يبدو أن بعض الناس يتوهم أن خلافة المسلمين أشبه بلعبة! كلما هوي مجموعة من الشباب تنصيب خليفة أعلنوا: هذا خليفة المسلمين!
في الحادثة التي نتحدث عنها: إعلان داعش الملقب بأبي بكر البغدادي خليفةً، هذه سابقةٌ ﻻ أظن أنها وقعت في تاريخ المسلمين: أن ينصب عليهم خليفة مجهول، هذا الرجل المسمى بـ (البغدادي) مجهول غير معروف عند عامة المسلمين.
لست أتكلم عن كونه معروفاً عند خواصه، بل أن يكون باسمه وشخصه معروفاً بالعموم.
وهذا البغدادي من يعرفه من أهل الحل والعقد في المسلمين؟ فضلاً عن عامتهم؟ ربما قلة قليلة منهم سمعوا باسم إبراهيم أو عبدالله إبراهيم -لست أدري-
من خلال إعلانٍ ألقاه متحدثٌ مجهول مثله
فكان ماذا؟! هل خرج عن حد الجهالة؟!
كلا
فهو ﻻ يزال مجهولاً عند أهل الحل والعقد ، وعامة المسلمين ﻻ يعرفونه.
أما صورته فباعترافهم أن الذي نشرها الاستخبارات اﻷمريكية! أهذا يكفي ليكون معروفا عند المسلمين ليُبايعوه؟!
صورة ألقيت في بعض المواقع، ثم قيل لنا: هذا إمامكم فبايعوه!
أي عبث هذا؟!
ثم من هم أهل الحل والعقد هؤلاء الذين ساغ لهم أن ينصبوا خليفة للمسلمين؟
أهم مجموعة من الشباب؟
أو قلة من شيوخ عشائر في بقعة صغيرة -إن صح ما ذكروه-؟
أهؤلاء هم أهل الحل والعقد لعموم المسلمين الذين يزيدون على مليار؟
على أي شيء اعتمدوا في وصفهم أن هؤلاء هم أهل الحل والعقد؟
بل ما معنى أهل الحل والعقد إن كان المُعلِّقُ آنف الذكر وأمثاله يفهمون لغة العلم؟
أي لعب بدين الله هذا في وصفهم أن هؤلاء هم أهل الحل والعقد؟
وأظن أن هؤلاء بين أمرين:
١- إما جهال طغى عليهم الحماس.
٢- أو أنهم ﻻ يرون مسلماً سِواهم.
أما كونهم هدموا أضرحة تعبد من دون الله
فهذا لم أنكره ولا ينكره موحد، وليس هو موضوعنا، وجزى الله خيراً كل من نصر التوحيد وهدم أسباب الشرك.
أخيرا أقول: تنصيب خليفة عام على المسلمين جميعا إذا قرأت أيها المنصف كلام العلماء في شروطه وطريقته وانعقاد بيعته ثم قرنته بواقع المسلمين اليوم، ثم نظرت في إعلان القوم اﻷخير، لم تجد أمامك إﻻ أن تدعو الله لهم بالهداية والبصيرة والفقه في الدين والعقل الصحيح والقلب السليم.
وعلى المسلم الذي يطلب نجاتَه في هذه الخطوب أن يعتصم بالكتاب والسنة، ويلزم غرز أهل العلم الراسخين، ويعرض عن أهل العواطف وتوهماتهم.
والله الهادي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق