الاثنين، 9 نوفمبر 2015

خاتم الرمل المكي (الشيخ بدر بن علي العتيبي)

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فهذه تغريدات نافعة كتبها شيخنا الفاضل بدر بن علي العتيبي -حفظه الله- في تويتر حول: "خاتم الرمل المكي" فجمعتها ورتبتها نشراً للفائدة، وذباً عن جناب التوحيد، الله أسأل أن يكتب أجر كاتبها وناشرها، آمين. 



 بلغني من بعض الفضلاء صورٌ لخاتم منقوش عليه رسم الخاتم النبوي، وذكروا أنه مصنوع من رمل مكة! والمؤسف توزعه رئاسة الهيئات، وهذه زلة عظية، وسقطة وخيمة من جهازٍ كجهاز الهيئات، ومحدثة من محدثات الأمور والبدع، وفتح باب شر عظيم على الناس.

أيريدونها جاهلية أخرى بعد الجاهلية الأولى من تعظيم الأحجار والأشجار والتُّرَب والأبنية؟
وأي فضل في مجرد تراب مكة عن غيره؟

ومتى جاز للناس نقش خاتم النبي ﷺ وصورته على الأحجار والثياب والأعلام؟ وما عمِل بذلك الصدرُ الأول، ولو كان خيراً سُبقنا إليه.

والأرض لا يجوز تخصيص شيء منها بالتعظيم والفضيلة إلا بدليل شرعي، وأي دليل صحيحٍ صريحٍ على تفضيل رمل مكة على غيره؟

وإشهار صورة الخاتم النبوي وكتابته على الرقاع والرايات من البدع التي جاءت بها الخوارج اليوم وما فعل هذا أحدٌ من السلف.

الناس اليوم إلا القليل في إدبارٍ عن السنة وإقبال على البدع، فلماذا لا تهدي لهم الهيئات ما يعلمهم السنة ويفيدهم في دينهم؟
وكيف يكذبون على الجهال ويقولون: ختم النبيﷺ!!
وكذبوا والله فما هو بخاتمه وإنما صورة هم صوروها وصنعوها! أكذبٌ وابتداع؟
وماذا يصنع الناس بهذا الخاتم؟
فهم بين الإسراف والتبذير، ومشارف الانزلاق في وثنية التبرك بهذه التربة المكية والتمسح بها!

والنبي ﷺ صنع خاتما من فضة، ولم يصنعه من تربة مكة ورملها، ولو كان في هذا فضلٌ وفضيلة لسنّهُ لنا ودلنا عليه.
أي دينكم؟

يا أمة محمد ما أسرع ما يكيد بكم الشيطان؟!
السنن تهمل، والتوحيد يُجهل، ثم تتسابقون إلى تسويق أمثال هذه المحدثات؟

الرمل المكي ما قدّس أبا جهل وأبا لهب
والأرض كلها لا تقدس الرجالَ، وإنما تقدسهم أعمالهم الصالحة، فماذا يفيدهم خاتم الرمل المكي في دينهم؟
قطع عمر بن الخطاب شجرةً يُستظل بظلها ويستفاد منها لمّا خَشِيَ فتنةَ الناس بها
فكيف بمن يهديهم اليوم: تربة مكية؟ ويفتنهم؟

والمأمول من الهيئات وكافة المؤسسات الدينية نشر كتب التوحيد والسنة، فالناس بحاجة لها أشد من حاجتهم للطعام والشراب و خاتم الرمل المكي.

ومما يُذكر: أن الأصل في الأختام الخصوصية حتى لا تُزوَّر الكتب! فلماذا يصنعون أختاماً على صورة خاتم النبيﷺ؟ أهذه سُنة؟!

لما سقط خاتم النبي ﷺ من عثمان -رضي الله عنه- في البئر عاش الصحابةُ بعده سنين عدة
وما صنعوا مثله وهم أهدى سبيلا؛ فاتبعوهم.

وكيف يُمنع من يصنع لنا غداً ثياباً وأبواباً وأطعمة مكية! عليها صورة الختم؟!
أداعشية بيننا؟

وايم الله:
إن من جاء بهذا العمل إما أنه على سنة خير من سنة السلف الصالح، أو أنه مفتتح باب ضلالة وكل ضلالة في النار.

اللهم وفّق ولاة أمرنا إلى إزالة هذا المنكر، ووفق الهيئات إلى ما فيه الصلاح والإصلاح، ودّلهم إلى السنة.
والسلام.

[الإثنين ٢٦/محرم/١٤٣٦هـ]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق