ما بين الكتب الستة، والكتب التسعة
لقد شاع كثيراً في الأزمنة المتأخرة، وأخص بذلك (بين طلاب العلم) استخدام اصطلاح الكتب التسعة،
فما معناه؟
ومتى نشأ؟
ومن كان سبباً في نشأته وإذاعته؟
وما الفرق بين الكتب التسعة وبين الكتب الستة؟
وأيهما أسلم نطقاً ومجاراة لأهل الفن، ومتابعة لما عليه أهل العلم؟
ولذا سنجيب باختصار عن هذا التساؤلات في كلمات:
لقد تعارف أهل العلم على تسمية الكتب الذائعة الصيت المشهورة بين أهل العلم وطلاب المعارف، التي صُنِّفت في السُّنَّة، بــ( الكتب الستة)، خلال قرونٍ من الزمن، وبعد عناية المستشرقين بعلوم المسلمين، ظهور كتاب " المعجم المفهرس لألفاظ الحديث "، الذي ألّفته مجموعة من المستشرقين في بداية هذا القرن، للبحث في تسعة كتبٍ من الكتب المصنَّفة في الأحاديث والآثار، فكان سببا لظهوره وانتشر بين بعض المتعلمين والمعلمين اصطلاح (الكتب التسعة).
فإن مسمى (الكتب الستة) هو ما تعارف عليه أهل العلم، وأما إطلاقُ اسم الكتب التسعة فلأجل صناعة المستشرقين، لأنهم عملوا فهرساً لتسعة كتب من كتب أهل العلم، وقد ضُمِّنَتْ الكتب الستة المعروفة، ومُسند الإمام أحمد وموطأ الإمام مالك، وسنن الدارمي، فهذه تسعة كتب كاملة.
أولاً: الكتب الستة:
(اصطلح أهل العلم وأصحاب الصناعة الحديثية على إطلاقه على الصحيحين وكتب السنن الأربعة)؛ أعني:
[صحيح البخاري، وصحيح مسلم، وسنن الترمذي، وسنن أبي داود، والمجتبي من سنن النسائي (السنن الصغرى)، وسنن ابن ماجه].
فمن قال: الكتب الستة، فمرده عُرْف أهل العلم وتسميتهم لكتب السُّنَّة المشهورة؛ الأكثر تداولاً وتناولاً، بالكتب الستة.
ثانياً: الكتب التسعة:
ومن قال: الكتب التسعة، فلكي يلتزم الكتبَ التي أدخلها المستشرقون في "المعجم المفهرس لألفاظ الحديث"، فأصلُ التسمية تعود لخدمة المستشرقين لكتبٍ بعينها.
ولذلك لا تجد في كتب الحافِظَين؛ الذهبي وابن حجر، وغيرهما (السابق واللاحق) من المشتغلين بهدا الفن؛ استعمالاً لهذا المصطلح.
•• فإن مُسمّى الكتب التسعة لم يكن متدولا، ولن تجده قبل تأليف " المعجم المفهرس لألفاظ الحديث"، وستجده منتشراً بعده.
فأنصح بما عليه أهل العلم من تلك التسميات والاصطلاحات قبل عمل المستشرقين.
كتبه. عبد العزيز بن ندى العتيبي
١٨ من صفر ١٤٣٤
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق