الاثنين، 29 سبتمبر 2014

( قولكم:"أنموذج الدولة المدنية") : لا نُسلم له، وقد هُدِم مبناه ومعناه في المقال أعلاه.. (د. عبدالعزيز بن ندى العتيبي)

الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:

فقد عقب أحد الفضلاء على مقال (أغليط تحت مسمى الدولة) فقال:

جزى الله فضيلة الشيخ أبي عمر على هذا المقال التأصيلي؛في ضبط مصطلح عصري حاص في أمره الكثيرون.
والشكر موصول لأخينا باسم ..
عندي سؤال لمشايخنا الأفاضل:
- صحيح أن العبرة في الحكم بالعدل ولا يتم العدل إلاّ بالتحاكم إلى شرع ربنا سبحانه, ولكن أليس أنموذج الدولة المدنية في هذا العصر كما هو ملاحظ واقعا في دول الغرب الكافر (وأنا أقصد الناحية الإدارية المحضة..!), أليس هو أفضل ما يمكن به إقامة العدل ..؟) اهـ.

فكتب الشيخ معلقاً:

قولك: [ ولكن أليس أنموذج الدولة المدنية في هذا العصر كما هو ملاحظ واقعا في دول الغرب الكافر (وأنا أقصد الناحية الإدارية المحضة..!), أليس هو أفضل ما يمكن به إقامة العدل ..؟]

سأتناول في البداية ما يُسمى بـ( الدولة المدنية)، رغم أن المقال كان هدما لمبناه ومعناه، فنحن لانسلم لقولك: (ولكن أليس أنموذج الدولة المدنية)… 

أولا:  إن الأصل المقصود هو تكثير المصالح وتحصيلها على القدر المستطاع ، وتقليل المفاسد ودفعها بحسب الاستطاعة 

ثانيا: 
١. ( المدنية ) لفظ مجمل لابد من تحرير معناه، فهل نقبله كله أو نرده كله أو نقبل بعضه ونرد بعضه؛ بحسب ما فيه من نفع خير يعود على  الأمة بالمصلحة المتيقنة.   
فما المراد من لفظ (الدولة المدنية) وما ضابط ذلك وحده، وما معناه ؟ 
وهل يوجد علاقة بين دلالة اللفظ ومعناه ؟
٢. وما المراد بلفظ (الدولة الدينية) وما المعنى الذي  دل عليه اللفظ؟  
٣. وكذلك مسمى (العسكرية) من الألفاظ المجملة، فلابد من بيانه!  
٤. وإن الصراع بين هذه  الألفاظ يخفي ما يخفي. من الأشياء، فكل طرف يستخرج ألفاظا ومسميات ويجعل منها شعارا لأهدافه وغاياته، تقوم بالتسويق لمراده، فإنه يستخدمه لإقصاء جهة أخرى عن طريقه؛ طمعا في ماذا؟ وبلا شك طمعاً في تولي الحكم والمناصب وإدارة البلاد والعباد، والتمكن من مفاصل النظام الحاكم في الدولة وإحكام السيطرة عليه، وبعد ذلك يفعل ما يحلو له (المنفعة الخاصة)، لا ما يحلوا للشعوب (المنفعة العامة) ، يفعل الذي من أجله قاتل ليصل إلى السلطة. 
ثالثا:  إن الهدف هو المعاني النافعة لمضمون الاسماء والألفاظ ، لا ذات الألفاظ والمسميات.. 
ونقول: عليكم إيجاد النفع للناس، والعمل على تأمين السبل، وحينئذٍ فسَمّه من الاسماءِ ما شئت .
رابعا: إن الأمور الادارية تُحكم بالعرف وبتجارب الناس، فكل بيئة لها ما يخصها، وتكون ثمرة الادارة المختارة فيها، وما وضع من نظام لخدمة  وإدارة شئون العباد اليومية، في تلك البلاد؛ تختلف من دولة عن دولة، ومن مكان عن مكان، ومن بيئة عن بيئة، فهل الإدارة اليابانية مطابقة أو مشابهة للإدارة الصينية ؟ وهل الادارة الأمريكية لها لون خاص أم تقلد غيرها؟! ولتحقيق المصالح فعلى كل بلد أن يختار ما يناسبه والاسهل في تيسير معاشه وحياته اليومية.

ملاحظة: قولك: (أليس هو أفضل ما يمكن به إقامة العدل ..؟)

أولا: إن ما تراه من فعلهم لا يتجاوز الاجتهاد البشري فاحتمال الخطأ واقع ..، وهذا لايعني الالغاء المطلق، وعدم الانتفاع بالعمل والجهد النافع حيثما وجد. 
ثانياً: حكمك وقولك: (أليس هو أفضل ما يمكن به إقامة العدل ..؟): 
وأقول: هذا اختيار بشري واجتهاد خاص منك [ يدور بين الخطا والصواب، لا يلزم منه الجزم والقطع بصحته] لامكانات عقلية غير محصنة، ولا معصومة !
ثالثا: ألا تلاحظ معنا أن  أصحاب الفرق والطوائف و الديانات المختلفة ، كلٌ له وجهة، وكلٌ متمسك بما هو عليه، غير قابل أن ينفكَّ عنه، ومن الصعوبة إقناعه بخطئه، إلا أن يتولاه الله برحمته…
فهل تمسكه بما هو عليه، مع يدعيه من الرضا والسعادة!  يعني صحة مذهبه وطريقته واختياره.
• والتمثيل هنا ذكرته لأجل المقارنة وتقريب الامور الى الاذهان
أولا:  إن الأصل المقصود هو تكثير المصالح وتحصيلها على القدر المستطاع ، وتقليل المفاسد ودفعها بحسب الاستطاعة 

ثانيا: 
١. ( المدنية ) لفظ مجمل لابد من تحرير معناه، فهل نقبله كله أو نرده كله أو نقبل بعضه ونرد بعضه؛ بحسب ما فيه من نفع خير يعود على  الأمة بالمصلحة المتيقنة.   
فما المراد من لفظ (الدولة المدنية) وما ضابط ذلك وحده، وما معناه ؟ 
وهل يوجد علاقة بين دلالة اللفظ ومعناه ؟
٢. وما المراد بلفظ (الدولة الدينية) وما المعنى الذي  دل عليه اللفظ؟  
٣. وكذلك مسمى (العسكرية) من الألفاظ المجملة، فلابد من بيانه!  
٤. وإن الصراع بين هذه  الألفاظ يخفي ما يخفي. من الأشياء، فكل طرف يستخرج ألفاظا ومسميات ويجعل منها شعارا لأهدافه وغاياته، تقوم بالتسويق لمراده، فإنه يستخدمه لإقصاء جهة أخرى عن طريقه؛ طمعا في ماذا؟ وبلا شك طمعاً في تولي الحكم والمناصب وإدارة البلاد والعباد، والتمكن من مفاصل النظام الحاكم في الدولة وإحكام السيطرة عليه، وبعد ذلك يفعل ما يحلو له (المنفعة الخاصة)، لا ما يحلوا للشعوب (المنفعة العامة) ، يفعل الذي من أجله قاتل ليصل إلى السلطة. 
ثالثا:  إن الهدف هو المعاني النافعة لمضمون الاسماء والألفاظ ، لا ذات الألفاظ والمسميات.. 
ونقول: عليكم إيجاد النفع للناس، والعمل على تأمين السبل، وحينئذٍ فسَمّه من الاسماءِ ما شئت .
رابعا: إن الأمور الادارية تُحكم بالعرف وبتجارب الناس، فكل بيئة لها ما يخصها، وتكون ثمرة الادارة المختارة فيها، وما وضع من نظام لخدمة  وإدارة شئون العباد اليومية، في تلك البلاد؛ تختلف من دولة عن دولة، ومن مكان عن مكان، ومن بيئة عن بيئة، فهل الإدارة اليابانية مطابقة أو مشابهة للإدارة الصينية ؟ وهل الادارة الأمريكية لها لون خاص أم تقلد غيرها؟! ولتحقيق المصالح فعلى كل بلد أن يختار ما يناسبه والاسهل في تيسير معاشه وحياته اليومية.

ملاحظة: قولك: (أليس هو أفضل ما يمكن به إقامة العدل ..؟)

أولا: إن ما تراه من فعلهم لا يتجاوز الاجتهاد البشري فاحتمال الخطأ واقع ..، وهذا لايعني الالغاء المطلق، وعدم الانتفاع بالعمل والجهد النافع حيثما وجد. 
ثانياً: حكمك وقولك: (أليس هو أفضل ما يمكن به إقامة العدل ..؟): 
وأقول: هذا اختيار بشري واجتهاد خاص منك [ يدور بين الخطا والصواب، لا يلزم منه الجزم والقطع بصحته] لامكانات عقلية غير محصنة، ولا معصومة !
ثالثا: ألا تلاحظ معنا أن  أصحاب الفرق والطوائف و الديانات المختلفة ، كلٌ له وجهة، وكلٌ متمسك بما هو عليه، غير قابل أن ينفكَّ عنه، ومن الصعوبة إقناعه بخطئه، إلا أن يتولاه الله برحمته…
فهل تمسكه بما هو عليه؛ مع ما يدعيه من الرضا والسعادة! دليل على صحة مذهبه وطريقته واختياره، وهل يسوّغ الأخذ بهذه التجارب الإنسانية، بحجة سعادة غيرنا بها وتنعمه في الحياة الدنيا، { سنستدرجهم من حيث لا يعلمون}.
• والتمثيل هنا ذكرته لأجل المقارنة وتقريب الأمور إلى الأذهان .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق