قال الشيخ عبدالرحمن الوكيل –رحمه الله- :
( الحلول
يقتضي الثنائية، والمزج يقتضي التعدد، فالحلول يقتضي وجود حال ومحل، والمزج يقتضي
وجود شيئين على الأقل، ولهذا يكفر الجيلي بالحلول؛ لأنه يؤمن بالوحدة التامة
المطلقة بين الخلق والخالق، وكل صوفي يؤمن بوحدة الوجود يكفر بالحلول، لأنه يؤمن
بأن الله عين كل شيء، ولهذا زعم ابن فارض في (تائيته الكبرى) أنه ينزه عقيدته عن
دعوى الحلول، وذهب المدلسون الداعون يستغلون هذه زاعمين بها أنّ ابن الفارض كان
مؤمنا منزهاً، على حين يقول عن الذات الإلهية: (وما زلت إياها، وإياي لم تزل)،
فإيمانه بالوحدة التامة بينه وبين الله جعله ينفي الحلول عن نفسه؛ لأن الحلول -كما
بينت- يستلزم الثنائية والغيرية) .
(مجلة الهدي النبوي
العدد (1) لعام 1385 هـ / صـ18 /مقال: الشيوعية تعانق الصوفية -3-)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق