي وأمي ونفسي، ولمّا حَضَرهُ الموتُ وقَرُبَ حين رفعه إلى الرفيق الأعلى أخذ يُشدّدُ في التحذير من ذلك ويقول: "اللهم لا تجعل قبري عيداً" مما هو معلومٌ مشهور.

 

فهل يرضى هذا الرسول الكريم الذي هذا شانهُ من طفولته إلى آخر لحظةٍ من حياته الكريمة، وهذا مقدارُ مقته لهذه الموالد والأعياد والوثنية، أن يتّخذ الناسُ باسمه –صلى الله عليه وسلم- هذه الأعياد والموالد؟ لا والله لا يرضاه، وسيعلمون غداً مَن الكذاب الأشِر.

 

أيها الناس. والله إنكم بعملكم هذا المولد لتُحيون دين الوثنية وتُميتون دين رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وإنكم لتُعظّمون شعائر ومناسك الوثنية وتُهينون وتُحقّرون شعائر الله وهدي رسول الله، ومن فعل ذلك فإنه بريء من الله ورسوله، واللهُ ريء منه ورسولـُه، ولن ينفعكم إذ تظلمون انفسكم هذا الظلم أنّكم وجدتم آباءَكم وشيوخكم ورؤساءكم وساداتكم كذلك يفعلون/ فما تلك إلا حُجّةُ الغاوين الذين يقول الله فيهم: }وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ (24) مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ (25) بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ (26) وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (27) قَالُوا إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ (28) قَالُوا بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (29) وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بَلْ كُنْتُمْ قَوْمًا طَاغِينَ (30) فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ (31) فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ (32) فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ (33) إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ (34) إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ (35) وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ (36){(6) .

 

أما بعد، فأنا أبرأ إلى الله من دين الشيوخ والسادة والرؤساء والأجداد والآباء، ونُدين دين الحقّ الذي يهدينا إليه الله من القرآن الكريم وسُنّة نبيّنا الصداق الأمين صلى الله عليه وعلى آله أجمعين.

 

اللهم إنّا نبرأُ إليك مما يَصنعِ الناسُ بسفههم وضلالهم وبِدعهم الوثنية من مُشاقةٍ لك ولكتابك ولرسولك، زعماً منهم أنهم بذلك يعظمون رسولك الذي بغضت إليه هذا من طفولته، مخدوعين بما خدع الشيطانُ كلّ مشركٍ وكافر في الجديد والقديم من الجاهلين المقلدين المنسلخين من آياتك الكونية والعلمية كافرين بها، مُكذّبين لها.

 

اللهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت وثبّتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، ربنا لا تُزغ قلوبَنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدُنك رحمةً إنك انت الوهاب.

 

  

 

 

(1)              سورة الحج: 67-68 .

(2)              سورة الحج: 34.

(3)              امتُقِعَ لونه: بالبناء للمجهول تغير من حزنٍ أو فزع أو مرض (المعجم المحيط).

(4)              كذا في الأصل، ولعلّ الصحيح: حتى جاءه الحق.

(5)              هو كَردَم بن سفيان بن أبان الثّقفي، وقد ذكر البغوي في تراجمه (كردم) و (كردمة)، والصحيح أنهما صحابي واحد كما قال الحافظ ابن حجر؛ قال البخاري وابن السكن وابن حبّان: "له صحبة".

(6)              سورة الصافات: 24-36.

