الخميس، 31 يوليو 2014

الحلول والمزج والاتحاد .. للشيخ عبدالرحمن الوكيل

قال الشيخ عبدالرحمن الوكيل رحمه الله- :

( الحلول يقتضي الثنائية، والمزج يقتضي التعدد، فالحلول يقتضي وجود حال ومحل، والمزج يقتضي وجود شيئين على الأقل، ولهذا يكفر الجيلي بالحلول؛ لأنه يؤمن بالوحدة التامة المطلقة بين الخلق والخالق، وكل صوفي يؤمن بوحدة الوجود يكفر بالحلول، لأنه يؤمن بأن الله عين كل شيء، ولهذا زعم ابن فارض في (تائيته الكبرى) أنه ينزه عقيدته عن دعوى الحلول، وذهب المدلسون الداعون يستغلون هذه زاعمين بها أنّ ابن الفارض كان مؤمنا منزهاً، على حين يقول عن الذات الإلهية: (وما زلت إياها، وإياي لم تزل)، فإيمانه بالوحدة التامة بينه وبين الله جعله ينفي الحلول عن نفسه؛ لأن الحلول -كما بينت- يستلزم الثنائية والغيرية) .


(مجلة الهدي النبوي العدد (1) لعام 1385 هـ / صـ18 /مقال: الشيوعية تعانق الصوفية -3-)

الثلاثاء، 29 يوليو 2014

المرأة هي الرجل في البيت !؟

الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

فقد كثر على لسان نساء المسلمين في هذه الأيام: (المرأة هي الرجل في البيت)، وغيرها من العبارات الدالة على أنّ المرأة هي الراعية في بيتها دون الرجل.

وعند التأمل والنظر إلى الواقع .. نجد أنّها حقيقة مرة ..  وآفة معضلة مُحدثة خيمت     مجتمعنا الكويتي، ولو نطقت البيوت وأَسمعت الجدران، لشهدت على كثير من (ذوي الأشناب) بالخزي والعار !

فكثير من الرجال في هذه الأيام يظهر لزوجته في بداية زواجهما محاسن الأخلاق، وبشاشة الوجه، وسعة الصدر، والكرم والجود، والكفاءة على حمل المسؤولية وخذ من أمثلة الشهامة ما شئت، حتى إذا أرهقته الأيام، وجاء الأبناء، وكثرت المسؤولية، وزادت الرعية، أثقلته الأمانة حتى عجز عن حملها، وسرعان ما يسقط قناع "الشهامة" فيكشف لزوجته عن وجهه الحقيقي.

فيلقي عليها عبئ الحياة ! غير مبال بها ولا بأبنائه الذين رزقه الله إياهم، فيذهب لأصحابه في (الدواوين) ويسهر إلى ما شاء الله، ويترك مسؤوليات البيت بالكلية، فالزوجة:
هي الأم، وهي المربية، وهي (السائق) الذي يأخذ الأبناء مِن وإلى المدرسة، وهي التي تذهب لقضاء حاجات المنزل من أطعمة وأشربة وغيرها، وهي الخادمة . . وهي الأب !

فإذا ما قصَّرت في وظيفة من وظائفها التي لم يكلفها الله بها، أسمعها كلاماً كالسم، والسم أحلى منه ! :
لماذا نسيتي أن تذهبي للقاء أولياء الأمور في مدرسة الولد؟
ولماذا لم تأخذي فلانا للحلاق لقص شعره؟
ولماذا لم تعلمي البنت على عدم التأخر في خروجها من المنزل؟!

وما هي وظيفتك أنت يا (رجل) ؟!
متى كانت المرأة رجلاً في الإسلام؟!
أَبَعد هذا التقصير والتفريط المخزي، الناتج عن قلة الرجولة وانعدام المسؤولية، وانتكاسة الفطرة، تعترض عليها وتخلي مسؤوليتك؟! أتحسب أنّ الله لا يراك؟!
بلى وربي ليحاسبنّك ملك الملوك وأعدل العادلين وأسرع الحاسبين، الذي يراك من فوق سبع سماواتٍ.

فعن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، الإمام راع ومسئول عن رعيته، والرجل راع في أهله وهو مسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها) رواه البخاري.

وقوله عليه الصلاة والسلام: (وكلكم مسؤول) : أي محاسب ومسؤول أمام الله.

فاستيقظوا يا رجال ! فإنّ تحميلكم لزوجاتكم ما لا يطقن من عبئ الحياة ومشاقها تشويه وإفساد لأنوثتهن التي جعلها الله فيهن، وتغيير لفطرهن، والعجب كل العجب ممن يشترط على زوجته العمل قبل الزواج! حتى إذا رباها على الكدح والشقاء معه لكسب لقمة العيش، قال: زوجتي لم تعد امرأة !!!

أبعد أن أفسدتها تندب حالك؟ ثم تبحث عن امرأة أخرى تتزوجها لتكون أكثر أنوثة منها، فإذا ما تزوجت الأخرى اشترطت عليها ما اشترطت على الأولى و...؟!

فاتقوا الله عباد الله في نساء المسلمين، فإنهن أمانة  في أعناقكم، أخذتموهن من بيوت أهليهن على أن تحفظوهن وتكرموهن حتى يأتيكم الأجل.

قال تعالى: ((وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذن منكم ميثاقا غليظا))، وأحسنوا إليهن، قال تعالى: ((ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة))، وقال: ((وعاشرهن بالمعروف)).

وفي الصحيحين عن النبي –صلى الله عليه وآله وسلم-: (استوصوا بالنساء خيرا ، فإنهن خلقن من ضلع ، وإن أعوج شيئ في الضلع أعلاه ، فإن ذهبت تقيمه كسرته ، وإن تركته لم يزل أعوج ، فاستوصوا بالنساء خيرا)، متفق عليه.
وقال: (رفقا بالقوارير)، متفق عليه.

فإن كرهتم منهن خلقا فاصبروا، فلا كامل إلا الله وحده، ولعلكم ترضون منهن خلقا آخر، قال تعالى: ((وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيها خيراً كثيراً))، فيكون الخير الكثير في الولد الصالح أو غير ذلك.

واجعلوا عباد الله حديث المصطفى –صلى الله عليه وآله وسلم- نصب أعينكم، : ((خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي))، رواه الترمذي.

فالتزموا هديه –عليه الصلاة والسلام- ففيه الصلاح في المعاش والفلاح في المعاد.

وهذه وصيتي إليك أختي المسلمة:

أولا: أوصيكِ بتقوى الله في نفسك، فإنك محاسبة يوم القيامة وموقوفة بين يدي الجبار، فاحفظي نفسك وعفي فرجك، وكوني أُمّاً مثالية يقتدى بها، فإنّ الأبناء مفطورون على تقليد الوالدين منذ الصغر، ولكِ في سِيَر أمهات المؤمنين والصحابيات الجليلات –رضي الله عنهن- أسوة حسنة.

ثانيا: اتقي الله في زوجك، فإن مِن واجب المرأة طاعة زوجها، وتلبية أوامره، وكسب رضاه، ولا تلتفتي لبعض مشايخ الفضائيات ممن يزعم أن المرأة ليس من شأنها رعاية زوجها ولا خدمته، فعن أبي هريرة –رضي الله عنه- أن رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم- قال (إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحفظت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت). رواه ابن حبان وصححه الألباني

فإن أمر الزوج امرأته أن تطهي له طعاما، وتنظف منزله، وتحسن ثيابه -وغيرها من وظائف ربات البيوت التي يعرفها (جيل الأجداد) وتكاد أن تنقرض في عصرنا الحاضر- كان واجبا على المرأة تلبية طلبه وامتثال أمره، وإلا فما فائدة المرأة؟ وما معنى كونها (ربة بيت) ؟

وإن كانت المرأة للاستمتاع بها فقط في نظر البعض، فالجواب من وجوه:
1. أن الأصل في الاستمتاع أن ينتفع به الطرفان –الرجل والمرأة-، فلا مزية للرجل على المرأة ولا العكس، فلم تقدم المرأة شيئا يذكر لتكون من خصائص ربة المنزل، فكلاهما متساوٍ في أمر الاستمتاع.
2. وأما من جعل المرأة أداة تحت الرجل يستمتع بها، ففي هذا المفهوم حطّ من قدر المرأة وقيمتها التي رفعها الإسلام، وبذلك أهانوا المرأة المسلمة، سواء شعروا بذلك أو لم يشعروا، فجعلوها كالدابة التي يطرقها البعير! وما عرفوا حقها، ولا منحوها قدرها.

وجاء في الحديث عن النبي–صلى الله عليه وآله وسلم-: (لو كنت آمراً أحدا ليسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها)، رواه الترمذي وابن ماجه.

وفي الحديث دليل على أنّ تعظيم الزوج أمر مطلوب شرعاً، ولا يخفى على كل مميز مهما اختلفت ديانته: أنّ  تربية الأبناء على تعظيم الأب واحترامه، وعدم مخالفة أمره، يرفع هيبته في نفوس الأبناء، ليمتثلوا له السمع والطاعة، فتقل أخطاءهم خشية معاقبته لهم، وتقل الانحرافات، أو تنعدم بفضل الله، وهكذا تنضبط مسيرة الحياة الأسرية.

وهذا أدب نبوي علمنا إياه رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم- مع كل من ولاه الله علينا من أب أو حاكم أو عالم.

ثالثا: أختاه ! ربي أبناءك على الصلاة، ولزوم العبادة، وكثرة التنفل، وذهاب الأولاد للمساجد، ومحافظة البنات على الصلوات في أوقاتها، وحثهم على حفيظ كتاب الله، والعناية به، وحفظ ما تيسر من كلام خير البشر رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم-، وعلميهم التوحيد والعقيدة الصحيحة، والأدعية المأثورة، وإياك أن تربيهم على سماع المنكرات، ورؤية المحرمات، والذهاب للأسواق والجلوس في الطرقات –وهي آفة مجتمعنا-.

فعن سلمان الفارسي -رضي الله عنه- قال: (لا تكونَنَّ - إن استطعت - أوَّل مَن يدخل السوق ، ولا آخر مَن يخرج منها ، فإنها معركة الشيطان ، وبها يَنصب رَايته). رواه مسلم

فبذلك تخرجي للإسلام جيلا ينفع الله به الإسلام والمسلمين، لما رواه أبو داود والنسائي في سننهما من حديث معقل بن يسار –رضي الله عنه- أن رسول الله –صلى الله عليه وآله وسالم- قال: (تزوجوا الولود الودود، فإني مكاثر بكم الأمم). 

ويستفاد منه أن النبي –صلى الله عليه وآله وسلم- يباهي يوم القيامة بـأبناء تلك المرأة المسلمة المربية الأمم الأخرى، فكوني ممن يباهي بك محمد بن عبدالله –صلى الله عليه وآله وسلم- وفوزي بذلك يوم القيامة.

تنبيهٌ لابد منه:
اعلموا عباد الله، أن التقصير عن الواجب أمر لابد من وقوعه كوناً، فليصبر الزوج على زوجته ورفيقة دربه، والزوجة على زوجها وسندها، وليُكمّل الواحد منهم الآخر.
فعن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم- : (لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خُلُقا رضي منها آخر، أو قال: غيره). رواه مسلم

عسى الله أن ينفع بآباءنا وأمهاتنا، ويصلح ذرياتنا، ويحفظ أبناء المسلمين بحفظه.
والحمد لله رب العالمين

كتبه أبو عمر/ عبدالله الهزاع
الخميس  2/6/1435 هـ

الخميس، 24 يوليو 2014

هل يجوز إخراج زكاة الفطر نقدا ؟. يجيبكم العلامة محمد خليل هراس

سئل العلامة محمد خليل هراس -رحمه الله- :

هل يجوز إخراج زكاة الفطر نقداً مع القدرة على إخراجها صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير،
وإذا لم يوجد التمر والشعير فهل يجوز إخراجها نقدا؟


فأجاب فضيلته:

جميع الأحاديث التي وردت في زكاة الفطر لم يرد فيها أنه يجوز إخراجها نقداً، ففي حديث ابن عمر الذي رواه الجماعة، قال: (فرض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- زكاة الفطر من رمضان: صاعاً من تمر أو صاعا من شعير، على العبد والحر، والذكر والأنثى والصغير والكبير من المسلمين).

وفي حديث أبي سعيد قال: (كنا نُخرِجُ زكاة الفطر صاعا من طعام أو صاعا من شعير أو صاعا من تمر أو صاعا من أقط أو صاعا من زبيب) أخرجه الشيخان.

وحيث لم يرد في السنة ما يدل على جواز ذلك، فلا يجوز القول به.


[مجلة الهدي النبوي / العدد (٤) لعام ١٣٨٤ هـ/ صـ٤٠]

الجمعة، 11 يوليو 2014

أسامة عطايا .. شيخ المحنة !!

الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

فقد أرسل إلي بعض الأفاضل مقال أسامة عطايا -وفقه الله- في الرد على تعقيبي ودفاعي عن شيخنا الوالد فلاح مندكار -رده الله إلى بلده مشافاً- ، ولم أقرأه حتى الساعة، ولا لي نية في ذلك.

كما أُخبرت أن الأخ أسامة أنهك نفسه بكتابة ستين تغريدة في الرد علي بتويتر، ثم كتب مقالة نشرها في منتداه...(والصراخ على قدر الألم).

ولم أنو الرد عليه لعلمي أن بمجاراته وأمثاله مضيعة للوقت، ولكن الأخ الذي أرسل لي تغريداته، أرسل لي صورتين من تغريداته في تويتر، ورأيت من الضرورة الرد على مضامينها.

الأولى:
(وليحذر الشباب من الفتن فإنها مضلة واعتبروا بحال الهزاع وابن زيد الخالدي فقد كانا مناصرين للسلفية محاربين للمبتدعة!)

أقول:
على رسلك يا شيخ المحنة !
من أنت حتى جعلت من الرد عليك:
ضلال ، وفتنة ، وترك لنصرة السنة وتأييد للمبتدعة !؟

نصحتك يا أخ أسامة في تعقيبي السابق أن تعرف قدر نفسك، فإني لم أقلها عبثاً...نزل نفسك منزلتها، فلست بالإمام أحمد بن حنبل حتى يمتحن الناس بك.

أعاذنا الله من داء العجب والغرور..

والحمدلله أني لازلت على السنة، وأعظم علمائها، وأبغض البدعة وأهلها، وأبغض الحزبية التي اندست في صفوف السلفيين.

الثانية: قال ردا على أحد الأخوة:
(..كلامك هذا يوجه للطائش المتصدر من غير أهلية عبدالله الهزاع..)

أقول:
رمتني بدائها وانسلت ....

أولا: ساقط العدالة -مثلك- لا يضرني جرحه، فكلامك هذا أضرب به عرض الحائط ولا كرامة.

ثانيا: أنقل لك أيها القارئ الكريم مثلبة من مثالب أسامة عطايا، بشهادة أحد مشايخ السنة:

قال الشيخ عبيد الجابري -حفظه الله- عنه:
(هذا فيه خفة ماهو راكد، فيه خفة غير مَرضية يحب يدخل في كل شيء).اهـ

وإن كان الشيخ عبيد -حفظه الله- قد زكاه مؤخراً، إلا أنّ الرجل لايزال متصفا بالعجلة والتسرع والتهور، فهي لم تنفك عنه بعد -أصلح الله حاله-، بدلالة تضليله إياي بسبب رد كتبته عليه، فنسخ كوني مدافعا عن السنة إلى محارب لها !!!

اسأل الله له الشفاء العاجل، والهداية، و(الركادة)

كتبه/ أبو عمر عبدالله الهزاع

تعليق على تعليق الأخ أسامة عطايا

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فقد اطلعت على بيان الأخ أسامه عطايا -وفقه الله- الذي أنكر فيه تحذيره من فضيلة الشيخ محمد هشام الطاهري -حفظه الله-
في إيران، وقد سرني ذلك كثيراً.

إلا أن الأخ أبا عمر لم يتمالك أعصابه...فأخذ يطعن بالشيخ فلاح دون أن يسميه ليأخذ راحته في اللمز والغمز طلبا للتشفي، وهذا ظاهر في حدته.

فكان مما قال:
(والواجب على ذلك الشيخ التوبة إلى الله من تلك الفرية التي نقلها دون تثبت ولا ترو بل بعجلة وتسرع.

وهذا لا يليق بطالب علم سني مهما علا سنه وكثرت ألقابه .

وإني والله أتعجب من بعض الشيوخ المنادين بالتثبت لكن إن كان هذا فيما يتعلق بالسلفيين بادروا إلى نقله دون تثبت ولا ترو!).

أقول:

أولا: يصدق فيك المثل المعروف يا أبا عمر
(رمتني بدائها وانسلت) 
آلشيخ فلاح مندكار من العلماء المتعجلين!؟

أصلح الله حالك...

من الذي غضب عليه الشيخ ربيع لما ذهب إلى تونس وفرق الصفوف؟!

من الذي غضب عليه الشيخ ربيع حينما استقبل داعية الجهل والهوى جعفر الأندونيسي؟

من الذي كان يقول عنه شيخنا الشيخ عبيد (المتعالم) إلى عهد قريب؟ ولم؟!

من الذي ناصحه مشايخ المدينة بالتريث وعدم العجلة؟!

من الذي تخطى العلماء من بين طلبة العلم وتجرأ على تكفير الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك؟

من الذي تخطى العلماء في التحذير من العلامة المحدث عبدالكريم الخضير حفظه الله؟!

من الذي زعم كذبا وزورا أن الشيخ فلاح مندكار تغير منهجه وصار يخالف ((أصول)) أهل السنة !؟
وحينما اتصلت عليه، قال:
(لا تغضب يا أخ عبدالله، المسألة دين، وانا نقل لي ثلاثة من الاخوة الثقات ان الشيخ [فلانا] يحذر منه، والله اعلم)

فكيف تحذر من الشيخ فلاح وتطعن في دينه، بناء على كلام ثقاتك، ولم تتثبت من كلامه بنفسك، لاسيما أن الرجل الذي تعرضت له عالم من علماء الدعوة، ورأس السلفية في الكويت بلا منازع !

وبخصوص الأخطاء العقدية يا أبا عمر، راجع فتوى العلامة عبدالعزيز الراجحي -حفظه الله- فيك.

ثانيا: إن تحذيرك من الشيخ محمد هشام أمر غير مستبعد منك ومن الأخ أحمد بازمول، فكلاكما معروف بالعجلة في الردود، والتقدم على العلماء في التحذير، فكان يكفي أن تنفي الخبر دون أن تتباكى وتطعن في نية الشيخ في قولك:
(وإني والله أتعجب من بعض الشيوخ المنادين بالتثبت لكن إن كان هذا فيما يتعلق بالسلفيين بادروا إلى نقله دون تثبت ولا ترو!).

وجه هذا الكلام لنفسك حفظك الله

وأخيراً...

يا أخ أسامة عطايا اشتغل بإصلاح منهجك وعيوبك، ودع عنك الشيخ فلاح مندكار -حفظه الله- واعرف قدر نفسك.


