السبت، 25 أكتوبر 2014

قصيدة: نجوى وذكريات .. للعلامة/ عبدالرحمن الوكيل

أشبالَ نجدٍ سلامٌ من محبِّينا ***ونجدٌ قلبٌ بصافيْ الحُبِّ يروينا
كم ذا إلى قُربِكم آمالُنا ظَمِئَتْ***وكــم بأنسابِكُمْ رفَّـت أماليـنا
كُنَّا إذا ما الصَّبا رفَّت نُسائِلُها***عنكمْ، ونُودِعُها الأشواقَ تَصلينا
لعلَّ تُفضي إلى نجدِ بلَوعَتِنا***وحُرقةُ الشَّوقِ في داجي ليالينا
فنَجدُ للدينِ في إشراقِهِ وطنٌ***أهدى إلى الشرقِ أبطالاً ميامينا
جئنا إليه، فنِلنا فوق ما حَلَمَتْ***به المُنى ومَضَى بالبِرِّ، يُوْلينا
أشبالَ نجدٍ إخاءُ الدين يجمعُنا***ومنكمُ كان رَغمَ البَيْنِ يُدنينا
فاصَغوا إليَّ، إلى قلبٍ تُثيرُ به***كوامِنُ الوَجدِ ذكرى من مواضينا
نحنُ الأُولى، دينُنا حقٌّ، ونحن به***أسمى الخلائِقِ –مُذ كان الورى- دِينا
سُدنا به قبلُ ما في الأرضِ من أُممٍ***بالحقِّ والعدلِ نَبنيهِ، فيَبنيا
لم نبغِ في الفتحِ تيجاناً ولا نَشَبا***ولا ممالكَ بالغلّات تأتينا
ولا أَناسيَّ نبيغِهِم لنا ذُلَلاً***لكنْ أردنا لدينِ اللهِ تمكينا
حتى رفعنا لواءَ الحقِّ منتصِرا***على رفيعِ الذُرى واللهُ حامينا
دكّت جحافِلُنا الطُّغيانَ ما خَشِيَتْ***زلازِلَ البَغيِ أو منه براكينا
سلَ قيصرَ الرومِ، سَل كسرى وعصبتَهُ***وسَلْ جبابِرةً كانوا شياطينا
وسَلْ شُعوباً لهم كانت مُسخَّرةً***للجورِ يلْطِمُهم بالبَغيِّ عاثينا
سلهُم عن الفاتحين الغرِّ ما صنعوا***للعدل كانوا على حبٍّ موازينا
كانوا مشارقَ إيمانٍ ومعرفةٍ***ورحمةٍ لم تَذَرْ للبؤسِ مسكينا
بما دعاهمْ إليه اللهُ قد عَمِلوا***مُجاهدين على شوقٍ، مُصلِّينا
فأرسلَ النَّصرَ يَحْدُوهم بقُدرَتِهِ***فأصبحوا السّادةَ الصَّيدَّ الميامينا
ساروا على كل أرضٍ رحمةً وهُدىً***وفي سباقِ العُلا كانوا المُجَلِّينا
من هذه الأرضِ ساروا في جحافلِهم***إلى هدى اللهِ بالقرآنِ داعينا
فسَلْ شواطئَ أفرقيا وأندلساً***وسَلْ فرنسا وسلْ في نأيِها الصينا
سلها فثمَّتَ أمجادٌ لنا سلفت***فيها، وفوق الذُرى منها مَعالينا
آهاً لها ذكرياتٍ !!كم تعاونًّا***نبيتُ منها سياطُ الوجدِ تُفرينا
كُنّا وكانت لنا العلياءُ ساميةً***والنصرُ مركبَنا والمجدُ نوادينا
لا يُشرقُ العِزُّ إلاَّ من مشارِقنا***ولا العدالةُ إلا من مغانينا
ولا السَّماحةُ إلا من خلائِقِنا***ولا السَّعادةُ إلا في مجالينا
كُنَّا .. فصرنا إلى حالٍ مُروِّعةٍ***ألم تدسنا يهودٌ في فلسطينا ؟!
جاءت بذِّلَتِها تُردِي مَعَزَّتَنا***ونحن في غفلَةٍ تَمضي ليالينا
والغربُ يُغري يهودَ الشرِّ باغِيةً***بنا، ويَبغِي لها في الأرضِ تمكينا
يُمِدُّها بالذي تبغيهِ من قُدَرٍ***ونحنُ للغربِ مازِلنا موالينا
ونحن للغربِ أحلافٌ نُناصِرُهُ***وفي يَديْ بغيِهِ باتَتْ نَواصينا
واهاً لنا أُمةٌ يمشي العدُوُّ بها***جَوراً، وفوقَ أمانيها طواحينا
فإن شكونا إليه الجورَ، جاء لنا***بخادِعٍ مِنْ نِفاقِ الزُّورِ يُرضينا
ونصطفيه، ونُعلي مِن سماحَتِهِ***قَدراً، كأنْ قد بلغنا منه ماشينا
لا تعجبوا إن لثَمنا منه خِنْجرَهُ***فــاللهُ عمّا اقــترفنــاهُ يجازينـا
كتابُهُ الحقُّ لسنا اليوم نَعرِفُهُ***إلا تمائِــمَ مِـن ذي الـعينِ تَحمينــا
أو في المقابِرِ نتلوهُ على ثمنٍ***بــه نـوادِبُ فوقَ القبرِ تُغرينــا
وسُنّةُ المصطفى بِتنا نُحاربُها***وهْيَ المنارُ إلى الرِّضوانِ يهدينا
وفي السُّفورِ دعاةُ الإثمِ قد فَجَروا***ومن هوى الكُفرِ يبغُونَ القوانينا
آهــاً لأُمتِنا عن دينِها رَغَبَتْ***وآه لقوم قد سَنُّوا الهوى ديناً !!
أشبالَ نَجدٍ، ولي في الـدمعِ معذِرةٌ***إذا بكيتُ على أمجـادِ ماضينـا
ذا معقِلُ الدين، هذا قُدسُه، ولنا***فيه أمــانٍ تُنـاجيهــا أمانينــا
على التُقى شادَهُ عبـدُ العزيزِ (1)، ومَنْ***مثلَ الشيوخ (2)تُقىً ، أو مِثلِه دينا؟
محمــدٌ (3)خـادمُ القـــرآنِ تحسبـُـه***رُوحاً من الحق أو نورًا يسارينا
وللإدارة فيه ماجدٌ (4) ورعٌ***تلقى فضائلَ في أخلاقِهِ دينا
فانهضْ شبابَ الحِمى للدِّين، والتزموا***هداهُ، واعتصموا باللهِ بارينا
فانهض لنُصرتِهِ في كل ناحيةٍ***فكُلُّ وادٍ به الإسلامُ وادينا
كونوا له عدةً في كلِّ نائبةٍ***واستنهضوا الهِمَمَ الكُبرى لداعينا
ولنبذلِ الروحَ للرحمنِ إن عَصَفَت***وغْيَ الجهادِ وخُضْناها ميادينا
هذا البناءُ بعونِ اللهِ في غَدِهِ***يهدي عباقرةً تُحيي المُنى فينا
يهدي أُسوداً لدينِ اللهِ تَنْصُرُه***واللهُ للحقِّ يهديكم ويهدينا

……………………………………………………………………

(1) الملك عبدالعزيز آل سعود –رحمه الله-.
(2) من ألقاب الملك عبدالعزيز.
(3) الشيخ محمد بن إبراهيم –رحمه الله.
(4) الشيخ عبداللطيف بن إبراهيم (أخوه) –رحمه الله-.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق