بسم
الله الرحمن الرحيم
في عام 1379 هـ الموافق 1960 من التاريخ الصليبي
أشاع أعداء الله أن مياه بئر زمزم ملوثة تلوثاً شديداً كيميائياً وبكتريولوجياً،
وأنّه يغلب على الظن أن مياه مجارير منازل مكة تتسرَّب عبر مسام طبقات الأرض إلى
بئر زمز.
فردّ عليهم العلامة عبدالمهيمن أبو السمح إمام
الحرم المكي -رحمه الله- :
" إنَّ التلوّث المزعوم لا يمكن أن
يكون موجوداً إلا في رؤوس المتشككين الموهومين الذين لا يؤمنون بالله وآياته، وذلك:
أولاً: لأنَّ الله سبحانه الذي أكرم الحجاج في
بيته بالضيافة الكريمة لا يترك سقياهم ملوّثاً بالجراثيم ((وهو الذي مرج البحرين
هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج وجعل بينهما برزخاً وحجر محجوراً)، وهو سبحانه الذي
يسقي عباده اللبن الخالص السائغ من الأنعام من بين الفرث والدم (وإنّ لكم في
الأنعام لعبرة، نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين)،
وغير ذلك من آثار قدرته ورحمته، فكيف يترك المجارير تطغي على مورد حجاج بيته؟!
ثانياً: إن أرض مكة كلها حجرية وليست رملية ولا
طينية حتى تتسرب مياه المجارير إلى البئر.
ثالثاً: هذه الحكومة القائمة في البلاد، التي لا
تألوا جهداً في راحة الوافدين إلى بيت الله، من تعبيد الطُرق وتأمينها، وبناء
ميناء جدة، وإقامة المظلاّت في منى وعرفة، وتوفير المياه، وإنشاء المستشفيات،
واستقدام الأطباء من الأقطار الشقيقة، وفي مقدمتها الجمهورية العربية المتحدة، فهل
من المعقول بعد ذلك كله أنها تترك الناس يستقون من بئر ملوثة؟ وأين إذن هؤلاء
الأطباء وعلى رأسهم أطباء الجمهورية العربية المتحدة؟!
إنها في الحقيقة حملة مريبة، ومن قبلها حملة
الطعن على تقبيل الحجر الأسود، لن تستطيعوا أن تُعطِّلوا شرائع الله، ولا أن
تصدّوا عن البيت الحرام، ولا أن تبطلوا خامس أركان الإسلام، فقد كتب الله في قلوب
الناس وافئدتهم أن تهوى حج بيته " . اهـ
والحمد لله رب العالمين
]مجلة الهدي النبوي 21 /
665-666 ] .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق