حدثني الشيخ محمد الشيباني أن أحد أصحابه يدعى جابر الغرير "أبو عبدالله" قد التقى بالشيخ محمد جميل غازي رحمه الله وكان مولعاًبه.
فأخذت رقمه منه، واتصلت به، فرحب بي ودعاني لحضور ديوانه في الرحاب (البارحة) بعد درس في السيرة للشيخ أحمد الكوس -حفظهالله-.
وبعد انقضاء الدرس جاءني العم جابر وجلس بجانبي وسألني: تريد أن تعرف عن جميل غازي؟
قلت: يا ليت
فرفع بصره إلى الأعلى وكأنه يعيد شريط الذكريات لسجلّ السبعينيات، وها هو الشيخ محمد جميل غازي -رحمه الله- يتمثل أمامه، فقال:
هو داعية من أعظم الدعاة، دعته جمعية إحياء التراث عند افتتاحها، وأُعجبت بكلامه في تلك الجلسة، وحكى لنا أنه مرة كان مريضاً فلماسُئل عن الصوفية شُفي [يعني مما وجده من نشاط والسؤال موجود ومسجل في النت].
فزرتُ مصر، وطلبت من صاحبٍ لي زيارة الشيخ جميل غازي، فأخذني لمسجده وصلينا عنده الجمعة، فإذا بالناس ماشاء الله قرابة الـ3000 مصلي، وبعد الصلاة أخذني إلى الشيخ وعرفه علي، فقال لي الشيخ: تعال معي فوق.
فصعدنا، فإذا هي مكتبته، فرأيت رجلا جالسا في المكتبة يشبه الشيخ عبدالله النوري -رحمه الله-.
فقال الشيخ: أرأيت هذا الرجل؟
هذا الشيخ إبراهيم كان كبير قساوسة الصعيد، والآن يكتب كتاباً في بطلان الإنجيل
وبعد أن انتهينا من تلك الجلسة، قال: يا أبا عبدالله.
قلت: نعم؟
قال: ستُسْلم الآن امرأةٌ نصرانية جميلة جداً، أتتزوجها؟
قلت: لا والله عندي عيال وأم عبدالله -ويضحك-
فدعاني إلى الغداء، فاعتذرت منه لارتباطي، فقال: إذن تتعشى عندي.
فأخذني بسيارته مع أحد أصدقائه إلى البيت، فجاءني العصر "لحديقة المرلند" صلينا المغرب، وكنا انا وهو والسائق وشخص آخر.
فلما وصلنا، دخلنا المطعم، وجلسنا على طاولة كبيرة، فقال للنادل:
"أحسن أكل عندك هاته"، فوضع لنا ما لذ وطاب.
وبعد أن انتهينا، قال: يا أباعبدالله سآخذك للسفارة العُمانية فأنا مدعو هناك.
ذهبنا للسفارة العمانية، واستقبلوه، وإذا بأزهري يلبس الجبة والعمامة الأزهرية، كان متحاملا على "أنصار السنة المحمدية" فناقشه الشيخمحمد جميل غازي، ما شاء الله تبارك الله محمد جميل غاز ي حجة ..حجة ..حجة ! ما يستطيع أحد أن يقف في طريقه، أتصدق .. ما خرجنامن السفارة العمانية إلا وهذا الأزهري من أنصار السنة المحمدية ؟!
فسألت العم جابر الغرير:
ما علاقة الشيخ جميل غازي في السفارة العمانية؟
فقال: (كانوا لا يصلون الجمعة، وإباضية، وكان الشيخ الغزالي من أعداء التوحيد له علاقة بهم، فناصحتهم وأقنعتهم، أنتم في الكويتماعندكم دعوة للصوفية، فدعوة الناس سهلة).
ثم قال العم جابر الغرير :
دعانا الشيخ عبدالله السبت -رحمة الله عليه- عنده في منزله، فإذا بأفريقي عنده اسمه سليمان، جلسنا عنده من بعد صلاة العشاء إلىالساعة 12 م.
قال سليمان هذا: انا نوبي نشأتُ مسلماً، ولم أستطع إكمال دراستي في الثانوية لصعوبة الحياة، فأخذوني النصارى، وعلموني، وسموني(القسيس جبس) نصرّتُ 14 الف مسلم في الصعيد، وعملت 300 قسيس، وفي مرك من المرات وقالوا هناك مناظرة في السودان، فجمعوا أمةمن الناس.
يقول : فأرسلوني للسفارة السعودية عند الملحق الثقافي لأخبرهم برغبتنا بالمناظرة، فقال الملحق الثقافي لا علم لي بهذه الأمور، ولكن سأسألالشيخ ابن باز.
فقال له الشيخ ابن باز: سأرسل لكم الشيخ محمد جميل غازي.
فذهب إليهم الشيخ، وناظرهم، وكان مما قال: كيف تعبدون إلهاً خرج من فرج امرأة؟
يقول سليمان: فلما جاء دوري أمسكت المايكرفون وقلت: أشهر أن لا إله الا الله وأشهد أن محمداً رسول الله، وأسلم الـ300 قسيس معي.
فهددتني الكنيسة بطرد أبنائي من الدارسة وقطع النفقة، فقلت لهم: افعلوا ما شئتم لا يهمني.
ودعمتني الحكومة السعودية، والآن أرجعت 13 الف للاسلام بقي 1000 .
ثم قال العم جابر: لم تكن أنصار السنة المحمدية لها علاقة بالسياسة، حال بعض الجماعات الآن الله المستعان.
كان جميل غازي داعية بمعنى الكلمة، وكان يأتينا هنا في الكويت بمسجد العلبان في منطقة كيفان.
فأخبرت العم أن المناظرة مسجلة ومفرغة، ففرح بهذا.
ثم سألته: هل توجد محاضرات مسجلة له؟
فقال: لا والله -وهو يقلب كفه أسفاً-.
ثم قال: كان حافظا للقرآن بأرقام الآيات، سمعته يخطب الجمعة في مسجد العلبان يقول : قال الله في سورة كذا في الآية رقم كذا، ثم يستدلبآية أخرى من سورة أخرى ويذكر الآية برقمها .. شيء عجيب.
ويقولون عنه أنه يحمل 5 شهادات دكتوراه، توفي رحمه الله بالكلى (فقيّر).
سألته: هل عندك سؤالات للشيخ في المجالس؟
قال: "ما كان في مجال! كل شوي يدخل علينا واحد يسلم" .
ثم سألني: أنت من جمعية إحياء التراث وتسأل عن جميل غازي؟
فقلت له: لست منهم حفظك الله، أنا متخصص في جمعية أنصار السنة المحمدية، أتيتك لتحدثني عن الشيخ -رحمه الله-.
فحدثته ببعض أخبار الشيخ جميل غازي وجهوده التي أعرفها، ومتّعني ببعض أخبار أنصار السنة في السودان مع الصوفية، لعلي أكتبهافي مقال آخر.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأتباعه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق