اطلعت على الحوار الذي أجراه الأخوان:
أحمد عصام النجار ويوسف سمرين، بعنوان "تناقضات باسم السلف" حول منهج عبدالله الخليفي.
والحلقة جيدة في بيان العبث المنهجي الذي يسلكه الخليفي وأتباعه في نقد الرجال والعقائد.
لكني تعجبت من إجابة الأخ سمرين على السبب الحقيقي لظاهرة الخليفي، ومنهجه الذي يسلكه، فإذا به ينتقد الشيخ جميل الرحمن الأفغاني -رحمه الله- وجماعته (جماعة الدعوة إلى الكتاب والسنة) في كُنَر.
وسبب هجومه على الشيخ وجماعته:
التحاق الشيخ ربيع المدخلي لصفوفهم في حرب الروس؛ وبما أن الأخ لا يرتضي الشيخ المدخلي، والشيخ المدخلي التحق بلواء جماعة الشيخ جميل الرحمن -الذي حارب الماتريدية والقبورية الذين كانوا يتقلدون مذهب أبي حنيفة-، وكانت فيه شدة على الجماعات الحزبية إذن الشيخ جميل الرحمن تأثر بالشيخ المدخلي!
هذه خلاصة كلامه، ربط الأخ يوسف بين قضية أبي حنيفة والأحناف الماتريدية في أفغانستان، بالمدرسة الأولى التي تأثر بها الخليفي= الشيخ ربيع، وهذا تحليل من وحي خياله وأوهامه.
وبعد استماعي لكلام الأخ سمرين تبين لي:
1-عدم معرفته بالدعوة السلفية الأفغانية، والجماعات الإسلامية التي قاتلت الروس في الجهاد الأفغاني.
2-عدم معرفته بالشيخ جميل الرحمن وعقيدته، ومنهجه الإصلاحي، إطلاقا.
3-تحامله على الشيخ ربيع، وذهابه إلى أفغانستان، جعله يستنتج أن سبب طعن الخليفي بأبي حنيفة هو الشيخ جميل الرحمن، الذي زعم سمرين تأثره بالشيخ ربيع، مع أن المفترض أن الشيخ ربيع هو الذي يتأثر بالشيخ جميل الأفغاني الذي نقل لربيع معاداة أبي حنيفة -كما صوّر سمرين-.
وهذا كله محض كذب وافتراء على الشيخ الجليل جميل الرحمن، وزور وبهتان لم يقدم عليه سمرين أي بينة ولا برهان.
[هل فرض الشيخ جميل إمارته على الناس؟]
لقد كانت الحكومة الأفغانية قبل حرب الروس موالية للنظام الروسي الملحد الكافر، وكانت العقائد القبورية والمعطلة والبدع منتشرة انتشارا كبيرا في أفغانستان، إضافة إلى المظاهر الأخلاقية السيئة كتبرج النساء وغير ذلك.
وقد زعم الأخ سمرين أن الشيخ جميل الرحمن فرض الإمارة، وهذا غير صحيح، بل أقامها في ولايته بطلب من أهلها حفظا للأمن وحقنًا لدماء المسلمين.
وقد قام الشيخ جميل الرحمن بالدعوة إلى توحيد الله عزوجل ونبذ الشرك والبدع، ومظاهر الفسق والفجور عام 1383هـ، وهذا ما لا يوجد في جماعة حكمتيار الذي ذكره سمرين، فجماعة حكمتيار كانت جماعة منحرفة مدعومة من إيران، ولا تعتني بتعليم التوحيد ولا نبذ الشرك والبدع، وقد شوهد من قُتل في أرض المعركة وفي عنقه أو يده التمائم والحروز والعياذ بالله.
فهل الأخ يوسف سمرين على عقيدة أهل السنة والجماعة، يوالي ويعادي على التوحيد والسنة؟
أم أن عنايته في العقيدة منحصر في الرد على الفلاسفة والمتكلمين والدفاع عن ابن تيمية في هذا الجانب فقط؟
إن كان الأخ ممن يوالون على العقيدة، فجماعة الشيخ محمد أفضل في نورستان والشيخ جميل الرحمن -رحمهما الله- كانت على الحق، خلافا للجماعات المتصوفة والأحزاب المنحرفة.
وأنصح الأخ يوسف وغيره بالاستماع لمحاضرة الشيخ سراج الزهراني -وهو ممن جاهد في لواء الشيخ جميل الرحمن، وكان على معرفة بحال الجهاد الأفغاني وجماعة حكمتيار 👇🏻
(حقيقة الجهاد الأفغاني)
https://youtu.be/GFo_4xvfMys?feature=shared
[تعظيم الشيخ جميل الرحمن لأبي حنيفة والأئمة الأربع]
كان الشيخ جميل الرحمن عالما من علماء أفغانستان، وهو أكبر سنا وعلما من الشيخ ربيع المدخلي، فلم يتأثر به، بل كان الشيخ ربيع داعما لجماعة الدعوة والقرآن.
وقد افترى يوسف سمرين على الشيخ جميل الرحمن وصوّر للمشاهدين أنه نقل مقالة الطعن في أبي حنيفة من خلال الشيخ ربيع، شيخ الخليفي.
وقد سألتُ الشيخ ضياء الرحمن ابن الشيخ جميل الرحمن -حفظه الله- عن موقف الشيخ جميل من أبي حنيفة، وأسمعته كلام سمرين فقال:
(كان الوالد -رحمه الله- يحترم الأئمة الأربعة بل جميع أئمة السلف، يقدرهم ويثني عليهم خيرا، وكان بهذا يخالف منهج بعض أهل الحديث في باكستان الذين يطعنون في أبي حنيفة، ويقول لهم: "لا فائدة وراء ذلك، غير أنه يسبب الاحتقان لدى المجتمع هنا" الوالد رحمه الله كان على بصيرة، من الأمر، وهو لم يطعن أبدا ولم يبدّع ولم يتكلم في الإمام أبي حنيفة، بل العكس).
وقال عن تحليل الأخ سمرين:
(استمعت لكلامه، هو يحكي عما جرى بهواه! ولا يحكي عن علم، ولا عن بصيرة، ففي كلامه مغالطات كثيرة جدا، من حيث التاريخ، ومن حيث القتال الواقع بين الوالد وحزب حكمتيار، وأيضا كلامه عن تعداد سكان افغانستان، وقوله أن الشيخ كان عنده 8000 آلاف، مع أن عدد سكان كونر يقرب إلى المليون نسمة وزيادة، وأكثرهم أخيرا كانوا مع الوالد، فكلامه اكثره كذب وافتراء).
ولعلي أنشر كلاما صوتيا للشيخ جميل الرحمن في الإمام أبي حنيفة بلغة البشتو في حسابي على تويتر (x) فور حصولي على المادة الصوتية.
[ثناء الشيخ ابن باز على الشيخ جميل الرحمن]
وقد أثنى كبار العلماء على الشيخ جميل الرحمن، وعلى رأسهم سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله-
وقد أرسل له رسالة تأييد وثناء ووصايا 👇🏻
وبخصوص تقليل الأخ يوسف سمرين من عدد جماعة الشيخ جميل الرحمن وقوله: (كانوا 8000 مقاتل فقط لاغير، من اصل 50 مليون افغاني) على فرض صحة دعواه، فهل القلة تعني الغاء الدعوة يا اخ يوسف؟ او انهم على باطل؟ منطق عجيب.
[لا تنه عن خلق وتأت بمثله ..]
ان كان منطلقك في النقد شرعيا، وتغار على التوحيد والسنة، فكان أولى بك ثم أولى ان تتثبت، وتبحث، وتسأل السلفيين في أفغانستان وباكستان، فأبناء الشيخ لهم حسابات في تويتر وغيرها، والوصول إليهم سهل بحمدالله -كما فعلتُ-.
وأنصحك بتقوى الله، وأن تعدل في خلافك مع الشيخ ربيع أو غيره، فلا تقابل الغلو بغلو مثله، واستغفر الله ولا تكن كالخليفي في مزاجيته في الحكم على الأشخاص، واحذر أن تخالف جماعةً على الكتاب والسنة وتدعو إلى التوحيد الخالص من أجل أن الشيخ المدخلي التحق بها !!
واعلَم أنك لم تُسئ إلى الشيخ قدر إساءتك لنفسك، فالشيخ جميل الرحمن كان ثقةً مأمونًا معروفًا مدعومًا من كبار العلماء، وليس من الشيخ المدخلي فحسب.
وقد رثاه الشيخ علي الحذيفي على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونحسبه عند الله شهيدا إن شاء الله.
https://youtu.be/xycks8HfPxg?feature=shared
قال تعالى (ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى).
هداك الله وغفر لك ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق