السبت، 6 مارس 2021

الرد على أبي عثمان العنجري لدفاعه عن الأمريكان

 

 

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد:

ظهر محمد العنجري في حوار في غاية الخزي والعار، مخالفًا للكتاب والسنة وعقيدة السلف، مستشهدًا بكلام للعلماء في غير محله، حتى غدا حواره أضحوكة للسلفيين! بله عند الحركيين .

 

تخيل يا مسلم !

رجلٌ يدعي السلفية ويدعي العلم، ويصنف السلفيين إلى (أقحاح، ومميعين، ومتشددين، ومضطربين، وغير واضحين..إلخ) يدافع عن اليهودي الأرثوذوكسي المتطرف (جاريد كوشنر) كبير مستشاري الرئيس الأمريكي، الذي شن على بلدنا الكويت حملة شعواء بسبب موقفها الواضح المُشرّف من دولة اليهود والقضية الفلسطينية !

انظر: https://www.alraimedia.com/article/902986

 

قال كوشنر -باختصار-: (أن بلاده لا تضغط على الكويت للتطبيع مع إسرائيل، بيد أن رفضها للتطبيع مع إسرائيل موقف راديكالي غير بناء ! وموقف الكويت قوي في الانتصار للقضية الفلسطينية، مع أن الفلسطينيين دعموا صدام ضد غزو الكويت ).

[الراديكالية: وصف يشير إلى التشدد والتطرف في الرأي، ورفض وجود أخرين يرون فيهم مشكلةً، لأن فكرتها تقوم على طرد كل ما قد يسبب مشكلة بشكل كامل لا يقبل الأخر].

 

ونقول لكوشنر: خسئتَ عدو الله، فلو نزغ الشيطانُ بيننا...ستجمعنا أُخوّة الدين قبل العِرق يومًا، وهذا ما يغيظك أنت وقومك (قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور).

 

[صحيفة القبس تتصدى لكوشنر .. والعنجري يصفها بالحماقة والتهور!]

 

ردت صحيفة القبس على ادعاءات كوشنر، ووضعت صورته على الصفحة الأولى وعليها قرني شيطان.

فثارت ثائرة محمد العنجري! واستنكر ردت فعلها، وجرى حوار بينه وبين الصحيفة سيأتي ذكره،

والعجيب أنه استدل بآيات وآثار للسلف، زاعمًا أن هذا دين الله، وأنه موقف الحكيم!

وليس العجب من هذا الرجل وفعله ... بل العجب من أتباعه وجلسائه الذين يتبعونه في كل سقطاته.

والذي صرعنا وحزبه بفضح ولاءات الأحزاب الكويتية للخارج، والطعن في وطنيتهم وانتمائهم، وهو نفسه يدافع عن كوشنر الذي يطعن بموقف الكويت الشرعي الإنساني.

ولا أخفيكم أني استبعدتُّ بدايةً أن يصل به الأمر إلى مداهنة الأمريكان وهو في داره وليس في دارهم، ولم أصدق الخبر من عنوانه حين أرسله إليّ أحدُ الأصدقاء -منذ عهد قريب- فلما فتحتُ المقال وبدأت بقراءته، أخذ العجب والاستنكار يذهبان عني شيئا فشيئا.

نعم؛ إنه أسلوب وطريقة العنجري الضعيفة في التقرير والاستدلال، وجاءت صورة كتابه: (ترامب وحش أم بطل) -الذي صنّفه صيانةً للشعب الأمريكي من سياسة ترامب- أمامي .. فأيقنت أنّ المقال له، وسيأتيكم نبأ كتابه فيما بعد.

 

[العنجري لمن لا يعرفه]

 

هو كويتي ملتح، تسربل عباءة المشيخة، وتزبّب قبل أن يتحصرم، وتصدر للدعوة، وقد أحسن به الظن بعض المشايخ لما كان يدافع عن السنة ويحارب المبتدعة ويظهر الحرص على اجتماع الصفوف، فصدروه -غفر الله لهم وعفا عنهم-، وبعد أن حصل على تلك التزكيات، ظن أنه وصل أعلى المقامات، لأنه وجد من يثني عليه ولم يؤصَّل بعد.

ومرت السنون وشاء الله أن يظهر لأولئك المشايخ خطأهم، حين فارق العنجريُّ المشايخَ السلفيين الكبار في الكويت، فنبذوه لغلوه في باب التبديع والتحذير والهجر، فصار يحذر أتباعه منهم، تصريحا في مجالسه أو تلميحًا، وتلميحه أكثر وأغلب، لأنه لا يملك الحجة ويخشى المواجهة ولا يستطيع المقارعة، لقلة بضاعته في العلم -كما ذكرت آنفًا-، فلم يبقَ في الكويت من أهل العلم عنده وعند أتباعه سواه وربما ثلاثة أو أربعة من الذين لا يعرفهم عامة أهل الكويت.

 

[العنجري على خطى الحركيين]

 

كلنا يعرف طريقة الأحزاب المعارضة كجماعة الإخوان المسلمين في التدخل في شؤون حكوماتهم، الداخلية والخارجية، وتشغيبهم ومخالفتهم لولاة أمورهم، وقد وافق العنجريُّ أولئك، فتدخل فيما لا يعنيه، وتكلم بما لا يحسن فهمه، ولا تحمد عواقبه.

حين صادم العنجري موقف حكومة الكويت الرشيدة من قضيةٍ مركزية دأبت بفخرٍ واعتزازٍ بالدفاع عنها وهي القضية الفلسطينية، ورفضِها لأي مساومة عليها بأي شكل من الأشكال.

فإن كان لا يدري فتلك مصيبة، وإن كان  يدري فالمصيبة أعظمُ.

 

[الحوار]

 

أجرت صحيفة القبس الكويتية بتاريخ 26-8-2020م حوارا عنونته بـ (الشيخ العنجري ردًّا على ما نشرته القبس عن جاريد كوشنر وعلاقته بإسرائيل).

وأبرز ما جاء فيها:

(شنَّ الشيخ محمد عثمان العنجري هجوماً على القبس، ووجّه إليها انتقادات شديدة حول ما نشرته في عددها الصادر الثلاثاء 25 أغسطس الجاري، تحت عنوان: «كوشنر في جولة عربية لتسريع التطبيع».

ورد العنجري على اتصال هاتفي من القبس به أمس، قائلاً: (رحم الله امرأً عرف قدر نفسه، فإذا عرف الإنسان قدر نفسه عرف منزلته بين الدول والبشر، ونَزَّلَ نفسه منزلتها، فلا ينبغي لصحيفة القبس -وفقها الله إلى ما يحبه ويرضى- أن تكون داعية إلى إحياء روح وفكر التيارات الجوفاء، وتزيد العبء على كاهل الدولة).

ثم شبّه العنجري ما نشرته صحيفة القبس بكتابات حزب الله اللبناني بتهورها وحماقتها!

 

ثم قال: (عندما أقرأ في القبس أن دولة أميركا سترسل من يمثلها إلى المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات وبقية دول الخليج العربي، ثم تكتب القبس وترسم في مقالها بالصفحة الأولى وتضع صورة ممثل دولة أميركا المبعوث لدول الخليج، وعلى رأسه قرنين، وتقول عنه: شيطان؛ السؤال هنا: هل هذه المنهجية لغة الحكماء؟! أو لغة من عرف قدر نفسه ككويتي؟!

إن المبعوث كبير مستشاري رئيس الدولة الأميركية، ثم تصوّر القبس ممثل الدولة بإبليس! وتصفه بأنه وزير كل شيء! هنا أقول، متسائلاً لإدارة صحيفة القبس: ما المقصود من رسومكم وكتاباتكم؟! وما أثر ذلك في دولتنا؟!).

 

بغضّ النظر عن الصورة التي نشرتها الصحيفة:

هل تحذير صحيفة القبس من زيارة كوشنر للكويت، في الوقت الذي تزامن فيه تطبيع بعض الدول المجاورة مع العدو الصهيوني بمباركة أمريكية، وإثارتها لهذا الملف الخطير، وما يترتب عليه من عواقب وخيمة على الكويت حكومة وشعبًا ... حماقة وتهور؟!

 

ثم تعال يا العنجري...كيف تجرؤ على قول:

(رحم الله امرأً عرف قدر نفسه، فإذا عرف الإنسان قدر نفسه عرف منزلته بين الدول والبشر، ونَزَّلَ نفسه منزلتها)، و (هل هذه المنهجية لغة الحكماء؟! أو لغة من عرف قدر نفسه ككويتي؟!).

 

ما هذا التصغير والازدراء بحجم الكويت وكيانها، والتقليل من مكانتها بين الدول ؟!

وكأن الكويت قطعة أرض بلا سيادة ولا قرار يمثله ولي الأمر، تبًّا للانهزامية التي تجدها في نفسك يا العنجري !

وهل الكويتي المسلم دون الحكومة الأمريكية النصرانية المجرمة؟

مَن تعظّم؟ وعمن تدافع؟ عن أمريكا التي أراقت ولاتزال تريق دماء الأبرياء من المسلمين وغير المسلمين للهيمنة على العالم؟!

عن أمريكا التي تجاهلت مذابح المسلمين في الهند وبورما والصين على أيدي الوثيين؟

أتعي ما تقول يا العنجري؟ أهذه (الحكمة) عندك؟

ألم تقرأ قول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم ما وتخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون (*) ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم..) الآية؟

أتظن أن ما قدمته أمريكا للكويت في الغزو البعثي كان حبًّا في الكويت وشعبها؟

أم تظن أن أمريكا تسعى لتحقيق السلام العالمي في المنطقة؟!

إن كنتَ ترى نفسك مدينًا للحكومة الأمريكية، التي مثّلت أكبر مشهد (هوليوودي) على أرض الكويت في القرن التاسع عشر، حين قامت بدور البطولة في تحرير الكويت من الغزو البعثي؛ وهي من أرسلت سفيرتها في العراق "أبريل غلاسي" وقالت لصدام بأن واشنطن ليست لديها التزامات دفاعية أو أمنية خاصة تجاه دولة الكويت وتبرئ ساحتها...

 فهذا شأنك!!

لكن كما قيل (إذا ابتليتم فاستتروا)، فاستر على نفسك، واطلب من الله أن يهديك، وأن يبصرك، ويرفع عنك ما أنت فيه، فشعور المسلم بأنه (دون) أمريكا لاعتبارها دولة عظمى- طامة تخل بإيمانه.

أما أن تلزم المسلمين (بوجوب) تعظيم الولايات المتحدة وحكومتها، واستحضار معاني التبجيل والاحترام والتعظيم عند مخاطبتها، وتدافع عنها إلى حد الاعتداء والتحقير لابن بلدك، بل الإساءة إلى بلدك، ويُنشر عنك هذا الكلام حتى قال أحدهم:

(هنيئا لك أيها الصهيوني العنصري كوشنر فهناك من يدافع عنك باستماتةٍ من مشايخ الدين عندنا في الكويت، أدام الله المحبة بينك وبينه).

فهذا ما لا نقبله منك.

ولستُ أدافع عن الصحيفة فلها كُتّابها، وإنما أدافع عن كل من تولى مقام التحذير من مخطط التطبيع الصهيوني.

  

[حكمة العنجري]

 

قال الإمام ابن القيم رحمه الله: (الحِكْمَة: فعل ما ينبغي، على الوجه الذي ينبغي، في الوقت الذي ينبغي) [مدارج السالكين 2/ 499].

وبخصوص (الحكمة) التي دعوتَ إليها وكررتها في حوارك؛ برأيكَ أيّ الضررين أكبر يا محمد العنجري:

عدم ترحيب الصحيفة الكويتية "بسفير التطبيع"، والذي لا يستعبد منه محاولة الضغط على الحكومة الكويتية للتطبيع مع الصهاينة الغاصبين؟

أم الخوف على مشاعر الحكومة الأمريكية عدوة الإسلام والمسلمين، وخوفك من مغادرتها الأراضي الكويتية وهي غير راضية؟

إن كانت ممن يرى التطبيع مع اليهود على حساب عقيدتنا وديننا وإخواننا، وغرتك مواقف الدول التي أقامت علاقة معهم، وتعتقد أن فقه المرحلة يتطلب سكوتنا عن المساعي الأمريكية لحل السلام -المزعوم- بين الكويت ودولة اليهود، وكأنك السياسي الحكيم الذي يعرف تقدير المصالح والمفاسد على غرار الحركيين، فعليك ان تراجع العلماء لضبط المسألة.

وإلا ما الفرق بينك وبين رموز جماعة الإخوان المسلمين الذين يتدخلون بسياسة البلد، ويفرضون توجهاتهم المبنية على مصالحهم ؟

هذا تجاوز على ولي الأمر، (فاعرف قدر نفسك يا محمد العنجري)، قلتَها للقبس تعديًا، وأنا أقولها لك نصيحةً.

وإن كنت تخاف من إلغاء أمريكا لحماية الكويت فـ (ارقد وآمن) إن أمريكا لا تنوِ ترك الكويت لأي دولة أخرى تتولى حمايتها مادام النفط فيها، إلا أن يشاء الله، (فالله خيرٌ حافظًا وهو أرحم الراحمين).

 

[شبهة العنجري]

 

قال العنجري: (لننظر معاً إلى كلام الله تعالى الحكيم؛ فقد أمر الله - عز وجل - موسى - عليه السلام - أن يذهب إلى فرعون عدو الله وعدو نبيه مُوسَى بقوله تعالى: «فقولا له قولا ليّنا لعله يتذكر أو يخشى»، قال الإمام ابن كثير: «هذه الآية فيها عبرة عظيمة، وهي أن فرعون في غاية العتو والاستكبار، وموسى صفوة الله من خلقه إذ ذاك، ومع هذا أمر ألا يخاطب فرعون إلا بالملاطفة واللين؟»)

وقال: (فإذا كان هذا أمر الله تعالى لمن قال للبشرية كما أخبرنا: «أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ»...فكيف مع دولة قد حمتنا من شرور الأشرار وما زالت؟! والله تعالى هو خير الحافظين).

ثم ذكر خطاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لهرقل، وجعل التلطف واللين أصلا مضطردا في خطاب الحكومة الأمريكية، وجعل خلاف ذلك حماقة وتهور.

والجواب:

أولا: ينبغي التفريق بين مقام الدعوة ومقام الرد والتنبيه والبيان للمصلحة العامة،

فصحيفة القبس لم تكن في مقام دعوة أمريكا وكوشنر إلى الإسلام حتى تأمرها بالرفق واللين!

ثانيا: أن أمريكا لم تحمِ الكويت حُبًّا فيها، بل حُبًّا في نفطها، وللسيطرة على الكويت وعلى دول المنطقة بتثبيت قواعدها العسكرية، فكُن لبيبًا يا العنجري.

ثالثا: من الحماقة استعمال الرفق واللين في مقام الرد على كوشنر الذي أساء لبلد الكويت يا محمد العنجري.

قال بعض العلماء: (إن كان الكلام ساقطا فيكفي في نقضه عرضه للناس)، فأكتفي بما سبق، ومن أراد الاطلاع على المقال فليرجع إليه.

 

[سر دفاع العنجري عن الحكومة الأمريكية وقصة كتاب "ترامب وحش أم بطل"]

 

ألّف محمد العنجري كتابا بعنوان (ترامب وحش أم بطل)، وتدور فكرة الكتاب كما في الموقع الرسمي للكتاب: www.monsterorhero.com

(تحليل مفصل لترامب وما تعنيه حملته الانتخابية لأمريكا، يتضمن هذا الكتاب أكثر من 100 رسم بياني وصورة إلى جانب أطروحة واضحة وصادقة. ترامب: الوحش أو البطل هو كتاب كاشف لأمريكا، شعاع من الضوء لمساعدة الشعب الأمريكي وهو يدخل وقتًا مظلمًا ومحفوفًا بالمخاطر. لماذا كتب كويتي عن ترامب؟ إن الشعب الكويتي ممتن تماما للأمريكيين على تحرير بلدهم. وكما ساعدته الولايات المتحدة وحلفاؤها المشتركون، بأي طريقة استطاعوا القيام بها، فإننا نأمل أيضاً أن يقبل الأمريكيون هذه النصيحة الهامة من كويتي بشأن خطر ترامب على كل من أميركا والعالم).

يا للعار! ألم تفكر يا محمد العنجري قبل نشر الكتاب بردود أفعال المسلمين؟

وإلى السخرية التي ستنالك من هذا الكتاب؟

إن مجرد تأليف الكتاب، يدل على غرض المؤلف ومنهجه، وهو يؤكد أن الرجل لا صلة له بالعلم الشرعي والفقه في الدين، فهو تاجر له عناية بالاقتصاد والمال، وليس له حرص على أحوال الأمة ومنافعها؛ فمنطلق كتابه (مادي) من الدرجة الأولى.

حينما يصل الأمر لترك (شيخ) هموم المسلمين، وعدم اجتهاده لطمس معالم الجهل والضياع الذي تعيشه، ويُفرغ -وقتا وجهدا- ليُعلِّم الكفار مَن الحاكم الصالح لهم، ويرسم لهم مستقبلًا مشرقا يحميهم من الضياع، وكأنه يريد تقوية شوكتهم على المسلمين بدل أن يترك هذه الدول والمجتمعات لتضرب بعضها بعضا، وتنشغل بنفسها فتسقط، لترتاح الأمة من تسلطهم عليها وتَسلَم من شرهم وكيدهم.

 

[أسئلة تحتاج إجابة من محمد العنجري دون غيره]

 

هل ألفت الكتاب خدمةً للشعب الأمريكي ابتغاء مرضاة الله، ترجو به ثواب الله؟

هل قام أحد السلف بتصنيف كتاب لأهل بلد كافر يغزو ولاتُه بلاد المسلمين ويفتك بهم شرقًا وغربا، ليحميهم من شر حاكمه، ويدعوهم لاختيار حاكم كافر آخر، من باب التعاون على البر والتقوى ورد الجميل؟!

ألا تعلم أن جميع رؤساء أمريكا لا يتولون رئاستها إلا إن كانوا موالين للصهاينة؟

ألا تعلم أن الرئيس الأمريكي قبل توليته للرئاسة لابد أن يدلي قسمه على الإنجيل؟

ألا تعلم أن الكونغرس الأمريكي حذف عبارة (فساعدني يا الله) في القسم للرئيس الأمريكي خلافا للقضاة والضباط؟ لإلحاد هذه الدولة وإيمانها بفصل الدين والكنيسة عن الدولة وهو مطلب دستوري، ثم تحشر نفسك في موضوع لا يعنيك، وتقدم يد المساعدة لأمريكا باختيار من يحكمها؟

ليتك ألفتَ كتابا في علاج الأوضاع الاقتصادية في بلدك الكويت.

أو العراق أو ليبيا أو مصر أو اليمن أو غيرها، خدمةً لإخوانك المسلمين، لعل الله يكتب لك أجرًا.

سبحان الله .. رجل يدعي العلم وينتسب للسلفية يحرص على اقتصاد أمريكا واستقرارها أكثر من بلده الكويت وبلاد المسلمين !

تخيل نفسك يا محمد العنجري في ضيافة سماحة المفتي أو فضيلة الشيخ صالح الفوزان، وفي ثنايا الحديث سألك الشيخ على الهامش: هل لك مؤلفات يا شيخ محمد؟

هل ستقول له: إي والله يا شيخ عندي: حياة أبي بكر الصديق، وترامب وحش أم بطل!

وأخيرا...اتق الله يا محمد العنجري، وتراجع عن هذا الكتاب الفاضح.

 

[رسالة لأتباع محمد العنجري]

 

أقول لمن سلك سبيل العلم منهم، وتتلمذ على المشايخ والعلماء وشد رحله إلى بلاد الحرمين وغيرها، ورأى الفرق الشاسع بين شيخه العنجري وبين العلماء:

اتق الله! فإنك تعلم أن العنجري ليس بطالب علم، فطالب العلم يُعرف بعلمه وطرحه ومناقشاته وبما يقرره، والعنجري لا يُعرف بعلم.

ما هو الفن الذي برز فيه محمد العنجري، في اللغة؟ أم الفقه وأصوله؟ أم القرآن وعلومه؟ أم الحديث وعلومه؟ أم العقيدة أم (المنهج)؟! لا يوجد فن شرعي مستقل اسمه: علم المنهج.

اطلبوا منه أن يشرح لكم كتبا متوسطا أو متقدما في الاعتقاد، وانظروا إلى جوابه.

سلوا أنفسكم: ماذا قدم العنجري للأمة الإسلامية؟ أين أثره في الكويت؟ أين أثره في الساحة الدعوية؟ أين كان في المحن التي مرت بها الأمة في السنوات الماضية؟ أين إنكاره لمعابد الكفر التي بنيت في جزيرة العرب؟ أين هو من الدعوة إلى وحدة الأديان وأخوة الأديان ونهضة الفكر التنويري في بلاد المسلمين؟

لماذا لا يتصدى محمد العنجري لأهل البدع في الكويت من القبورية والمعطلة، أين مقالاته في جهادهم وإبطال شبهاتهم؟

والجواب عندي:

لن يفعل شيئًا من هذا؛ لأنه غير مؤهل لذلك كله، فانصحوه، وإن لم ينتصح فاتركوه، واطلبوا العلم على أهل العلم في الكويت، المشهود لهم بالعلم والاتّباع.

 

[نصيحتي للسلفيين عموما]

 

خذوا العلم عن العلماء، ومن عُرفوا بالعلم، ولا تعتمدوا اعتمادا كليًّا على التزكيات.

وأقولها صراحةً:

(لقد ابتلينا في هذا العصر بتزكية بعض المشايخ لغير المؤهلين).

فأهل العلم كغيرهم من بني آدم، يعتريهم ما يعتري البشر من الخطأ والوهم إحسان الظن فيمن لا يستحق، وقد يستعجل بعضهم في المدح ويبالغ في الإطراء، وطالب العلم المتأصل يدرك ذلك.

وقد آن للسلفيين أن يُسقطوا محمد العنجري من قائمة المشايخ، براءةً للذمة، ونصيحة للأمة، فقد اغتر به الكثير في الغرب، والله المستعان.

 

ويعلم الله أني لم أكتب المقال لأفرح به أحدا، فالأمر خطير، وإني لم أقف -حتى الساعة- على من رد عليه من المشايخ وطلبة العلم، وحتى لا يَظُن العنجري أنه على صواب، أو يُظَن أن العنجري يمثل السلفيين، أو أنه من جملة أهل العلم المعتبرين في الكويت، أو أن السلفيين لم يردوا عليه لموافقتهم إياه.

 

وحسبنا الله ونعم الوكيل، والحمد لله رب العالمين