خرج علينا (خبير الفَلَس) ليفضح جماعة الإخوان المسلمين، ففاجأنا أنّ لومه الجديد لهم من جهة:
أنهم تسببوا بمتاجرة نساء غزة بفروجهن‼️
قال: (حدثني شخص من الإخوان أن العهر انتشر في غزة بسبب الأوضاع)، (وصل الأمر بالمتاجرة بالأعراض).
وأخذ يعيد: (انا لا أقول هذا، أنا ناقل).
ظنًّا منه أنه احتراز يبرئ ذمته "الوسيعة".
أولا:
كرّم الله أهل غزة، نساءً ورجالا عن هذا القول الساقط الباطل، ولا يتساهل بقذف المسلمات إلا فاسق فاجر منسلخ من الدين.
(إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لُعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذابٌ عظيم)
ثانيا:
هل صاحبك الذي نقل لك الخبر سمسار؟
فقد كذّب إخواننا الفلسطينيون كلامك، ولعنوك أنت وصاحبك السمسار، وقالوا لم نسمع بشيء من هذا الكذب!
-على فرض صحة وجود الناقل أصلًا-
ثالثا:
قبل أن أرد عليك من ناحية الشرع..
ألم يعلمك أبوك أن من الرجولة أن تزن كلامك في المجالس عند الرجال، وأنه ليس كل ما يعرف يقال، وأن لا تتحدث بكل شيء أمام الناس؟
فكيف تظهر بوجهك الصفيق أمام الناس، لغرض فضح الإخوان المسلمين، ثم تطعن في شرف المسلمات في بلدٍ مسلمٍ منكوب، في الوقت الذي تتكالب عليه جيوش الكفر؟
وتفرح اليهود بخبر انتشار العهر في غزة؟
سود الله وجهك !
ألم يكفكَ أن جيوش المسلمين متفرجة، لا تستطيع أن تدافع عنهم، وتحفظ دماءهم من الصواريخ والقذائف، حتى تأتي وتقذفهم أنت في أعراضهم!
إنه خذلان الله لمن انعدمت المروءة والدين عنده يا سادة ..
خامسًا:
قال تعالى (يا ايها الذين امنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين).
أما الحكم على عدالتك فمعلوم..
والناقل عنه مجهول تدعي أنه إخواني سابق، والأرجح أنه لا وجود له، وأنها الحكاية من كيسك.
لكن كلامي للذين ينشرون كلامك ويصدقونك:
اتقوا الله، وضَعُوا أعراضكم محل أعراض إخواننا في غزة، هل تقبلون أن يقال:
(نساء [دولتك أو قبيلتك] انتشر فيهن البغاء)؟
أتقبل هذا يا مسلم؟
أتقبل هذا على عرضك؟
إن عرض أهل غزة هو عرضنا، ونساؤهم أمهاتنا وأخواتنا وبناتنا، وما يمسهم يمسنا.
قال العلامة ابن سعدي في تفسير قوله تعالى: {وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به..} الآية :
(هذا تأديب من الله لعباده عن فعلهم هذا غير اللائق -أي إذاعة الأخبار- وأنه ينبغي لهم إذاجاءهم أمر من الأمور المهمة والمصالح العامة ما يتعلق بالأمن وسرور المؤمنين أو بالخوفالذي فيه مصيبة عليهم أن يتثبتوا ، ولا يستعجلوا بإشاعة ذلك الخبر، بل يردّونه إلى الرسول،وإلى أولي الأمر منهم، أهل الرأي والعلم والنصح والعقل والرزانة، الذين يعرفون الأمور،ويعرفون المصالح وضدها؛ فإن رأوا في إذاعته مصلحة ونشاطا للمؤمنين، وسرورا لهم وتحرزا من أعدائهم، فعلوا ذلك؛ وإن رأوا ليس فيه مصلحة، أو فيه مصلحة ولكن مضرته تزيد علىمصلحته لم يذيعوه.
ولهذا قال: ((لعلمه الذين يستنبطونه منهم)) أي: يستخرجونه بفكرهم وآرائهم السديدة،وعلومهم الرشيدة، وفي هذا دليل لقاعدة أدبية وهي: أنه إذا حصل بحث في أمر من الأمور،ينبغي أن يولّى من هو أهل لذلك، ويجعل إلى أهله، ولا يتقدم بين أيديهم، فإنه أقرب إلىالصواب وأحرى للسلامة من الخطأ، وفيه النهي عن العجلة والتسرع، لنشر الأمور، من حينسماعها، والأمر بالتأمل قبل الكلام، والنظر فيه، هل هو مصلحة، فيُقْدِم عليه الإنسان، أم لا؟فيحجم عنه) اهـ .
سادسًا:
على هذا المجرم الأثيم أن يخرج ويعتذر لأهل غزة جميعا وهو صاغرٌ عما خرج من فيه، وأن يتق الله ويتوب إليه، وأن يترك منهجه القومي العفن القائم على الغلو في مخالفه، فالبغُض الشرعي له ضوابط، ومعاداة المبتدعة لها حدود، قد بينها العلماء وتحدثت عنها في مقالات سابقة.
سابعًا وأخيرًا:
أعتذر لأحبتي أهل غزة جميعا ..
فإنّ هذا وأمثاله لا يمثلون رأي المسلمين، بل ولا يمثلون شعبًا، ولا يمثلون إلا أنفسهم.
وحذاء كل غَزّي مسلم فوق رأس كل مرتزق متكسب.
اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا
اللهم نصرك وغيثك لأهل غزة ..
وسخطك وعقابك اللهم على اليهود وعلى كل من سلط قلمه ولسانه على أهل غزة.