الحمدلله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فقد مر وقت طويل ونحن لا نسمع الإخوان المسلمين ومن على شاكلتهم يرددون مقالة ابن عساكر :
(لحوم العلماء مسمومة)،
لأن النَّيل من أعراض علماء أهل السنة والجماعة المخالفين لهم - يكاد أن يكون صفة لازمة لكل إخواني أو حركي.
كما أن علماءهم ودعاتهم قد اضطربوا في الأزمات السياسية مؤخرًا، وكثر المُنْشَقّون عنهم، كعايض القرني وصالح المغامسي ومن على شاكلتهما ..
فصار فقه المرحلة يتطلب:
تنحية دور العلماء،
والنزول عند رغبات الشعوب الثائرة، المطالِبة لتحقيق "الحريات" تفعل وتختار ماتشاء، فاستغل الحركيون الموقف، وتسابقوا للصفوف الأولىمطالبين بالحريات، وتحرير الديمقراطية من أغلال الأنظمة المستبدة، لعلهم يحظون (بتمثالٍ) لرمز من رموزهم .. أو تصير دار الجماعة (كعبةالأحرار)، يطوف حولها من اتخذوا إلههم هواهم، من كل فكر .. وحزب.. ودين
فأخفَضوا المصاحف .. ورفعوا الدساتير الوضعية على أسنّة الرِّماح ! بل تجرأوا وزعموا -أعني كبراءهم- أن قانونهم هو شرع الله، لايخالفه ! وقد نطق بهذا رئيسهم مرسي، بل سمعتُ بأُذني أحد شيوخهم في مسجد بلال بمدينة نصر في القاهرة في عهد مرسي يقول ذلك، وكانيشرح للمصلين بعد صلاة العشاء شرعية القانون المصري الجديد -بزعمه-، وبعد الصلاة التقيت ببعض الأصدقاء فحكيت لهم ما سمعت،فأخبروني أن أئمة مساجدهم المنتمين لجماعة الإخوان فعلوا نفس الشيء !
وإني أعترف .. أن جماعة الإخوان المسلمين قد حققت نجاحًا عظيمًا لم تحققه جماعة تدعي السنة.. نجاحاً لا يوازيه نجاحٌ .. في غشالمسلمين عمومًا، وأتباعهم السذّج خصوصًا في ادعاء التدين .. فهم والليبراليون سواء في المعترك السياسي، من حيث المطالبوالأهداف، ولو عاش ابن الجوزي لعله أدرج الإخوان ضمن: (نساك الليبرالية) في كتاب (تلبيس إبليس) !
نسّاكهم .. كهانهم .. أحبارهم .. رهبانهم .. اختر من أيها شِئتَ.
لقد كنتُ أفضّل جماعة الإخوان المسلمين -من حيث الجملة- على الليبرالية على اعتبار ما يظهرونه من الولاء لدين الله، ولكن الأمر تنظيروتكسُّب .. ففي الواقع أنها طاغوت الأحزاب المتأسلمة، تشرع ديناً جديداً باسم الإسلام، تستحل الحرام، وتحرم الحلال بمجرد وصولها إلى الحكم، وانظروا لأتباعها الذين وصلوا للمناصب القيادية
وهنا تنبيه: وهو أنّا نفرّق بين الحكم على الجماعة بالضلال من حيث العموم، وبين الحكم على أفرادها، فالأفراد متفاوتون -بلاشك- فهناك منالإخوان من هم أهل عبادة وورع وهم عوامهم، الذين ينتسبون إلى الجماعة وهم مخدوعون بهم.
ومنهم المبتدعة، ومنهم كفار كنصارى الجماعة، ومنهم الذين أحلّوا الحكم بغير ما أنزل الله للرئيس الإخواني، بحجة الضعف والضرورة، وفعّلوا نصوص السمع والطاعة والصبر وعدم الخروج على صاحبهم دون غيره.
وما أوقح الحركي حينما ينبز أهل السنة بـ (الجامية والمداخلة علماء السُّلطة والمرجئة) لرفضهم تكفير الحكام والخروج عليهم، فإذا وصلالإخواني ومن على منهج الإخوان للحكم، صار أتباعه له (جامية مداخلة علماء سلطة ومرجئة حتى النخاع) ! فالنصوص الشرعية عندهم تتحور بتحور الأشخاص فقط !
أيها السادة .. لقد غدى شِعار الجماعة .. صورة لا معنى لها.
وأصبحت أنشودة: (شعارنا سيفان يعلوهُما قرآن) ترنيمة تتراقص عليها الجماعة كالغانية الثّمِلة.
فلا أقاموا الجهاد ، ولا حكّمواً الشريعة ..
هدفهم تحقيق العدالة بالحرية والديمقراطية ! هذا فقه المرحلة ..
وهذا هو الفقه (الواقع) الذي يفقهونه.
عبثٌ .. عبثٌ .. باسم شرع الله
جزاك الله خير الجزاء
ردحذفلا فض فوك
ردحذفوهذا رابط المقال مقروء قرأته ونشرته على قناتي
ردحذفحتى ينتفع به من لا يعرف مدونتك
https://youtu.be/If_hhIrZMW8
جزاك الله خيرا أخي الكريم، وكتب أجرك، قراءتك للمقال جمّله.
حذفامين وفيك بارك وسانشر لكم كل مقال يعجبني وفيه نفع عظيم للمسلمين دعواتك بظهر الغيب ان يوفقنا لذلك مع الاخلاص والقبول نفع الله بكم
حذفاللهم آمين
حذفبإذن الله تعالى أفعَل.
ولاحرمك ربي الأجر أخي المحب