الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
فقد كتب الشيخ عبدالحق التركماني -وفقه الله- مقالا بعنوان (المشركون هم أهل الجهاد والتضحية والشهادة!).
يعني: أن الرافضة المشركين صاروا عند حركة حماس، وأهل السنة المناصرين لهم في الحرب= هم أهل الجهاد والتضحية والشهادة.
ويَظهر أن الشيخ الفاضل كان في غاية الحِدّة والانفعال عند كتابة المقال، ولذلك خرجت منه إطلاقات بتكفير بعض الأعيان أخذا باللازم.
كما وقع بالعديد من المغالطات والتناقضات، وأَلزمَ مخالفيه بلوازم باطلة، لو التزمها هو لكان حق عليه أن لا يكتب حرفًا من مقاله، ويتراجع عنه، لأنه ليس أفضل حالًا من حركة حماس -إن التزم مذهبه-.
[ تكفير الشيخ عبدالحق التركماني الصريح لقيادات حماس ]
قال الشيخ: (لا عتب على القيادي الحمساوي خليل الحية في شكر أسياده طواغيت إيران ... فهو ينتمي لهم ديانةً وعقيدة).
ثم قال: (ويروّج دائما أن الزنادقة الباطنية عباد القبور، أعداء زوجات الرسول وصحابته الكرام شهداء أبرار … هذا دينه ودين رفاقه قيادات حماس).
وهذ دعوى باطلة، فخليل الحية خرّيج الجامعة الإسلامية في غزة لا النجف، وفتشت عن مصدر كلام د. التركماني فلم أجد له أصلًا ..، فالرجل لا ينتمي إلى القوم لا عقيدة ولا مذهبا، بل صرح عكس ذلك في حوار مع صحيفة "الحياة":
(قلنا لهم -الإيرانيين- بكل وضوح: نحن لا نقبل في أي حال من الأحوال أن يدخل المذهب الشيعي إلى بلادنا نحن أهل السنّة).
وقال إسماعيل هنية -رحمه الله- أن حركة حماس لا تقبل بوجود الرافضة فيهم أصلا، وتعتبر هذه مشكلة يجب معالجتها على الفور 👇🏻
https://youtu.be/m-EGMfuHRx0?feature=shared
فتبيّن أن الشيخ التركماني رمى قادة القيادي الحية وقادة حماس بموافقة دين الرافضة وعقائدهم باللازم.
قال شيخ الإسلام: (الصواب أن لازم مذهب الإنسان ليس بمذهب إذا لم يلتزمه، فإنَّه إذا كان قد أنكره ونفاه، كانت إضافته إليه كذبا عليه) [المجموع 20/ 217].
فهل يكفّر الشيخ عبدالحق التركماني باللازم؟
[ هل يكفّر الشيخ حكام المسلمين الذين ترحموا على قادة إيران؟ ]
لامَ الشيخ التركماني أهل السنة المناصرين لحماس في حربهم ضد الصهاينة، من جهة كونهم من أهل التوحيد والسنة وفي نفس الوقت يزكون قادة حماس وجهادها.
ثم قال: (ألا يعي هؤلاء أن تزكية قيادات حماس لطواغيت الرافضة … ينعكس على أصل دين التوحيد بالإبطال؟!).
ثم سلك الشيخ -عفا الله عنه- مسلكا ضعيفا في الحجة والإلزام .. وقال:
( إذن؛ على هؤلاء أن يخرجوا من تناقضاتهم ويعلنوا صراحة انتقالهم إلى دين الرافضة، فهذا الذي تقتضيه تقريراتهم وتقريرات قيادات حماس، فإنها تنتج ضرورة لا محيد عنها أنه الحق اللازم والواجب المتحتم!
فإذا جبنوا عن هذه فلا أقل من أن يصححوا مواقف قيادات حماس الصريحة الثابتة المعلنة).
وأنا أتحدى الشيخ عبدالحق التركماني أن يلتزم مذهبه هذا، ويضطرد فيه مع جميع المسلمين، حكام ومحكومين.
1️⃣ أجبنا يا شيخ -بالصراحة التي تطلبها منا-:
ما موقفك من حاكم الدولة المسلمة التي أصدرت هذا البيان يوم هلك حافظ الأسد:
(نسأل الله ان يتغمده بواسع رحمته ويدخله فسيح جناته.
تلقينا ببالغ الحزن والأسى نبأ وفاة فقيد الأمة العربية فخامة الرئيس حافظ الاسد -رحمه الله- الذي عمل طوال حياته بإخلاص وتفان، من أجل الأمتين العربية والإسلامية، وكانت له مواقف مشهودة في سبيل ذلك).
هل حاكم هذه الدولة: (رافضي نصيري بعثي) لترحمه على الكافر الملعون حافظ الأسد.
وهلّا كفرته لشهادته أن الأسد عمل طوال حياته بإخلاص وتفان للإسلام والمسلمين؟
2-قال أحد الحكام للمرجع الخامنائي: (أنت لست مرشد إيران فحسب بل أنت مرشد المنطقة).
وأنت تعلم يا شيخ عبدالحق -وفقك الله للحق- أنه مرشد ديني لا سياسي.
فهل كَفَر هذا الحاكم حين قال أنه مرشد المنطقة؟
أليس الخامنائي خليفة الخميني، وهم سواء بسواء؟
3-ما رأيك بالحكام الذين ترحموا على الرفسنجاني، وابراهيم رئيسي ومن سقطوا معه في مروحيته، ودعوا له بالمغفرة والرحمة وأن يسكنه فسيح جناته؟
4-ما رأيك بالحكام الذين يهنئون الرؤساء الإيرانيين ويبعثون لهم برقيات التهنئة سنويا لذكرى انتصار الثورة الخمينية؟
وأعيد عليك طلبك ومناشدتك، قل أمام الملأ:
(على هؤلاء الحكام أن يخرجوا من تناقضاتهم ويعلنوا صراحة انتقالهم إلى دين الرافضة، فهذا الذي تقتضيه تقريراتهم وتقريرات قياداتهم، فإنها تنتج ضرورة لا محيد عنها أنه الحق اللازم والواجب المتحتم!)
فإذا جبنتَ عن هذه فلا أقلّ من أن تصحح مواقف الحكام الصريحة الثابتة المعلنة
" من فمك أدينك "
انتظر منك يا شيخ الإجابة عن هذه الأسئلة بالتفصيل، وتبين السبب، وتفرق بين الحكام وبين حركة حماس، ولماذا عذرت هؤلاء دون هؤلاء، إن استطعت .. ولن تستطيع، لأنك كفّرت قادة حماس ونائب رئيسها (عينًا) باللازم.
فأنت في مأزق .. وموقف لا تحسد عليه.
وقد تكلمتُ عن هذه المسألة بشكل مفصل، وبينت الموقف الشرعي من تصريحات الدول في مقالٍ سابق بعنوان:
(تعليق على حكم الفرح بقتل السنوار على يد الكفار)
http://bomaralhazza.blogspot.com/2024/10/blog-post.html?m=1
2️⃣ يبدو أن الشيخ التركماني ومن وافقه لا يتصورون أن يجتمع الحب والبغض في حركة حماس من حيث التطبيق، ولذلك غاب عنهم أننا نواليهم لأنهم إخوانٌ لنا في الدين بغى عليهم الصهاينة -أخطأوا أم أصابوا هم إخواننا- فصّور الدكتور للقارئ أننا نزكيهم وقادتهم لصلاح دينهم، وهذا غير صحيح.
أما انحرافهم عن السنة، وما وقع من بعضهم من عداءٍ للسلفيين، فموقفنا منهم هو هو لم يتغير، ولكن لكل حادث حديث، ولكل مقام مقال، وهذا ما يعجز عن إدراكه الشيخ التركماني ومن زلّوا في حرب غزة.
3️⃣ أما مايخص نصيحة حماس، والموقف من مدح الرافضة.
فللشيخ مشهور حسن ال سلمان-حفظه الله- مقطع بعنوان (لا نوافق حماس على مدح الرافضة)
https://youtu.be/abtpSYC66HI?feature=shared
وللشيخ فيصل الجاسم -حفظه الله- رسالة للفصائل بعنوان (حقيقة موقف الرافضة من القضية الفلسطينية وتحذير حماس والفصائل من مكرهم).
https://youtu.be/GJTzpDAGZNw?feature=shared
[ الرد على زعم الشيخ التركماني أننا نكفر كل من ينتقد حماس ]
قال -غفر الله له- (ثم إن هؤلاء المفتونين لا يكتفون بذلك، بل يبغون على كل من ينتقد حماس، برميهم بالردة والنفاق وموالاة الكفار، وخذلان المسلمين).
أولا: رمتني بدائها وانسلت، ألست تكفّر يا دكتور نائب رئيس الحركة ورؤوس حماس لموالاتهم الرافضة؟
ثانيا: هذا الكلام غير صحيح، فمن الذي كفر من ينتقد حركة حماس بهذا الإطلاق هذه من أهل العلم الذين ناصروهم؟
بل نقول أن من أعلن حربه لحماس، ودعا على مقاتليها بالهلاك في الحرب، وأظهر لهم وللعدو قولا أو فعلا فيه خذلان للمقاتلين وقت قتالهم فيخشى عليه من الكفر.
وشتان بين العبارتين
4️⃣وفيما يخص الجور في التصنيف ..
ألا تعلم فضيلة الشيخ أن الذين اتخذوا موقف العداء من حركة حماس يصنفون السلفيين الذين ينصرونهم بالسرورية والإخوان؟
هذا هو السفه والحماقة بعينها،
فعلى ذلك نلحق شيخ الإسلام ابن تيمية بالأشاعرة لأنه والاهم، وكان معهم صفا واحدة في مقابل التتر!
[ لماذا لم يعلن الشيخ التركماني كفر قادة حماس، ولم يحذّر شباب الأمة منهم (قبل الحرب) إن كان من الصادقين؟ ]
أنصحك يا شيخ عبدالحق التركماني -وفقك الله- بتقوى الله، وإعادة النظر في كلامك، فأين انت من تكفير خالد مشعل من قديم، يوم ترحم على الخميني ووقف عند قبره قبل قرابة 20 سنة؟
لماذا لم نسمع منك أو من غيرك هذا التكفير الصريح لحماس إن كنتم تعتقدون أنهم يوالون الرافضة، وأنهم على دينهم وعقيدتهم من قبل؟ فعلاقتهم وترحمهم على بعض الرافضة قديم وليس بجديد.
لماذا لم تُحذّر -أنت شخصيا- الشباب المسلم في غزة من الالتحاق بحركة حماس التي يقودها شرذمة من الكفرة المرتدين الموالين للرافضة أعداء الصحابة .. إن كنت من الصادقين؟!!
هل يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من كتم علما يعلمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار).
لماذا خرجت عن صمتك الآن، وسلطت سهامك عليهم في الوقت الذي يقاتلون فيه الصهاينة ؟!
وعلى كلامك يا شيخ: راية حماس راية كفر
لأنها راية رافضية ..
فإن كنتم حريصين حقا على دين أهل غزة بالخصوص، والمسلمين بالعموم من خطر حماس، فلماذا لم تنتفضوا من قبل؟!
هذه الأسئلة عرضتها على غيرك، ولم أحصل على جواب واضح، وأقوى إجابة كانت:
(نحن تكلمنا عنهم، وحذرنا منهم).
ونحن كذلك تكلمنا عنهم وحذرنا منهم وبدعناهم، لكن .. لم التكفير الآن ؟!
[ إلزامٌ .. وختام ]
بناء على ماتقدم من تقرير الشيخ التركماني، نلزمه بالآتي:
•أن وزر جميع الشباب الذين التحقوا بحركة حماس، وقاتلوا تحت رايتها الرافضية الجاهلية وقتلوا= في عنق الشيخ التركماني ومن وافقه.
•أن الشيخ التركماني ومن وافقه لم يكونوا صادقين ولا ناصحين لأهل غزة، لتقاعسهم عن التحذير من حماس.
وهذا إهمالٌ ما بعده إهمال! بل غش ما بعده غش لعموم المسلمين المتعاطفين معهم.
وأنا لا أعرف عالمًا قال بكفر قادتهم، بل لا أعرف أن التركماني نفسه كان يكفرهم قبل حرب غزة.
وهذا يستدعي منهم جميعا لمراجعة أنفسهم، ومجازفاتهم التي لم يسبقهم إليها عالم.
أسأل الله لهم الهداية والرشاد
ولا حول ولا قوة إلا بالله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق