الخميس، 31 يوليو 2025

رد الشيخ محمد خليل هراس على قول محمود السبكي (من قال أن الملابس تقي من الحر والبرد بطبعها فقد كفر)

 

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

سئل الشيخ محمد خليل هراس -رحمه الله- (1) :

يقول صاحب الدين الخالص: إن من يعتقد أنّ الملابس تقيه الحر أو البرد بطبعها فقد كفر، أو بقوة خَلَقها الله فيها فقد فسق، وكذا النار والماء...الخ.

ونرجو الإفادة عن ذلك شكرا.              فتحي شكر-المَحلّة.

 

فأجاب:

لقد جنى علم الكلام على عقيدة هذه الأمة جنايةً كبرى، وأدخل فيها من عناصر الزيغ والفساد ما لا يحصيه إلا الله، لاسيما بعد أن اتصل المسلمون بالثقافات الأجنبية، ونقلوا إلى لغتهم نظريات فلاسفة اليونان وغيرهم، من عُبّاد الأوثان ومزجوها بعلم الكلام.

ومن أخطر تلك النظريات الفلسفية القديمة التي أثرت أبلغ التأثير في عقائدَ فرقتين كبيرتين من فرق المتكلمين، وهما الأشعرية والمعتزلة، نظرية يقال لها (نظرية الجوهر الفرد)، فهذه النظرية لعبت دورا كبيرا جدا في مذهب الأشعرية، فقد جعلوها عمدتهم في إثبات حدوث العالم.

ومن أجْلِها أنكروا تأثير الأسباب في مسبباتها، لأن هذه الجواهر عندهم متشابهة الطبيعة، لا يتميز بعضها عن بعض إلا بما خلقه الله فيها من الأعراض، فلا فرق بين الماء والنار في الطبيعة والجوهر عندهم، ولكن الله يخلق في النار الإحراق، ويخلق في الماء الرطوبة، فالنار عندهم لا تحرق بذاتها، والماء كذلك لا يروي بذاته، وليس هناك أسباب عندهم تؤثر أسبابُها، وإنما يخلق الله المسبب عند مقارنة السبب له من غير تأثير له فيه.

وهذا جهل لحكمة الله عزوجل في الخلق، واتهامٌ له سبحانه بالعبث، حيث يخلق أسبابًا ثم يعطلها، وإنكارٌ لصريح القرآن الذي يقول: (وهو الذي يرسل الرياح بُشرًا بين يدي رحمته. حتى إذا أقلت سحابا ثقالا سقناه لبلد ميت. فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كل الثمرات) الآية الأعراف.

فالله سبحانه هو خالق الأسباب، وهو الذي جعلها أسبابًا، فتأثيرها إنما هو بإذنه وحكمته.

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: (إنّ محو الأسباب بالكلية قدحٌ في الشرع، والله سبحانه خلق وجوه العقل والإعراض عن الأسباب والمسببات، وجعل هذا سببًا لهذا، فإن قال القائل: إن كان هذا مقدورًا حصل بدون السبب وإلا لم يحصل، فجوابه: أنه مقدور بدون السبب) والله أعلم.

 

(1)مجلة الهدي النبوي جـ26/العدد12/صـ47-48.

الثلاثاء، 8 يوليو 2025

ما أشد حاجة الإنسان إلى التفكر قبل الإقدام (بقلم العلامة حامد الفقي)

الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

فهذا آخر مقال كتبه الشيخ محمد حامد الفقي -رحمه الله- في مجلة الهدي النبوي، التابعة لجماعة أنصار السنة المحمدية.

 

ما أشد حاجة الإنسان إلى التفكير قبل الإقدام فإنه بالتفكر والتروي والتثبت يعرف ما يضره ويؤذيه ويشقيه ، فيتقيه ويتجنبه و يهرب منه.

ويعرف ما ينفعه ويريحه ويسعده، فيقدم عليه، ويسعى في تحصيله بكل جد ونشاط، ثم يكون حذراً في طريق سعيه إلى ما ينفعه، ودفع ما يضره، حريصاً على العلم والمعرفة بالطريق الموصل إلى كل مما يخاف ويرجو، لأنه إن غفل ضل الطريق ، فذهب بعيداً عما يقصد، فإن تمادى في الغفلة وصل إلى أشد ما يكره ويخاف، ولا ينجيه من ذلك إلا يقظة التفكر واستدامته، وشدة حرصه على الاستضاءة دائما -وفي كل لحظة وخطوة وحركة- بنور العلم الصحيح من سنن الله تعالى، وهدي كتابه الحكيم، ببيان رسوله صلى الله عليه وسلم. فما سعد من سعد إلا بالعلم الصحيح، والتفكر فيه ـ وبه - تفكيراً يدفعه إلى العمل الصالح بقوةِ عزيمة، وصادق إرادة ونية. وما شقي من شقي إلا بالجهل والكسل والاستهانة بالأمور واستصغارها، وعدم التفكر في العواقب والمصائر.

قال الحسن البصري: (إن أهل العلم لم يزالوا يعودون بالذكر على الفكر، وبالفكر على الذكر، ويناطقون القلوب حتى نطقت بالحكمة). [1]

وذلك: لأن التفكر يوقع صاحبه من الإيمان على ما لا يوقعه عليه العمل المجرد من التفكر، فإن التفكر يوجب له من انكشاف حقائق الأمور، وظهورها له، وتمييز مراتبها في الخير والشر، ومعرفة مفضولها من فاضلها، وأقبحها من قبيحها، ومعرفة أسبابها الموصلة إليها، وما يقاوم تلك الأسباب ويدفع موجبها، والتمييز بين ما ينبغي السعي في تحصيله، والأخذ في أسبابه، وبين ما ينبغي السعي في الهروب منه، ودفع أسبابه. والتفكر والتروي والتثبت بيقظة، مع الاستضاءة بنور العلم الصحيح: هو الذي يكشف الفرق بين الوهم والخيال، وبين الواقع من الحقائق الثابتة، في المقدمات والنتائج. فإن أكثر الناس ضلالا في سعيهم: هم الذين ركبوا مطية الوهم والخيال، والأماني الكاذبة، نتيجة تحكيم أهوائهم وشهواتهم، وتغليب سلطانهما في ظلمات الجهل، وفي ظل الكسل والخمول ظنا -بجهلهم- أن فيها راحة للنفوس من عناء البحث والعلم والتفكر، وتعجلا إلى المنفعة التي ظنوا -بجهلهم- أن التروي والتفكر والتثبت يضيعها، أو يؤخرها.

فلم يستطيعوا أن يفرقوا بين الوهم والخيال، وبين السبب الحقيقي المانع لما يخافون ويتقون، أو المؤدي لما يودون ويطلبون، فاشتغلوا بالوهم والخيال، وانصرفوا عن الأسباب الحقيقية الواقعية، فما قطع العبد عن كماله وفلاحه وسعادته العاجلة والآجلة، قاطع أشد ولا أفظع من الوهم الغالب على النفوس الجاهلة الجزعة الهلعة، والخيال الذي هو مركبها، بل بحرها الذي لا تنفك سابحة فيه. وإنما يقضى على هذه الأوهام والخيالات -الناتجة من الجهل والغي والاستعجال- بالعلم الصحيح، والفكر الصادق اليقظ، والعزم القوى، والإرادة الحازمة الرشيدة.

فإن العلم الصحيح والفكر اليقظ، والإرادة الحازمة الراشدة، والعزم الثابت: يميز الإنسان العاقل الحكيم بين الوهم والخيال والأماني الكاذبة، وبين الحقيقة الثابتة في نعم الله عليه بمزاياها وأوضاعها، والأمل الصادق في الانتفاع بها على ما يحب ربنا ويرضى له. فيسعى سعيه إلى أمله على بصيرة وهو مؤمن، فيناله ويحصل عليه، وقد فاز وأفلح في سعيه، واتقى كل ما يكره، واقتحم بصبره وثباته كل عقبة. فظفر بالمأمول الصالح واكتسب قوة جديدة في تفكره.

وهكذا المؤمن العاقل الصابر الشاكر، إذا فكر في عواقب الأمور، وتجاوز -بتفكيره- مبادئهاو مقدماتها ، إلى نتائجها وعواقبها: وضعها مواضعها، وعلم مراتبها في النفع والضر، والخير والشر، والإسعاد والإشقاء، فاتقَى الشر وسارع إلى الخيرات، فإذا ورد عليه وارد الذنب، وما فيه من متعة ولذة عاجلة مزعومة، تجاوز لذته ومتعته الوهمية، وفرح نفسه البهيمية به، إلى سوء عاقبته، وما يترتب عليه من التسفل والصَّغار، والسقوط منعين الله ربه، والوقوع في براثن عدوه وشبكته، وما يتولد عن ذلك في القلب من ظلمة وقسوة، وما يجلب له من خيبة وحسرة، وتأخر عن ركب أولياء الرحمن الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، فإنهم تخلصوا من معوقات البهيمية، وأعانهم الله بهدي الفطرة، وهدي الكتاب العزيز، والسنة النبوية على اتخاذها مطية هيئة طيعة.

والذنب إنما يقدم عليه من لم يحسن الانتفاع بهدي الفطرة، وهدي الكتاب والسنة ، فيُغَلِّب بهيميته الطينية على إنسانيته الكريمة التي نفخ الله فيه روحها منه. ومن ثم سمي (ذَنْباً) لأن الذنب هو أبرز خصائص البهائم، وأظهر صفاتها.

وكلما كثرت الخطوات الضالة وتتابعت، كلما كان منها (الخطايا) التي تدسس المُذنب الخطاء في غمار البهيمية، وتمكن السلطان العدو المضل المبين، وجنده من الهوى والشهوة والنفس الأمارة.

وكذلك إذا ورد عليه وارد التهاون في طلب العلم النافع: من كتاب الله وتدبر آياته، ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، بما حاول عدوه أن يهون عليه ذلك، بإيهامه أن في ذلك مشقة وتعباً، وتعرضاً للمخاطر، وشغلاً عن السعي إلى المعاش وحظوظ النفس، وأنه ليس بسبيل ذلك، ولو حاول، فالطريق طويل طويل، والشقة بعيدة بعيدة.

وكذلك إذا ورد عليه وارد التكاسل عن طاعة الله تعالى وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، والقيام بحقوق العبادة والعبودية بما حاول عدوه من شياطين الإنس والجن تهوين ذلك وتزيين التكاسل عنه، وعن فعل الخيرات: بقلة المشاركين، وأنهم -مع قلتهم- من الطبقات الدون، وأنهم يتكلفون من المشاق والمتاعب في أجسامهم مما يصيبهم من نظر الطبقات المتمدنة إليهم نظرة الازراء والتنقص، ومما يسمعون منهم من الهزء والسخرية، مما يكون له أثر، أو آثار، على أسبابهم المعيشية.

وإذا ورد عليه وارد وسوسة من عدوه من شياطين الإنس والجن، من احتقاره نفسه وتصغيرها، وأصغت إليها نفسه الأمارة: أن في الدعوة إلى إخلاص الدين والعبادة ـبجميع أنواعها- الله وحده، والكفر بكل معبود سواه والبراءة منه، والطاعة لله ثم لرسوله صلى الله عليه وسلم فيتلك الدعوة من مخالفات الناس، والخروج على المألوف الموروث عن الآباء والأجداد من أزمان غابرة طويلة، وأن في ذلك من التعرض لمقتهم وكيدهم ما لعله يصل إلى القتل دفاعاً عن دينهم وعقائدهم وآلهتهم التي يحبونها كحب الله، ويبذلون في نصرها النفس والنفيس، وقد صنعوا بإبراهيم وإخوانه المرسلين عليهم الصلاة والسلام، ما سجله الله في كتابه العزيز.

وأين أنت من أولئك المصطفين الأخيار، الذين كان الله معهم يؤيدهم وينصرهم، ويدفع عنهم كيد عدوهم ، حتى يبلغوا رسالاته؟ فمالك ولهذا البلاء الشديد؟ عليك بخويصة نفسك، ودع عن كأمر العامة، فلو شاء الله لهداهم.

 وهذه الواردات - وغيرها كثير - لا بد أن يغزو بها العدو المضل المبين وحزبه النفوس الأمارة، ويدخل بها إليها من طريق الهوى والشهوة، ما دامت الحياة بفتنتها وامتحانها، ولا عاصم منها، ومن تزيين الشياطين بها، إلا بالاعتصام بحبل الله المتين، والاستمساك بعروته الوثقى في كلو قت وحين، وفى كل نفس وحركة وفي كل سكون، لتستيقظ وتقوى نفسه اللوامة، ويحيىويسلم قلبه ولبه ويقوى، فيتحكم سلطانه العادل على النفوس والجوارح كلها، فيأخذها بالعدل والقسط، ويؤدي كلٌ منها عمله نافعاً له ولإخوانه، معينا للجميع على الصبر والشكر، ويكون العبد بذلك وسطاً، كما أحب الله تعالى له.

فإن المؤمن الصادق الإيمان، الناصح لنفسه، الصبار الشكّار، لا يخطو خطوة إلا بعد التفكر اليقظ، وتطبيق علمه الصحيح -من هدى الله في آياته الكونية، وآياته القرآنية، ومن هدي رسوله وسيرته- ويربط خطوته الحاضرة بخطواته الماضية، وبخطوته الآخرة، وبالتثبت -على نور العلم والهدى- فيما ستكون عليه هذه الخطوة، وما ستأخذ من الأولى، وما ستعطى الآخرة، حتى ينتهي إلى الآخرة الأخيرة، إلى السؤال الشديد، والحساب المسير، والجزاء الأوفى، يوم توفي كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون، فيكون من الآمنين.

والفكر هو إحضار علمين في القلب يثمران له علماً ثالثاً: مثال ذلك: إذا رأيت في قلبه العاجلة ومتاعها المنقطع، ولذتها الناقصة، وزوالها العاجل (وما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا وزينتها) ثم رأيت الآخرة ونعيمها الذي هو أبقى وأديم (وما عند الله خير وأبقى أفلا تعقلون) وجزم بهذين العلمين، وأيقن بهما يقينًا لا يخالجه شك، ولا يحوم حوله ريب: أثمر له ذلك علمًا ثالثًا، هو أن الآخرة: خير وأبقى، وأن الأولى له والأحرى به: أن يركز همه كله وسعيه كله إلى الآخرة، ويجعل أُولاه ودنياه قنطرة يعبر عليها إلى هذه الآخرة. وهذا هو شأن العاقل الرشيد الناصح لنفسه.

ثم له في الآخرة حالتان، إحداهما: أن تأتيه هذه المعرفة عن طريق التقليد والسماع من غيره. فلا يبشر قلبه برد اليقين بها، ولا يمضي قلبه إلى مكافحة حقيقة الآخرة والاطمئنان إلى أنها وعدت بحق لا محالة واقع، بل هو مقلد لغيره، يقول مثل ما يقولون بلا فهم ولا تعقل فتداخلها الشكوك، وتغلب عليه الأماني الكاذبة (ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب) وهذا حال أكثر الناس.

وفي غمرته دخلت العقائد الزائفة والأوهام والخرافات والخيالات التي لن يكون لها حقائق ولاوجود، واتخذوا الشفعاء والأنداد من دون الله، ولعب الدجاجلة لعبتهم التي أغرقت القلوب فيخضم الأوهام والخرافات والخيالات، ودفعتهم جارفة إلى القول على الله بلا علم، وإلى سوء الظن بالله فجعلوا له من الصفات ما يكرهونه لأنفسهم ومن حكامهم، وسبحان وتعالى عن الظن بهم.

وعندئذ يتجاذب القلب داعيان؛ أحدهما: داعي الدنيا العاجلة وإيثارها، وهو أقوى الداعين عنده لأنه مشاهد له محسوس بكل حواسه البهيمية النهمة.

كذلك: داعي الأخرى الآجلة، وهو أضعف الداعيين عنده، لأنه من تقليد وسماع، لم يبشر علمه ومعرفته قلبه، فلم يباشر قلبه برد اليقين به، ولا كافحه حقيقته العلمية الواقعية، فلم يذق حلاوة الإيمان به، ولم يطمئن قلبه إليه، وإلى ما وعد الله تعالى فيه، وعندئذ يغفل عن الآخرة، ويتهاون بها، ويكلها إلى ما خدعه به الخادعون من أولياء الشيطان، مما قعدت بأكثر الناس من سعى للآخرة في الطريق الذي سمى تلله تعالى في كتابه، وبينه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودعا إليه على بصيرة، وحذر أشد التحذير من الزيغ عنه.

فقد أخرج الإمام أحمد، والنسائي، والحاكم - وصححه - عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال: خط رسول الله صلى الله عليه وسلم خطاً بيده، ثم قال: (هذا سبيل الله مستقيماً)، ثم خط خطوطاً عن يمين ذلك الخط وعن شماله ثم قال: (وهذا السبل ليس منها سبيل إلا وعليه شيطان يدعو إليه)، ثم قرأ (وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله).

فإذا ما حاد عن هذه الجادة. وسلك غير هذا السبيل القاصد أوهمه شيطانه وحزبه، بل وأوهمه نفسه أنه ترك معلوما لمظنون، أو متحققا لموهوم، وأنه بذلك قد اختار لنفسه ما هو أنفع لها، وأجدى عليها.

وهذه الآفة هي التي قعدت بأكثر الناس من العلم النافع والعمل الصالح، وصدتهم عن السعي إلى الآخرة على السبيل القاصد والصراط المستقيم. فكانوا من الأخسرين أعمالا، الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.

الحالة الثانية: أن يعلم علماً صحيحاً، بحواسه هو وفهمه وبما يتفكر في سنن الله وآياته، وما يتدبر ويتفقه في كتابه ببيان رسوله صلى الله عليه وسلم، ويباشر قلبه هذا العلم الصحيح النافع لحياة قلبه وغذائه ودوائه وقوته، فيباشر قلبه برد اليقين، ويذوق حلاوة الإيمان بوعد الله الحق: أنه خُلق في هذه الدار ليعبر منها إلى الدار الأخرى، وأنه يصل سالماً معانياً، سعيداً: إذا خطى خطواته فيها على هدى وعلى بصيرة، وربط كل خطوة بالأخرى، موقناً أنه يخطو كل خطوة إلى الدار الأخرى، وأن كل حركة وسكنة، ولحظة ونفس محجوزة عليه، سيجزى بها وعليها الجزاء الأوفى.

فيثمر له هذا العلم إيثار الأخرى على الأولى، فيستعد لها استعداداتها، ويسعى لها سعيها. فيكون من السعداء المفلحين.

جعلنا الله وإياكم منهم، ووفقه وهداه.

وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وأجمعين.

وكتبه فقير عفو الله ورحمته محمد حامد الفقي

 ============

[1] جـ20 العدد 5-6 لعام 1378 صـ217-221.

 [2] أخرجه أبو نعيم في الحلية (10/ 19)


السبت، 14 يونيو 2025

الولي طلع (وليّه) !

الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

ففي عام 1368هـ / 1948م وفي بلدة (ميت الخولي عبدالله) الملحقة بمركز فارسكور دقهلية، ولي من أولياء اسمه (الشيخ محمد) يتبرك به أهل البلدة ويقيمون له كل سنة مولدا كبيرا، يحيونه بالأذكار وتلاوة القرآن، وذبح الذبائح، وتوزيع الصدقات.

ويعتقد بعض أهالي ميت الخولي أن الشيخ محمد "بائع السر" فإذا وضع يده على بطن الحامل كان ذلك إيذانا بأن الجنين المنتظر سيكون ذكرا، وإذا تكلم عن شخص بالخير، فهذا يشير بالسعادة، وإذا غضب على أحد بات ينتظر الانتقام الإلهية !

وقد أُتيح لمندوب صحيفة (أخبار اليوم) المصرية أن يقابل الشيخ محمد في مقره ليرى كيف يوزع البركات واللعنات على الناس، وكم كانت دهشة المندوب حين رأى الشيخ محمد يلبس في أذنه اليمنى قرطا (حلقًا) ذهبيا فسأل أتباعه عن علة لبس هذا الحلق، فكان الجواب:

الشيخ محمد ليس ذكرا، ولكنه امرأة واسمها (انصاف) غير أنها لا تلبس لبس الحريم، بل ترتدي دائما لبس أولاد البلد من الرجال، وتحمل بيدها عصا أينما سارت، وفي قدمها (البلغة) التي يلبسها الريفيون.

وقد سال المندوبُ (إنصاف) او (الشيخ محمد) عن سر حلقها شعرها وارتدائها ملابس الرجال فقالت:
-علشان ربنا يحفظني.
-وهل الله لا يحفظك وأنت بملابس الرجال؟
-لا، يمكن واحد يقابلني يغازلني أو يقبّلني
-إذن ما الداعي للقرط الذي تلبسينه في الأذن اليمنى؟
-الملائكة هم اللي عايزين كده، وما أقدرش أخالفهم.
-إن صورتك ستنتشر في الصحف.
-حرام! وأنا عملت إيه عشان تنشروني؟

وتعيش إنصاف على مواردها الكثيرة من الصدقات والخيرات التي تنهال عليها من المؤمنين بها في بلدتها وفي البلاد المجاورة ... وهي أحيانا تجوب القرى ليلا ونهارا، وتهبط على البيوت لتصُب اللعنة، أو تغدق النعمة على أهلها، ثم تنصرف بعد أن تنال ما في النصيب.

[مجلة الهدي النبوي جـ13 العدد 11 صـ34-35]

الجمعة، 25 أبريل 2025

سؤال للشيخ محمد خليل هراس عن رأيه بكلام الشيخ عبدالرحمن الوكيل في أبي حامد الغزالي -رحمهم الله جميعا-

 

سئل الشيخ محمد خليل هراس -رحمه الله- في باب الفتاوى في مجلة الهدي النبوي (1)

قرأت في مجلة الهدي النبوي نظرات في التصوف- أن في كبار المتصوفة طواغيت، وأن الشيخ الغزالي صاحب (الإحياء) له في بعض كتبه ما يفيد بخطأه، بل زندقتهن فكيف يكون ذلك وهو عالم كبير مؤمن بالله ورسوله، فمن أي ناحية يكون طاغوتا؟

أرجو أن تثبتوا ذلك بالأدلة، لأن الغزالي رجل مؤمن، فكيف يكون شأنه كذلك؟

وقد بحثت ف كل العلوم، وقال عن نفسه أنه درس الفلسفة والفلاسفة والسفسطة والسوفسطائيين والصوفية، مع العلم بأني وجدت الصوفية مشغولين بذكر ربهم وحب نبيهم، ويرونه في المنام دائما؟

أرجو من أنصار السنة التوضيح الكافي.

                                                                        التجاني عبدالرحمن النجومي

                                                                                    النهود-السودان

 

فأجاب رحمه الله-:

إن جماعة أنصار السنة المحمدية حين تتعرض للحكم على شخصية من تلك الشخصيات ذات الشهرة الواسعة والصيت الذائع كشخصية أبي حامد الغزالي -غفر الله لنا وله-، لا تضع في حسابها أبداً ما أحرزه الرجل من مجد ولا ما ظفر به من إعجاب الجماهير وتصفيقهم، ولكنها تحكم له أو عليه بمقدار اتباعه للكتاب والسنة أو انحرافه عنهما .

فهذا هو ميزانها الوحيد الذى تزن به أقدار الرجال ، وهذا هو الذي ميزها عن كل الهيئات الدينية، فهي لا تحابي ولا تجامل أحداً على حساب الحق ولا تسكت على باطل.

وبناء على هذا فما نُشر على صفحات مجلة ( الهدي النبوي ) مما يتعلق بالغزالي صاحب الإحياء بقلم رئيس هذه الجماعة لم يقصد به الطعن في الرجل ولا التحامل عليه ، وإنما أريد به بيان الأخطاء والانحرافات التي وقع فيها، حتى يحذرها الناس ولا يتابعوه فيها.

 وسبيله في ذلك إنما هو الرجوع إلى كتب الغزالى نفسها، ونقل النصوص المتضمنة لهذه الأخطاء، وبيان وجه الخطأ فيها.

ولا نستطيع الآن أن نحصر جملة الأخطاء الكبار التي وقع فيها الغزالي في ( الإحياء ) وغيره من كتبه ، وكانت موضع النقد الشديد من العلماء قديماً وحديثاً.

ولكنا نقول للأخ السائل: ارجع إلى ما كُتب في مجلة الهدي من نقدٍ للغز الي، ثم انظر في كتب الغزالي هل تجد شيئاً من ذلك لم يقله الغزالي؟

وإذا وجدته قد قاله وخفي عليك وجه الخطأ فيه، فراجعنا ونحن نبينه لك إن شاء الله .

ونكتفي الآن بأن نقدم لك حكم رجلين من أئمة الإسلام على أبي حامد الغزالي:

فأولهما وهو الحافظ العراق الذي خرّج أحاديث ( الإحياء ) يعتبر تلميذاً للغزالي ، ومع ذلك يقول فيه: (إن شيخنا الغزالي دخل فى بطن الفلسفة ثم حاول أن يخرج فلم يستطع).

وأما الثاني فهو شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- وهو يقول فيه: ( إن الغزالي يعتبر جسراً بين الإسلام والفلسفة، فلا هو إلى الإسلام المحض، ولا إلى الفلسفة الصريحة، فالمسلم يتفلسف على كتبه تفلسف مسلم، والفيلسوف يسلم على كتبه إسلام فيلسوف).

 

وبعد فننصح لك أيها الأخ أن لا تُؤخَذ بفخامة الألقاب ، وأن لا تجعل عظمة الشخصية حجاباً يحول بينك وبين إدراك الحق واجتلاء نوره من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا تحاول أن تعرف الحق بالرجال ولكن اعرف الرجال بالحق ، واعرف الحق تعرف أهله . والسلام .

                                                                                                                      

 

(1)المجلد 26/ العدد7/ صـ46-48.

الاثنين، 3 فبراير 2025

لماذا لم تكفّر قادة حماس قبل حرب غزة يا شيخ عبدالحق التركماني ؟!

الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:


فقد كتب الشيخ عبدالحق التركماني -وفقه الله- مقالا بعنوان (المشركون هم أهل الجهاد والتضحية والشهادة!).


يعني: أن الرافضة المشركين صاروا عند حركة حماس، وأهل السنة المناصرين لهم في الحرب= هم أهل الجهاد والتضحية والشهادة.


ويَظهر أن الشيخ الفاضل كان في غاية الحِدّة والانفعال عند كتابة المقال، ولذلك خرجت منه إطلاقات بتكفير بعض الأعيان أخذا باللازم.


كما وقع في العديد من المغالطات والتناقضات، وأَلزمَ مخالفيه بلوازم باطلة، لو التزمها هو لكان حق عليه أن لا يكتب حرفًا من مقاله، لأنه ليس أفضل حالًا من حركة حماس -إن التزم مذهبه-.


[ تكفير الشيخ عبدالحق التركماني الصريح لقيادات حماس ]


قال الشيخ: (لا عتب على القيادي الحمساوي خليل الحية في شكر أسياده طواغيت إيران ... فهو ينتمي لهم ديانةً وعقيدة).


ثم قال: (ويروّج دائما أن الزنادقة الباطنية عباد القبور، أعداء زوجات الرسول وصحابته الكرام شهداء أبرار … هذا دينه ودين رفاقه قيادات حماس).


وهذ دعوى باطلة، فخليل الحية خرّيج الجامعة الإسلامية في غزة لا النجف، وفتشت عن مصدر كلام د. التركماني فلم أجد له أصلًا ..، فالرجل لا ينتمي إلى القوم لا عقيدة ولا مذهبا، بل صرح عكس ذلك في حوار مع صحيفة "الحياة":

(قلنا لهم -الإيرانيين- بكل وضوح: نحن لا نقبل في أي حال من الأحوال أن يدخل المذهب الشيعي إلى بلادنا نحن أهل السنّة).


وقال إسماعيل هنية -رحمه الله- أن حركة حماس لا تقبل بوجود الرافضة فيهم أصلا، وتعتبر هذه مشكلة يجب معالجتها على الفور 👇🏻 


https://youtu.be/m-EGMfuHRx0?feature=shared


فتبيّن أن الشيخ التركماني رمى قادة القيادي الحية وقادة حماس بموافقة دين الرافضة وعقائدهم باللازم.


قال شيخ الإسلام: (الصواب أن لازم مذهب الإنسان ليس بمذهب إذا لم يلتزمه، فإنَّه إذا كان قد أنكره ونفاه، كانت إضافته إليه كذبا عليه) [المجموع 20/ 217].


فهل يكفّر الشيخ عبدالحق التركماني باللازم؟


 هل يكفّر الشيخ حكام المسلمين الذين ترحموا على قادة إيران؟ ]


لامَ الشيخ التركماني أهل السنة المناصرين لحماس في حربهم ضد الصهاينة، من جهة كونهم من أهل التوحيد والسنة وفي نفس الوقت يزكون قادة حماس وجهادها.


