الأربعاء، 13 أغسطس 2014

ماهي دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب؟ للشيخ صالح سندي

الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

فأصل هذه المقالة (١٨) تغريدة كتبها شيخنا الفاضل د.صالح سندي -حفظه الله- في تويتر، فجمعتها ورتبتها خدمة لطلاب الحق ونشراً لعلم معلمي، أجزل الله له المثوبة.



ما هي دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب؟


ج:
إنها صورةٌ مشرقةٌ للإسلام النَّقي الذي نزل به القرآن وعرفة المسلمون قبل أن تَفشُوا بينهم الأهواء.

إنها ثورة...
ثورة على الجهالات والخرافات والظلم،
إنها صوتٌ راعدٌ أذكى الحماسةَ الدينية، وألهب الغيرةَ الإيمانية؛ فأيقظ عقولا ناعسة، ونبَّهَ هِمما متدنِّية.

خلاصة هذه الدعوة:
أن يكون المسلم عزيزًا بربه، فلا يعرف الذل إلا له، ولا الخوف إلا منه، ولا الفزع إلا إليه، فأكبرُ جنايةٍ على وجه الأرض أن يشرك به.

إنها دعوةٌ تأبى الابتداعَ أشد الإباء، وتحارب المحدثات أشد المحاربة، وتعتقد أنَّ الدينَ أجلُّ من أن يكون عُرضةً لمزجه بالآراء، أو تُشوِّه محاسنه بالأهواء

لقد أَرست دعائمُ علم التوحيد
فقُعِّدت قواعده، وضُبطت ضوابطه، وبُينت الشروط والأركان، وذُكرت التقاسيم والأنواع، فكانت مدوناتها من أنفع ما كتب فيه، كما تميزت بعنايتها بأصل أصيل وقَاعدة راسخةٍ في الشرع؛ ألا وهي:
سد الذرائع إلى الشرك، وحماية جناب التوحيد، فأبدت فيها وأعادت،ووضحتها كل الإيضاح.

كما أنها ركزت على قاعدتين عظيمتين:
أنّ الرجال يُعرفون بالحق، وليس أنّ الحق يُعرف بالرجال، وأنّ الكثرة ليست دليل الحق، إنما الحق ما وافق الوحي، وليس من المبالغة أن يقال:
إنها دعوةٌ فريدة؛ أحسنت فهم الواقع، وقرأت الحال؛ فعرفت الدَّاء؛ فشخَّصت الدَّواء.

ومن مميزاتها أنه تجردت عن أي هوى أو عصبية، فلم تعلق الناسَ بقياداتٍ أو تحزبهم عليها، بل ربّتهم على التجرد للنصوص، فوحَّدت الكلمة على كلمة التوحيد.

فأصلُ الموالاة والمعاداة سمةٌ بارزة فيها،
غير أنه لم يكن معقوداً إلا على أساس التوحيد والحب في الله والبغض في الله، وهذا أوثق عرى الإيمان

لقد كان ثمَّة دعاة للتوحيد قَبل الدعوة وفي ابتدَائها وبعد نشأتها، لكن خاصيتها: الشجاعة والحزم والوضوح، أو كما يقَال: وضعت النقاط على الحروف

فأعطت كل ذي حق حقه، ووضعت الهدى والضَّلال في محلِهما بدقَة، ووصفتهما بما يليق بهما دون إِعجام.

ومن تهويش أعدائها:
لمزهم إياها بأنها لا تمثل إلا نفسها! والحق أنها دعوة إسلامية
لِذا فأنت تجد في كتبها نقلَ تقرير التوحيد عن جميع المذاهب.

قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب:
أنا أخاصم الحنفية بكلام المتأخرين من الحنفية، والمالكي والشافعي والحنبلي؛كُلاً أخاصمه بكلام المتأخرين من علماء مذهبه.

ومن نُصرة الله لها:
أنه ما سمع بها أحدٌ من المنصفين -قَرُب أو بعُد- إلا وتأثر بها أو أيّدها

قال مؤرخ مصر: الجبرتي -بعد نَقلٍ عنها-
(فهذا ما ندين الله به نحن أيضا، وهو خلاصة لباب التوحيد،وماعلينا من المارقين والمتعصبين) [عجائب الآثار3-403].

ولك أن تعلم أنه قد تأثر بها سلطان المغرب: محمد بن عبد الله العلوي، وابنه سليمان، وابنه إبراهيم بن سليمان،
فكانت صفحةً مشرقةً للدعوة السلفية بالمغرب.

أخيراً...
رحم الله الشيخ تقي الدين الهلالي، القائل:
نسبوا إلى الوهَّابِ خيرَ عباده **
يا حبذا نسبي إلى الوهابِ

أكرم بها من فرقةٍ سلفيةٍ **
سَلكَتْ محجةَ سُنةٍ وكتابِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق