الاثنين، 23 ديسمبر 2019

صرخةٌ من "سوهاج" لجمع الكلمة

كتب العلامة أبو الوفاء محمد درويش -رحمه اللهمقالاً نفيساً بعنوان (عفا الله عنهم) يخاطب  بعض الدعاة الذين ينسبون أنفسهم للسنة.

فكانت هذه الكلمات اللؤلؤية البراقة خاتمة المقال:

يا قومِ..
ليست الدنيا بدار قرار؛ ومهما تَطُلْ أياما لإنسان فيها فهي إلى انقضاء، وسنلتقي أمام الديّان الحق الذي لا تجوز عليه حِيَل المُحتالين ولا خِداع المخادعين، ولا نفاق المنافقين، وسيسألنا عن هذا التفرّق الذي وقعنا فيه؛ وعن هذا الخلاف والتنازع الذي أفضى إلى فشَلِنا، وذهاب ريحنا، ونحن أحوج ما نكون إلى الائتلاف وجمع الكلمة وضم الصفوف؛ وخاصةً في هذا الوقت الذي شانت علينا فيه الغارات، وصبّت علينا الكوارث؛ وبعث علينا العذاب من فوقنا ومن تحت أرجلنا.
وسيُسأل العلماء ُعن علمهم؛ وعن الحق ماذا صنعوا به: أبيّنوه للناس، أم كتموه خوفاً من الأغنياء والجاهلين؟
أنتم قادة العامّة فعليهم أن يتبعوكم ويستجيبوا لكم، فلا تَقلِبوا الأوضاع ولا تكونوا لهم تابعين.
ومتى كنتم على الحق فلن يضركم كيدهم شيئاً، واذكروا قول الحكيم العليم:(الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا ًوقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمةٍ من الله وفضل لم يمسسهم سوءٌ واتبعوا رضوان الله والله ذو الفضل العظيمإنما ذلكم الشيطان يخوِّف أولياءه فلا تخافوهم وخافونِ إن كنتم مؤمنين)
وحسبنا الله ونعم الوكيل ،ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

———-
[مجلة الهدي النبوي جـ5/ العدد14و15/صـ23-24]