ثم قال: (ألا يعي هؤلاء أن تزكية قيادات حماس لطواغيت الرافضة … ينعكس على أصل دين التوحيد بالإبطال؟!).


ثم سلك الشيخ -عفا الله عنه- مسلكا ضعيفا في الحجة والإلزام .. وقال:


( إذن؛ على هؤلاء أن يخرجوا من تناقضاتهم ويعلنوا صراحة انتقالهم إلى دين الرافضة، فهذا الذي تقتضيه تقريراتهم وتقريرات قيادات حماس، فإنها تنتج ضرورة لا محيد عنها أنه الحق اللازم والواجب المتحتم!


فإذا جبنوا عن هذه فلا أقل من أن يصححوا مواقف قيادات حماس الصريحة الثابتة المعلنة).


وأنا أتحدى الشيخ عبدالحق التركماني أن يلتزم مذهبه هذا، ويضطرد فيه مع جميع المسلمين، حكام ومحكومين.


1️⃣ أجبنا يا شيخ -بالصراحة التي تطلبها منا-:

ما موقفك من حاكم الدولة المسلمة التي أصدرت هذا البيان يوم هلك حافظ الأسد:


(نسأل الله ان يتغمده بواسع رحمته ويدخله فسيح جناته.

تلقينا ببالغ الحزن والأسى نبأ وفاة فقيد الأمة العربية فخامة الرئيس حافظ الاسد -رحمه الله- الذي عمل طوال حياته بإخلاص وتفان، من أجل الأمتين العربية والإسلامية، وكانت له مواقف مشهودة في سبيل ذلك).


هل حاكم هذه الدولة: (رافضي نصيري بعثي) لترحمه على الكافر الملعون حافظ الأسد.

وهلّا كفرته لشهادته أن الأسد عمل طوال حياته بإخلاص وتفان للإسلام والمسلمين؟


2-قال أحد الحكام للمرجع الخامنائي: (أنت لست مرشد إيران فحسب بل أنت مرشد المنطقة).

وأنت تعلم يا شيخ عبدالحق -وفقك الله للحق- أنه مرشد ديني لا سياسي.

فهل كَفَر هذا الحاكم حين قال أنه مرشد المنطقة؟

أليس الخامنائي خليفة الخميني، وهم سواء بسواء؟


3-ما رأيك بالحكام الذين ترحموا على الرفسنجاني، وابراهيم رئيسي ومن سقطوا معه في مروحيته، ودعوا لهم بالمغفرة والرحمة وأن يسكنهم فسيح جناته؟


4-ما رأيك بالحكام الذين يهنئون الرؤساء الإيرانيين ويبعثون لهم برقيات التهنئة سنويا  لذكرى انتصار الثورة الخمينية؟


وأنا أطلب منك أن تقول أمام الملأ:


(على هؤلاء الحكام أن يخرجوا من تناقضاتهم ويعلنوا صراحة انتقالهم إلى دين الرافضة، فهذا الذي تقتضيه تقريراتهم وتقريرات قياداتهم، فإنها تنتج ضرورة لا محيد عنها أنه الحق اللازم والواجب المتحتم!)


فإذا جبنتَ عن هذه فلا أقلّ من أن تصحح مواقف الحكام الصريحة الثابتة المعلنة 


" من فمك أدينك "


انتظر منك يا شيخ الإجابة عن هذه الأسئلة بالتفصيل، وتبين السبب، وتفرق بين الحكام وبين حركة حماس، ولماذا عذرت هؤلاء دون هؤلاء، إن استطعت .. ولن تستطيع، لأنك كفّرت قادة حماس ونائب رئيسها (عينًا) باللازم.


فأنت في مأزق .. وموقف لا تحسد عليه.


وقد تكلمتُ عن هذه المسألة بشكل مفصل، وبينت الموقف الشرعي من تصريحات الدول في مقالٍ سابق بعنوان:

(تعليق على حكم الفرح بقتل السنوار على يد الكفار)


http://bomaralhazza.blogspot.com/2024/10/blog-post.html?m=1



2️⃣ يبدو أن الشيخ التركماني ومن وافقه لا يتصورون أن يجتمع الحب والبغض في حركة حماس من حيث التطبيق، ولذلك غاب عنهم أننا نواليهم لأنهم إخوانٌ لنا في الدين بغى عليهم الصهاينة -أخطأوا أم أصابوا هم إخواننا- فصّور الدكتور للقارئ أننا نزكيهم وقادتهم لصلاح دينهم، وهذا غير صحيح.


أما انحرافهم عن السنة، وما وقع من بعضهم من عداءٍ للسلفيين، فموقفنا منهم هو هو لم يتغير، ولكن لكل حادث حديث، ولكل مقام مقال، وهذا ما يعجز عن إدراكه الشيخ التركماني ومن زلّوا في حرب غزة.


3️⃣ أما مايخص نصيحة حماس، والموقف من مدح الرافضة.


فللشيخ مشهور حسن ال سلمان-حفظه الله- مقطع بعنوان (لا نوافق حماس على مدح الرافضة)


https://youtu.be/abtpSYC66HI?feature=shared



وللشيخ فيصل الجاسم -حفظه الله- رسالة للفصائل بعنوان (حقيقة موقف الرافضة من القضية الفلسطينية وتحذير حماس والفصائل من مكرهم).


https://youtu.be/GJTzpDAGZNw?feature=shared


[ الرد على زعم الشيخ التركماني أننا نكفر كل من ينتقد حماس ]


قال -غفر الله له- (ثم إن هؤلاء المفتونين لا يكتفون بذلك، بل يبغون على كل من ينتقد حماس، برميهم بالردة والنفاق وموالاة الكفار، وخذلان المسلمين).


أولا: رمتني بدائها وانسلت، ألست تكفّر يا دكتور نائب رئيس الحركة ورؤوس حماس لموالاتهم الرافضة؟


ثانيا: هذا الكلام غير صحيح، فمن الذي كفر من ينتقد حركة حماس بهذا الإطلاق هذه من أهل العلم الذين ناصروهم؟


بل نقول أن من أعلن حربه لحماس، ودعا على مقاتليها بالهلاك في الحرب، وأظهر لهم وللعدو قولا أو فعلا فيه خذلان للمقاتلين وقت قتالهم فيخشى عليه من الكفر.


وشتان بين العبارتين


4️⃣وفيما يخص الجور في التصنيف ..

ألا تعلم فضيلة الشيخ أن الذين اتخذوا موقف العداء من حركة حماس يصنفون السلفيين الذين ينصرونهم بالسرورية والإخوان؟


هذا هو السفه والحماقة بعينها،

فعلى ذلك نلحق شيخ الإسلام ابن تيمية بالأشاعرة لأنه والاهم، وكان معهم صفا واحدة في مقابل التتر!



[ لماذا لم يعلن الشيخ التركماني كفر قادة حماس، ولم يحذّر شباب الأمة منهم (قبل الحرب) إن كان من الصادقين؟ ]


أنصحك يا شيخ عبدالحق التركماني -وفقك الله- بتقوى الله، وإعادة النظر في كلامك، فأين انت من تكفير خالد مشعل من قديم، يوم ترحم على الخميني ووقف عند قبره قبل قرابة 20 سنة؟


لماذا لم نسمع منك أو من غيرك هذا التكفير الصريح لحماس إن كنتم تعتقدون أنهم يوالون الرافضة، وأنهم على دينهم وعقيدتهم من قبل؟ فعلاقتهم وترحمهم على بعض الرافضة قديم وليس بجديد.


لماذا لم تُحذّر -أنت شخصيا- الشباب المسلم في غزة من الالتحاق بحركة حماس التي يقودها شرذمة من الكفرة المرتدين الموالين للرافضة أعداء الصحابة .. إن كنت من الصادقين؟!! 


هل يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة؟ 

‏قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من كتم علما يعلمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار).


لماذا خرجت عن صمتك الآن، وسلطت سهامك عليهم في الوقت الذي يقاتلون فيه الصهاينة ؟!


وعلى كلامك يا شيخ: راية حماس راية كفر

لأنها راية رافضية ..


فإن كنتم حريصين حقا على دين أهل غزة بالخصوص، والمسلمين بالعموم من خطر حماس، فلماذا لم تنتفضوا من قبل؟!


هذه الأسئلة عرضتها على غيرك، ولم أحصل على جواب واضح، وأقوى إجابة كانت:

(نحن تكلمنا عنهم، وحذرنا منهم).


ونحن كذلك تكلمنا عنهم وحذرنا منهم وبدعناهم، لكن .. لم التكفير الآن ؟!



[ إلزامٌ .. وختام ]


بناء على ماتقدم من تقرير الشيخ التركماني، نلزمه بالآتي:


•أن وزر جميع الشباب الذين التحقوا بحركة حماس، وقاتلوا تحت رايتها الرافضية الجاهلية وقتلوا= في عنق الشيخ التركماني ومن وافقه.


•أن الشيخ التركماني ومن وافقه لم يكونوا صادقين ولا ناصحين لأهل غزة، لتقاعسهم عن التحذير من حماس.

وهذا إهمالٌ ما بعده إهمال! بل غش ما بعده غش لعموم المسلمين المتعاطفين معهم.


وأنا لا أعرف عالمًا قال بكفر قادتهم، بل لا أعرف أن التركماني نفسه كان يكفرهم قبل حرب غزة.


وهذا يستدعي منهم جميعا لمراجعة أنفسهم، ومجازفاتهم التي لم يسبقهم إليها عالم.


أسأل الله لهم الهداية والرشاد

ولا حول ولا قوة إلا بالله