العلامة عبدالرحمن الوكيل . . يكشف فرية ابن بطوطة على شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-

قال الشيخ عبدالرحمن الوكيل في ردِّه على شيخه المُعَطَّل حينما اتهم شيخ الإسلام ابن تيمية بـ (التمثيل) في صفة النزول لله تعالى:

" ثم إن هذه الفِرية قديمة مهلهة، افترها ابن بطوطة على الإمام الجليل شيخ الإسلام ابن تيمية، إذ يقول عابد القبور عن مُحطِّم الأصنام شيخ الإسلام في عصره:

 

<<حضرتُه  -يعني ابن تيمية- يوم الجمعية، وهو يَعِظُ الناس على منبر الجامع، ويذكِّرهم، فكان من جملة كلامه أن قال: "إن الله ينزل إلى السماء الدنيا كنزولي هذا"  ونزل درجة من درج المنبر (1)، فعارضه فقيهٌ مالكيٌّ، يُعرفُ بـ (ابن الزهراء) ، وأنكر ما تكلم له، فقامت العامة إلى هذا الفقيه وضربوه بالأيدي والنِّعال ضرباً كثيراً>> (2)

 

وابن بطوطة مفترٍ كذوب، يُنفّس عن مرير حقده ضد شيخ الإسلام !

فابن بطوطة من عبدة القبور، تراه في كتابه يتحدث عن معجزات أصحاب القبور !

وشهوده كرامات الأنبياء !

وابن تيمية عدوٌ مبينٌ لهذه الوثنيةُ الصّمَّاء.

ويأبى الله –سبحانه- إلا أن يفتضح كذب ابن بطوطة افتضاحاً يُسجِّله التاريخ، ويسجل خِزيه وعاره، ويثبت بالحجة الحِسيَّة أن ابن تيمية  بريء نت بهتان شانئيه، وإليك البيان:

يقول ابن بطوطة:

(ووصلت يوم الخميس، التاسع من شهر رمضان المُعظَّم، عام ستة وعشرين إلى مدينة دمشق الشام) (3)

يثبت من هذا:

أن ابن بطوطة دخل دمشق عام (726) هـ ، في شهر رمضان، فأين كان ابن تيمية في هذا التاريخ؟

كان رضي الله عنه سجينا في قلعة دمشق، فمتى سمع ابن بطوطة من ابن تيمية؟ ترى هل انتقل المسجد الكبير إلى السجن، أو انتقل السجن إلى المسجد؟

بل الحقيقة تدمع ابن بطوطة بأنه نفترٍ كذوب!

 

وإليك الدليل على أن ابن تيمية كان سجينا يوم دخل ابن بطوطة دمشق: يقول صاحب (العقود الدرية) : (قال الشيخ علم الدين: وفي ليلة الاثنين، لعشرين من ذي القعدة، من سنة ثمان وعشرين وسبع مائة: توفي الشيخ الإمام العلامة الفقيه ابن تيمية).

ثم يقول في مكان آخر عن ابن تيمية: أنه بقي مقيماً في القلعة سنتين وثلاثة أشهر وأياماً(4)، وفي مكان آخر يذكر أنه سجن يوم 6 من شعبان سنة 726 هـ. (5) 

وهكذا يثبت التاريخ الصحيح أن ابن تيمية دخل السجن في شعبان، أو أواخر رجب سنة 726 هـ ، وظلَّ سجينا ولم يخرج من سجنه حتى مات في ذس القعدة سنة 728 هـ.

 

سُجِنَ ابن تيمية في شعبان ،  ودخل ابن بطوطة دمشق في رمضان من السنة نفسها، فمتى سمعه؟ وأين؟

 

هذه هي الفرية، وقد ظلّت تدور على ألسنة عبدة القبور؛ حتى رمي بها رائد جماعة أنصار السنة الأول -رحمه الله وغفر له- . (6)

 

 

[ مجلة الهدي النبوي العدد (3) عام 1371 هـ ] .

 

 

 


 

(1)             قال الشيخ الوكيل مُعلّقاً:

تأمّل حقد ابن بطوطة على شيخ الإسلام حيث يفتري عليه هذه التهمة، ولست أدري كيف يكون ابن تيمية خبولاً ثم يعظمه أهل دمشق هذا التعظيم؟

إلا أن يكونوا جميعاً مخبولين، وكيف يخلف من عقله شيء هذا التراث الأدبي الديني الفكري الرائع الذي يَسْمو به العقل البشري إلى الآفاق العلوية الذرى في العقيدة الناصعة والعمل الصالح؟

(2)             مُهذَّب رحلة ابن بطوطة (4 / 77).

(3)             المصدر السابق (1 / 68)، والمضحك أن يوم 9 / رمضان / 762 هـ كان يوم السبت لا الخميس! انظرالتوفيقات الإلهامية في مقارنة التواريخ الهجرية بالسنين الإفرنكية والقبطية.
(4)       انظر: (ص:361 - 369) "العقود الدرية" .
(5)       انظر: (ص: 327، 329) "العقود الدرية" .

(6)       يعني العلامة المجدد محمد حامد الفقي -رحمة الله عليه-.

هل قبل الله دعوة عبدالمطلب لما أراد أبرهة دك الكعبة؟ يجيبكم العلامة الفقي

قال فضيلة العالم المجدّد محمد حامد الفقي -رحمه الله- :

" مهّد اللهُ تعالى لبزوغِ شمسِ الرسالة المُحمّدية بمقدماتٍ، نبّهت العقولَ إلى قُربِ مجيئِه، وأعدّ النفوسَ وهيّأتها لتلقى هذه الرسالة بما هي أهلٌ له من التّصديق والإذعان؛ والإجلال والإعظام والإكبار.

 

فكان حدثُ أبرهة مع جيشه الكثيف، وفيلته العظيمة، وإجرامه الفظيع في محاولة هدم بيت الله العتيق؛ وعَجْز قريش وجريانها وأحلافهم عن صدِّه وردِّه ولجوئهم وفزعهم إلى الله على لسان شيخ قريش عبدالمطلب، إذ تعلّق بأستار البيت ونادى ربَّهُ:

لا هُمّ إن المرء يمنع رحله فامنع رحالك

وانصر على آل الصليب وعابديه اليوم آلك



فمنع اللهُ بيتَه، وردّ كيد عدُوّه وفي تحرِه ((وأرسل عليهم طيرا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصفٍ مأكول))، لا كرامةً لقريش !! 

ولا نصرةً لهم ولشيخهم!!


 فلم يكونوا بشركهم ووثنيّتهم الفاجرة وتلويثهم البيتَ الذي طهّرهُ إبراهيم –عليه السلام- للطائفين والعاكفين والرُّكّع السّجود بما نَصَبوا عليه وحوْلَه وبداخلِه من صورٍ وتماثيلَ آلهتَهم التي اتخذوها من دون الله،

وإنما كان ذلك إكرماً وتمهيداً لذلك المولد الكريم الذي سيولد في هذا العام الولادة الأولى البشرية، فيكون المثل الأعلى في طفولته لتربية النشء على الطُهْرِ والعفاف، وعِزّة النّفس وصيانتها عن كلّ ما يتسفّل بها إلى دركِ الصغار والفساد، والذي سيولد الولادة الثانية الرّوحية العلمية الرسالية، فيحمي اللهُ به هذا البيت العتيق، ويطهّره من تلك الأرجاس الشّركية، ويدفع عنه الهدم المعنوي الذي هدّ وقوّض من أركانه الدينية بما ألصَقَت به قريش من صورٍ وتماثيل وأولياءهم الذي ((لا يخلقون شيئاً وهم يُخلقون. أموات غير أحياء وما يشعرون أيان يبعثون)).


فأبرهة كان يريد هدمه الحسّي بنقض أحجاره، وقريشٌ كانت تهدمه الهدم المعنوي وتخرّبه الخراب الديني.."


---------------------------------------------------------------------------------------------------------

[مقال: الأعياد الجاهلية: بدعة الأعياد بذكرى مولدالنبي -صلى الله عليه وسلم- / مجلة الهدي النبوي / العدد (3) ربيع الأول / 1367 هـ ] .