بسم الله الرحمن الرحيم
كتب الشيخ: صالح بن عبدالعزيز سندي - نفع الله بعلمه -:
قال بعضهم: دليلنا على الاحتفال بالمولد: قوله ﷺ عن صوم يوم الاثنين:(ذاك يوم ولدت فيه،ويوم بعثت-أو أنزل علي-فيه) [رواه مسلم].
وهذا من أغرب الاستدلالات!
أولاً:
الحديث يقرر فيه ﷺ: الصوم، وهم يقررون: احتفالا! فيه أشياء كثيرة .. ليس منها الصوم! فأين هذا من هذا؟!
ثانيًا:
الحديث في صوم يوم الاثنين من كل أسبوع، وهم يقولون باحتفال في يوم 12 من ربيع الأول كل عام! فأين هذا من هذا؟!
ثالثًا:
لسان حالهم في هذا الاستدلال العجيب: كما أن لرسول الله ﷺ أن (يشرع) حكما فيه تحديد ليوم معين؛ فنحن أيضا لنا أن (نشرع) تحديداً ليوم معين!
بمعنى:
كأنهم يقولون: النبي ﷺ شرع صوم الاثنين لأنه يوم مولده؛ فنحن نجعل احتفالاً في يوم آخر(12 / ربيع الأول) لهذا السبب، فله ﷺ أن يحدد، ولنا أن نحدد!
رابعًا:
أيضا: كما أن للنبي ﷺ أن يحدد عملاً بسبب يوم مولده، فلنا أن نحدد عملا - أو أعمالا - لهذا السبب مُضارَعَةً للتشريع أخرى .. وإن لم يشعروا!
خامسًا:
لو أن شخصاً قال: "لأجل أن يوم (الاثنين) يوم مولده؛ فسوف أصلي عشر ركعات!" فلا يختلف العلماء أنّ فِعله بدعة، إذ الواجب الوقوف مع النص بلا زيادة.
فالنبي ﷺ بلَّغ عن ربه حُكماً يكون في الاثنين وهو الصوم - وإن كان سببه كونه يوم مولده ويوم مبعثه - فكيف بتحديد يوم آخر، بأعمال أخرى؟ ﴿ أأنتم أعلم أم الله ﴾!!
سادسًا - وأخيرًا -:
إذا كنتم فرحين - حقًّا - بمولده ﷺ؛ فلِمَ لا تكتفون بما جاء في السنة: صوم يوم الاثنين؟
أم أنكم ترون أن ما جاء في السنة ناقص غير كافٍ؟
فاتضح أن الحديث ليس لهم فيه مستمسك؛ بل هو حجة عليهم لا لهم!
أسأل الله أن يهدينا إلى الرشد ..
[ يوم الجمعة ١١- ربيع الأول - ١٤٣٦هـ، في برنامج التواصل الاجتماعي (تويتر) ].
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق