الأربعاء، 22 أكتوبر 2014

احذر ملايين السيئات .. التي يجنيها لسانك !

الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

فقد صح في الخبر عن خير البشر  أنه قال: ((وهل يكب الناس على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم)).

قال الحافظ ابن حجر في الفتح: (وهذا الحكم وارد على الأغلب، أي على الأكثر، لأنك إذا جربت لن تجد أحداً حفظ لسانه عن السوء، ولا يصدر عنه شيء يوجب دخول النار إلا نادراً) اهـ.

ومصداق ذلك قوله تعالى: ((وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي)).

اعلموا وفقني الله وإياكم للخير والهدى، أن للسان شهوة لا تذهب حتى ينطق اللسان بها، أو تكبحها مراقبة الله وملازمة التقوى، وهذا لا بد له من مجاهدة للنفس والهوى، وهي أشد الجهاد.

واعلموا أرشدني الله وإياكم للهدى أن آفات اللسان كثيرة، أعظمها على الإطلاق الشرك بالله، وهو أفحش ما ينطق به اللسان، إذ يحبط الأعمال ويزيل الإيمان؛ وبحثنا في هذا المقال حول زلات اللسان التي يحملها صاحبها على عاتقه من حيث يشعر...أو لا يشعر:

١-الرياء: وهي عبادة الله لكسب ثناء الناس، وهو نوع من أنواع الشرك بالله! وفي الحديث "أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر، فسئل عنه فقال: الرياء".

٢-الكذب:
إن اعتياد المرء على قول الكذب يجعله والعياذ بالله مدمنا عليها، بحيث لا يستطيع لسانه مفارقته غالباً.
وقد حذر النبي ﷺ من ذلك فقال: (ولايزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً).

٤-السب والقذف واللعن:
ومنها سب الشعوب وازدراء بعضها، وانتقاص القبائل، والطعن بالأنساب.
والسخرية من السلالات.

ومن ذلك ما نراه ونسمعه من بعض الذين يقولون القصص المكذوبة أو (النكت) ليضحكوا بها الناس، كقولهم: جاء رجل من الجنسية الفلانية أو القبيلة الفلانية أو لونه كذا ففعل كذا وكذا...إلخ

فيجني هذا المسكين بكلماته المعدودة الآلاف والملايين من الآثام في لحظة واحدة جراء سبه أو استهزائه بالشعوب والقبائل الذين يبلغون الملايين والملايين .... إضافة إلى قوله الكذب !

٥-الغيبة والنميمة:
الغيبة عرفها رسول اللهﷺ بقوله: (ذكرك أخاك بما يكره)، وقد وصف القرآن فاعلها بأقذع الأوصاف، قال تعالى: {أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً} 

أما النميمة: فهي السعي للوقيعة بين الناس، وهي سبب من أسباب عذاب القبر، كما في حديث الرجلين الذين يعذبان : "إنهما يعذبان وما يعذبان في كبير، أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة، وأما الآخر فكان لا يستتر من البول" متفق عليه.

ولا يخفى على الجميع الفتن والويلات التي تجرها الغيبة والنميمة بين الأفراد، بل والدول والشعوب.

الحل الأمثل:
على المسلم أن يتق الله في أقواله وأفعاله، وأن يراقب الله فيما يقول، قال تعالى: {ما يلفظ من قول إلا لديه وقيب عتيد}.

وليقف مع نفسه وقفة صادقة يراجع فيها نفسه -بعقلانية- قبل أن يفلت لسانه منه ... فينطق بالحرام ... فيجني له من الذنوب والآثام ما الله بها عليم.

كما عليه أن لا يسلم نفسه لسلطان الهوى، قال تعالى: {ومن يتق الله يجعل له مخرجاً}

وليتذكر أن شهوة اللسان ماهي إلا (سعادة لحظات)، فإذا قال اللسان =فات الأوان...فقد يتوب المسلم من الكذب أو الغيبة أو الاستهزاء أو غيرها من آفات اللسان... ولكن يبقى صاحبها في أعين الناس "ذلك الوضيع" !

اسأل الله أن يعيننا على صون ألسنتنا من الحرام ، وأن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة

والحمدلله رب العالمين


كتبه/ أبو عمر عبدالله الهزاع-الكويت
٢٨/ ذي الحجة / ١٤٣٥ هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق