ربما انهارت دعوة مشايخ الصحوة .. بلا رجعة
لكن جاء دور مشايخ السكرة الذين يحلون ويحرمون على حسب التقلبات السياسية.
ولهذا… تراهم لا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر إن أدى ذلك إلى ذهاب مصالحهم الدنيوية.
ولا تسمع لهم ركزا إذا انتهكت محارم الله، وطُعن بثوابت الدين، وشكك المبطلون بالشريعة، وتطاولوا على سادة المسلمين، بل حتى إن سُبّ الله ﷻ وأنبياءه -عليهم السلام- !
إن كنا نحذِّر بالأمس من الدواعش الخوارج لاستحلالهم الدماء، وتضليلهم الشباب، إلى عقيدة الخوارج.
فإنا نحذر اليوم من مشايخ السكرة المرجئة أشد من التحذير من الخوارج، لأن فتنتهم تعم المجتمع بالكامل من جهة عدم مصادمة الولاة، والتزلف لهم، وعدم محاربة العصاة، باسم السنة والسمع والطاعة، مما يسهل عليهم مسخ الرسالة المحمدية، وتبديل الدين، وتمييع الفتوى، وتغيير الثوابت، تحت شعار :
"الحكمة"
و"جمع الكلمة"
و"الامتثال لأمر الله"
فالخوارج يستهدفون شباب المسلمين،
والمرجئة يستهدفون عموم المسلمين.
لهذا أطلقتُ عليهم (مشايخ السكرة)، لتخديرهم عقول العوام، لاسيما المتأثرين بالقومية الذين يوالون ويعادون على الأرض لا الدين والشرع .. سهل، فلا شيء أسهل من دغدغة المشاعر، والدعوى للعصبية.
قال الإمام إبراهيم النخعي: (فتنة المرجئة أخوف على هذه الأمة من فتنة الخوارج).
والمرجي أكثر الناس تحولا في دينه وفتاويه، وهذه دلالة واضحة على عدم تعظيم الله في قلوب المرجئة.
وقد جاء ذر الهمداني إلى سعيد بن جبير يسأله في حاجة، فقال سعيد:
(لا ! حتى تخبرني على أي دين أنت اليوم، أو رأي أنت اليوم، فإنك لا تزال تلتمس دينا قد أضللته، ألا تستحي من رأي أنت أكبر منه؟)
ولن تجد اليوم عابثا بدين محمد ﷺ مثلهم، فما كان حراما بالأمس لا يمنعهم شيء عن تصييره حلالا اليوم، حالهم حال المنافقين، بل المنافقون أحسن حالا منهم.
قال الإمام ابن بطة العكبري:
(إن المنافقين أحسن حالا من المرجئة؛ لأن المنافقين جحدوا العمل، وعملوه، والمرجئة أقروا بالعمل بقولهم، وجحدوه بترك العمل به.
فمن جحد شيئا وأقر به بلسانه وعمله ببدنه، أحسن حالا ممن أقر بلسانه وأبى أن يعمله ببدنه. فالمرجئة جاحدون لما هم به مقرون، ومكذبون لما هم به مصدقون، فهم أسوأ حالا من المنافقين).
كفى الله المسلمين شر دعاة الفساد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق