الثلاثاء، 14 أبريل 2015

نقد <مختصر> لـ (كتاب الوجود) للصوفي أبي الفيض المنوفي، بقلم مزلزل الطواغيت العلامة عبدالرحمن الوكيل رحمه الله]



أهدت (رئيسة جماعة السيدات المسلمات) العلامة عبدالرحمن الوكيل (كتاب الوجود) لأبي الفيض المنوفي، واشترطت على الشيخ أن ينتقد الكتاب، فكتب:

"ولقد وعدت السيدة الجليلة غير أن الامتحان يطرق الأبواب، ولعل هذا الطرق العنيف الرهيب يصم سمعي عن كل نداء، لهذا أتعجل فأقول:

إن هذا الكتاب أراد به صاحبه أن يهدم دين رسول الله ليبني الفلسفة الصوفية الوثنية.

فإذا هو -دون أن يريد ذلك- يهدم الفلسفة ويبقى رغم أنفه بناء الدين الحق والهدى شامخاً قوياً ينظر إليه المعتوه "أبو الفيض المنوفي" حسير النفس كسير القلب.

إن كتاب الوجود كتاب فلسفةِ وحدة الوجود برجسها وقذرها، وكل مافيه من آراء فلسفية إنما تسوَّدها (نزْعتَا الانتخاب والتلفيق الفلسفيتان).

فليس فيه من جديد، وإنما هو سرقات من هنا وهناك . . هذا رأيي أقوله الآن متعجلاً، حتى أفرغ من الامتحان، وحينئذ أُشرِّحُه تشريحاً يطلع القارئ على دخيلته، فمعذرةً خالصةً إلى السيدة الجليلة). 

[مجلة الهدي النبوي/ العدد (٧) لعام ١٣٦٦هـ/ صـ٣١]


الأحد، 12 أبريل 2015

رسالة لملتحٍ .. لا يستحي ! (3⃣ والأخيرة)

الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

فهذا الرد الثالث والأخير على الشاب الملتحي المتيم بالغرب، وأذكِّر القارئ الكريم أن الغرض من هذا المقال تبرأة ساحة أهل الاستقامة والدين من أنواع الفسق والمجاهرة بالمعاصي التي وقع فيها هذا المعني -هدانا الله وإياه-.

سابعاً: اتهامه المجتمع الكويتي  بـ (التخلف) و (النفاق) !!  

وله مقطع (فيديو) في غاية الخطورة، يتهم فيه المجتمع الكويتي بالتخلف والرجعية ! كما رماه بالنفاق والرياء ! وليُعلم أنها ليست المرة الأولى .. لكنها الأصرح والأقبح !

والجواب:

1-اتهامه المجتمع بالنفاق:

إن مفهوم النفاق عند هذا المسكين: (الوقوع في الحرام وستره، وعدم إظهاره للناس) !

وهذا فهم سقيم، وقد بيّنت في الحلقة الأولى أن الأصل ستر ما ستر الله، وأن المجاهرة بالمعصية كبيرة من الكبائر.

فالنفاق الذي يعنيه هنا (الرياء) والرياء إظهار العمل الصالح قصدا لرضا الناس، وشتان بين الأمرين!

وإن النفاق (فعلاً) أن يظهر المرء محبته للناس وإرادته الخير لهم، ثم يشتمهم وينتقص منهم ويتهمهم بالرجعية والنفاق والغش والخيانة !

ثم اعلموا -حفظكم الله- أن اتهام المسلمين بالنفاق كبيرة من الكبائر، إذ يقتضي رميهم بالكفر، لأنه: (إظهار الإسلام وإخفاء الكفر).

قال تعالى عن المنافقين: (إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا)).

وقال -صلى الله عليه وسلم- (من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما).

وقد عدَّ طائفة من أهل العلم اتهام الناس بالنفاق قذفاً دون الزنا! يستوجب التعزير. 

2-اتهامه المجتمع بالتخلف:

والتخلف -عنده-: (التقيد بعادات وتقاليد المجتمع المحافظ التي لاتخالف شرعا ولا عقلا...إلا عقول الغرب).

إن التخلف والرجعية (حقاً) هي في اِتِّباع سنن أهل الديانات المحُرَّفة المنحرفة حذو النعل بالنعل كما أخبر الصادق المصدوق -صلى الله عليه وسلم-.

فإن قال قائل: (هو لا يعني بالنفاق التكفير وإنما أراد أن عملهم فيه نفاق).

فأقول:
١-هذا يصدق عليه المثل الدارج: (حب يكحلها عماها)! 
أين مراقبة الله في القول؟ ((ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)).
٢-أشقَّ -صاحبك- عن صدور المجتمع كله حتى يحكم عليه بالنفاق؟!
٣-إن كنت ترضا أن يقال عنك "منافق" فهذا شأنك! ولا تتكلم بلسان غيرك، فلم ينصبك أحد ممثلاً عن المجتمع.

ثامنا (وأخيراً) :

قال في المقطع الذي أشرت إليه آنفاً وهو يتكلم عن المتخلفين (عنده):
(بعض الناس لا يرضون أن تنتقد العادات والتقاليد والدين) اهـ !!

سبحان الله !!
وهل يجرؤ على انتقاد الدين إلا كافر ملحد؟!
الله -عز وجل- يقول:((اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً)).

والأخ لا يعجبه هذا التشريع الكامل، ويريده أن يخضع لزبالات الأفكار وذوق الفجار؛ يحسب أن شرع ربنا دستور جاهلي من وضع البشر قابل للأخذ والرد ((أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون)) ؟!

نصيحة أخيرة للملتحي -عفا الله عنه- ولمن أعجب به.

اعلموا أن دين الله واحد لا يتعدد، وأن الحق واحد لا يتقلب، وأن السبيل إلى الجنة وعِر، لكثرة دعاة النار على جوانبه، من أجابهم قذفوه فيها !

واحذروا أن تجعلوا دينكم بين يدي ساحر البيان، ومن كان خطابه كسجع الكهان، بل خذوه عن أهله، قال الإمام محمد بن سيرين: (إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم).

وإن كنتم تخافون على أنفسكم عند المرض من أخذ الدواء من غير الطبيب المتخصص، فمن باب أولى أن تخافوا على دينكم من أخذه عن غير المتخصص، وارجعوا للعلماء الأكابر فهم ورثة الأنبياء، قال صلى الله عليه وسلم: (البركة مع أكابركم).

وما ضل الخوارج إلا اتباعهم هواهم وتركهم الرجوع للعلماء الكبار، وأخذهم عن الجهلة الصغار، وقد وصفهم -صلى الله عليه وسلم- بأنهم (حدثاء السنان سفهاء الأحلام).

واعلموا أن اللحية في هذه الأزمان -وللأسف- لا تدل على الاستقامة في الدين ضرورةً، فقد صارت (موضة) تلقفها بعض المفتونين بالغرب، فصاروا يطلقون لحاهم (زينةً) لا (سنةً).

وعليكم بمن كان دليله قال الله قال رسوله، وكثر تذكرهم بالله، ولا تسلموا عقولكم لكل أحد.

اسال الله ان يوفقني وإياكم لما فيه خير وصلاح وفلاح.

والحمدلله رب العالمين.

كتبه/ أبو عمر عبدالله الهزاع
٢٣-جمادى الآخرة- ١٤٣٦ هـ
الكويت