والحمدلله رب العالمين

كتبه/ أبو عمر عبدالله الهزاع
٧ شعبان ١٤٣٥ هـ

إليك عن إمام السنة العثيمين يا د. أحمد بازمول !!

(إليك عن إمام السنة العثيمين يا د.أحمد بازمول !!! )
                        
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

فقد وقفت على مقالة خبيثة، تفوح منها رائحة الجهل والهوى للدكتور أحمد بن عمر بازمول –هداه الله للصواب- جنى فيها على نفسه، إذ نطح فيها جبل السنة وإمام السلفية في القصيم، سماحة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين –رحمه الله-، في ثنايا محاضرته المسماة: (مسائل ونصائح وفوائد منهجية) والتي ألقاها في دار الحديث بفيوش ليلة السبت 18 / جمادى الأولى / 1434 هـ.

فقال:
(النصيحة السابعة: الرجوع للعلماء الكبار في الفتن وعند الخلافات والانشقاقات والصدور عن رأيهم واحترامهم وتقديرهم).
ثم قسم الدكتور العلماء باعتبار طبقاتهم في معرفة المنهج، فقال:
(وهذا الرجوع يلزم منه أن تعلم أن العلماء طبقات فهناك:
كبار العلماء المجتهدين، وهناك علماء كبار يجتهدون في بعض المسائل :
الطبقة الأولى: يجتهدون في أكثر المسائل،
والطبقة التي تليها: يجتهدون في بعض المسائل،
وهناك العلماء،
وهناك طلاب العلم الكبار،
وهناك طلاب العلم المتوسطين،
والصغار ، لا بد أن تعرف هذه الطبقات).

ثم أخذ يتكلم عن أهمية الرجوع إلى العلماء، إلى أن قال:
(ولهذا من الخطأ الذي سمعته من بعض إخواننا السلفيين يقول: لماذا ترجعون في كل شيء لربيع ربيع ربيع ربيع؟ يا أخي أحنا ما نتعصب لربيع، ولكن ائتني بعالم كبير مثل الشيخ ربيع أنا أذهب إليه عند المحن والخلافات والفتن، أما مسائل الطهارة والصلاة يحسنها العلماء أرجع إليهم كلهم عادي لكن في مسائل دقيقة تحتاج الرجوع إلى العلماء).

ولي مع هذه الهفوات وقفات:

الوقفة الأولى:
قال الله تبارك وتعالى: ((فإن تنازعتم في شيء فردّوه إلى الله والرسول))، فالرجوع دائما وأبداً إلى الدليل، وأهل العلم توزن أقوالهم بميزان الكتاب والسنة، فقد تكون حجتهم صحيحة وقد تكون خاطئة، وهذا شأن كل مسلم ابتداءً من أبي بكر الصديق إلى آخر مسلم يولد.
فأين الخطأ في قول القائل: لماذا ترجعون في كل شيء للشيخ ربيع؟
فإن كان الرجوع دائما للشيخ ربيع –حفظه الله- دون غيره من أهل العلم –وهو ظاهر قولك- وعدم قبول قول من مخالفه وإن كان عالم سنة، فهذا هو مفهوم التعصب والتحزّب بحدّه ورسمه، فالشيخ ربيع عالم مجتهد، يصيب ويخطئ كغيره من علماء الإسلام، وقد نهى الشيخ ربيع عن الغلو فيه والتعصب إليه في أكثر من مقامٍ ومقال.

الوقفة الثانية:
قول الدكتور (ائتني بعالم كبير مثل الشيخ ربيع أنا أذهب إليه عند المحن والخلافات والفتن...)
فيه ازدراء بعلماء السنة المعاصرين الآخرين من سِوى الشيخ ربيع، وتجهيلٌ لهم في قضايا المنهج دقيقها وجليّها، كشيخ الشيخ ربيع: عبدالمحسن العباد، وغيره من كبار العلماء كالشيخ صالح الفوزان، والشيخ صالح اللحيدان، والشيخ عبدالعزيز آل الشيخ –حفظهم الله-.
ولا أرى أوضح من هذه العبارة على تعصب الدكتور بازمول للشيخ ربيع المدخلي –حفظه الله-.

بل الشيخ ربيع –حفظه الله- يرجع إليهم، ويحث الناس بالرجوع إليهم، فهو بنفسه لم يعدّ نفسه مرجعية، وإنما يحيل الطلاب للعلماء ويحتج بأقوالهم، مع جلالته وعلو منزلته، ومن ذلك :
لما زعم عبدالرحمن عبدالخالق –هداه الله- أن العلماء الذين يعرفون حال الجماعات المعاصرة قلة، رد عليه الشيخ ربيع قائلا:
(..وكان هناك من العلماء عبدالرزاق حمزة وعبدالرزاق عفيفي وعبدالرحمن بن يحيى المعلمي، ومن العلماء إلى جانب الشيخ بن باز وقـبلهم شيخه محمد بن إبراهيم والشيخ محمد الأمين الشنقيطي والشيخ ابن عثيمين والشيخ صالح الفوزان وغريهم من العلماء الأفاضل) ]جماعة واحدة لا جماعات صـ137-138[.

وقال:
(لا تنس ـ أيها الأسـتاذ ـ أن عقلاء الأمة وعلماءها حقا كبار العلماء ومنهم ابن باز وابن عثيمين والفوزان واللحيدان وابن غـديان قـد اقضــت مضاجعهم هذه الفتنة الثورية القطبية السرورية المسعرية التي تسعى بالفساد في الأرض)]جماعة واحد لا جماعات صـ171[.
وقرر نظير ذلك في دروسه وكتبه ومحاضراته المُفرّغة، ومنها (مرحبا يا طالب العلم) والتي بين فيها الشيخ ربيع أنّ حكمه على سيد قطب لم يخرج عن كلام العلماء، فلتراجع.
فأي القولين هو الراجح يا طالب العلم السلفي:
آلشيخ ربيع بن هادي المدخلي أم تلميذه د. أحمد بن عمر؟

الوقفة الثالثة:
من أقبح ما تفوّه به د. أحمد بازمول في تلكم المحاضرة قوله:
(أما مسائل الطهارة والصلاة يحسنها العلماء، أرجع إليهم كلهم عادي، لكن في المسائل الدقيقة تحتاج الرجوع إلى العلماء).
فهذا الكلام الساقط من جنس ما قاله خوارج العصر سلمان العودة وسفر الحوالي ومشايخ (الصحوة) : (الشيخ ابن باز وابن عثيمين علماء حيض ونفاس، أما مسائل الجهاد والإمامة والإيمان فهي لمشايخ الصحوة).
قال الشيخ ابن باز في (ملاحظات على كتب الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق):
(قلتم في الشريط المسمى: (المدرسة السلفية) ما نصه:
إن طائفة العلماء في السعودية في عماية تامة وجهل تام عن المشكلات الجديدة.. وأن سلفيتهم سلفية تقليدية لا تساوي شيئاً. انتهى
وهذا قول باطل، فإن العلماء في السعودية يعرفون مشاكل العصر، وقد كتبوا فيها كثيراً، وأنا منهم بحمد الله، وقد كتبت في ذلك ما لا يحصى، وهم بحمد الله من أعلم الناس بمذهب أهل السنة والجماعة، ويسيرون على ما سار عليه السلف الصالح في باب توحيد الله، وفي باب الأسماء والصفات، وفي باب التحذير من البدع، وفي جميع الأبواب. فاقرأ إن كنت جاهلاً بهم مجموعة ابن قاسم (الدرر السنية)، وفتاوى شيخنا محمد بن إبراهيم رحمه الله، واقرأ ما كتبنا في ذلك في فتاوانا وكتبنا المنشورة بين الناس. ولا شك أن ما قلته عن علماء السعودية غير صحيح، وخطأ منكر، فالواجب عليك الرجوع عن ذلك، وإعلان ذلك في الصحف المحلية في الكويت والسعودية، نسأل الله لنا ولك الهداية والرجوع إلى الحق والثبات عليه، إنه خير مسئول).اهـ
فهنيئاً لك يا د.أحمد بازمول سلفك الجدد: مشايخ الفقه الواقع!
ثم إن الناظر للمثالين اللذين ضربهما د.أحمد بازمول ليرى أنّها من المسائل الفقهية، بل من أبجدياتها (الطهارة والصلاة)، فكل طالب علم (متوسط أو من فوقه) يرجح فيها.
وإن التفريق بين: العالم السلفي العارف بالعقيدة والمنهج، والعالم السلفي العارف بالعقيدة دون المنهج؛ مسلك قطبيٌ سروريٌ دخيل أدخلته (أنت) في الدعوة السلفية يا دكتور أحمد بازمول !
ثم أيها الدكتور . . ما المعيار الذي يمكن أن يُعرف به العالم الذي يُسأل عن المسائل المنهجية الدقيقة والذي لا يُسأل عنها؟
ومن هم العلماء الذين يُسألون عن المسائل الدقيقة، ومن العلماء الذين لا يُسألون عن المسائل الدقيقة؟

يجيبنا الدكتور أحمد بازمول قائلا:
(بعض العلماء عالم سنة ومعروف وكذا لكن ما يحسن يعني الجدال ، لا يحسن الرد على المبتدعين والمخالفين ولم يخض معهم، هو يدرس الفقه والحديث والتفسير ووو الى اخره لكن مسائل المنهج ما يحسن، شوفوا الشيخ ابن عثيمين (!!) رحمة الله عليه سئل عن سيد قطب فقال: (أنا يعني ما لي خبرة بهذا الرجل لكن الشيخ ربيع درس أمره أحيلكم عليه) ، مع أنه جزمًا الشيخ أبن العثيمين أعلم من ربيع).
وقال:
(لكن بعض السلفيين الذين لا يحسنون هذا الباب يأتي بعض من في قلبه دغل وخبث على المنهج السلفي فيحيل المسالة المنهجية على هذا الذي لا يحسن الكلام في هذه المسائل وهذا فيه طيبة : يا إخوان كلكم اخوان ، وهذوله حدادية وسلفية أو حلبية مميعة للحق وسلفية فيقول: يا اخوان كلكم سلفيون وكلكم أصحاب سنة يا فلان لا تشدد على اخوانك، ويطيرون بها لذلك هذا الذي هو سلفي وسني لكن لا يحسن الكلام في مسائل المنهج ليس محطة للرجوع في مسائل المنهج وليس محطة لقبول قوله لا طعنًا فيه ولكن إنزالًا لمنازله وقدره ولأنه هذا هو منهج السلف ولاني لو تكلمت وأنا لا احسن فسوف اضيع المنهج رأيتم كيف الخبث ؟ يأتون لهؤلاء ويشكون اليهم الحال وهذا: يا اخواننا انتم اهل سنة لا تشددوا على اخوانكم السلفيين).

ملخص ما قرره د. بازمول:
1-   أن الشيخ ابن عثيمين لا يحسن الجدال، ولا يحسن المسائل المنهجية، ولا الكلام فيها.
2-   أن الشيخ ابن عثيمين لا يحسن الرد على أهل البدع والمخالفين، وأنّه لم يخض معهم !!
3-   بناء على ما سبق، فإن الشيخ ابن عثيمين لا يرجع إليه في مسائل المنهج لعدم فقهه بدقائقها، وإنما يؤخذ عنه في التفسير والفقه والعقيدة وغيرها من العلوم، أما المنهج فلا !
4-   أن الشيخ ابن عثيمين وأمثاله من المشايخ (((الطيبين))) لا يقبل قولهم في التعديل خاصة، لا طعناً فيهم، ولكن لما في اتباعهم من تضييع للمنهج السلفي !!
5-   أن مسائل المنهج تؤخذ من الشيخ ربيع، ومن يختارهم فضيلة العالم المجتهد الذي يحسن المنهج السلفي أكثر من الشيخ ابن عثيمين / (د.أحمد بازمول) .

يا ناطح الجبل الأشم بقرنه      رفقاً بقرنك لا رفقاً على الجبلِ 

وأقول مجيبا على هذا الكلام الباطل:-

أولا: اعلم يا د. بازمول.
أن عدم معرفة الشيخ ابن عثيمين –رحمه الله- بضلالات الكاتب سيد قطب على وجه التفصيل لا يقلل من إمامة العلامة العثيمين في العقيدة ودقائق المنهج شيئاً، فما سيد قطب إلا رجل جاهل في الدين، قد انشغل في الأدب، نحى في بدايته للإشتراكية، فلما أراد الرجوع إلى دينه اعتنق فكر المودودي أبي الأعلى، فسلك مسلكه الخارجي حذو النعل بالنعل، وليس الرجل ممن عرفوا بالعلم، ولا بمجالسة العلماء، لا حظ له في تلقي العلم الموروث ولا إلقاءه، بل كان بعيدا كل البعد عن الحلق العلمية والميادين الشرعية، بل وبيوت الله.
فكيف جعلت عدم معرفة ضلالات رجلٍ كسيد قطب التفصيلية أمارة على عدم ضبط السلفي للمنهج وجهله بدقائقه؟ من سبقك بهذه النكتة التي خفيت على أهل العلم؟ بل كيف ألقاها الشيطان على لسانك هذا؟ وعجبي من الحاضرين الذين لم ينكروا عليك...إن كانوا طلبة علم.
إنّ الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- كان إمام هدى، يفتي لأهل الجزائر وفلسطين وأفغانستان والكويت وغيرها في الفتن والنوازل، وقد حذر من الأخذ عن سفر وسلمان، فكيف لا يرجع إليه ؟؟!! ومن سبقك بهذا القول غير أهل البدع؟!
على كلٍ . . قد بيّنتَ لنا بهذا المثال من هو العالم بالمنهج السلفي، ومن هو الجاهل بمفهوم (المنهج) و (السلفية) .

ثانيا: اعلم أيها السلفي الموفق . .
أنّ د. أحمد بازمول قد أنكر على فضيلة الشيخ سالم بن سعد الطويل –حفظه الله- قوله (أنّ الشيخ ابن عثيمين لم يكن معروفاً بكثرة الردود على المخالفين ولم يكن منشغلا في ذلك)، فطار أتباعه في الكويت بهذا التسجيل إليه، فخرج لنا بمادة مسجلة، قال فيها:
(الإخوة في الكويت جزاهم الله خيراً قد –يعني- أتوا بتسجيلات خطيرة لسالم الطويل في استهجانه وفي ردّه منهج الردود، هو لما يقول (أنا أعلم بمدرسة الشيخ العثيمين لست على مدرسة الشيخ ربيع)، كأنّه يقصد أنّ مدرسة الشيخ العثيمين لا يسلك منهج الرد، وهذا خطأ، فإننا لو نظرنا إلى منهج الشيخ العثيمين –يعني- قواعد سلفية في الرد على أهل البدع، ورد عليهم في مواطن كثيرة، بل رد عليهم ردوداً قاسية، ومواقفه يعني رحمه الله تعالى حازمة في هذا الباب، بخلاف ما يوهم كلامه أنّ مدرسة الشيخ العثيمين ليس فيها ردود، ليس فيها رد على المخالفين، فإنّ هذا خلاف الواقع، وهو الكلام هذا نفسه الكلام الذي سجّلته ، أو الذي رددته على سالم الطويل في الحلقات السابقة، وإنما من باب التذكير والمراجعة).
يا أخ أحمد بازمول . . أتدري ما يخرج من رأسك ؟!
انظر يا طالب الحق إلى التناقضات والتخبطات التي وقع فيها د. أحمد بازمول:
[1] يتهم الشيخ ابن عثيمين بعدم المعرفة في المنهج، ثم يذم سالم الطويل بما وقع فيه هو.
[2] يطالب الناس بتزكية خاصة من الشيخ ربيع، وأن لا يغتروا بما يقدم! ثم لما زار الشيخ سالم الطويل الشيخ ربيع في الحج لوجه الله- قال: يزكيه عمله! مع أنّ الشيخ لم يطلب منه تزكية أصلا.
[3] يناصح الشباب بالالتفاف حول العلماء! ثم هو بنفسه يصرفهم عن العلماء ويقول اتركوهم فهم علماء طهارة وصلاة، وعليكم بربيع!
[4] يحذر من الحدادية المغالاة في التبديع والذم والهجر، وهو أشهر من وقع في ذلك، ففر من الحدادية إلى الحدادية المزعومة.

ولا أدري كيف ينصر الله السنة وأهلها، وينشر التوحيد في مشارق الأرض ومغاربها على يد من لا يحسن المنهج السلفي ومسائله الدقيقة في الرد على أهل البدع والمخالفين .. !
ولكن . . لعن الله الهوى الذي يجعل صاحبه لا يدري ما يقول !

ثالثا: إن قال قائل: إن الدكتور بازمول لم يقصد الإساءة للشيخ ابن عثيمين، فقد أثبت إمامته.

فالجواب من عدة أوجه:

الوجه الأول: هذه شنشة نعرفها من أخزم، فسلمان العودة و سفر الحوالي وعبدالرحمن عبدالخالق قد أثبتوا إمامة علماء المملكة كابن باز والعثيمين، إلا أنّهم جهّلوهما في القضايا المنهجية التي تخالف أهواءهم، فقالا: علماء حيض ونفاس...ولكن صاحبكم بازمول عمّم فذكر باب الطهارة والصلاة.
فما الفرق؟ أم لأنّ د. أحمد بازمول قد زكّاه الشيخ ربيع –حفظه الله- والشيخ أحمد النجمي –رحمه الله- فتبقى تزكيته خالدة إلى أبد الآبدين، حتى يتراجع عنها الشيخ ربيع فنبحث له عن الاعتذارات، ونحمل مجمل كلامه على مفصله؟؟!!

الوجه الثاني: أن د. أحمد بازمول طالب علم، وليس بعالم، ومثله ليس بأهل للكلام على الشيخ ابن عثيمين؛ والكلام ليس محصوراً في بازمول، بل في كل من تكلم في ابن عثيمين... من تكلم في الشيخ ابن عثيمين فهو ساقط ولا كرامة كائناً من كان.

كما أنّ الدكتور أحمد بحاجة إلى المزيد من التحصيل والتأصيل، ولا عبرة بالشهادات الأكاديمية، فطالب العلم يُعرف بطريقة طرحه وعرضه للمسائل، وضبطه للفنون، والعالم العامل يميز عن غيره بالحكمة والتأني وحسن السمت وغزارة العلم، وغيرها.
والدكتور أحمد بازمول قد أخرج ما تحمله جعبته، فمنذ أن ظهر لنا .. لا نعرف له شيئا غير الـ (قيل) و الـ (قال) وهذا يحسنه السلفي العامي قبل المبتدئ، فلما كثر المصفقون من حوله .. أخذه الحماس .. فارتقى لدرجة العلماء، ولبس عباءة (الجرح والتعديل) وأخذ يراقب مشايخ الدعوة السلفية في المشرق والمغرب، فإذا ما زل أحدهم رماه ! وسلط عليه من لا شغل لهم ولا مشغلة غير جمع الأرشيفات، متدرّعا متحصّنا بتزكية بعض مشايخه الذين أحسنوا به الظن.
والذي يزيدني حيرة .. كيف لايزال البعض يسمي الأخ أحمد بازمول (العلامة) رغم ركاكة أسلوبه، وقلة إنتاجه.
ولا يغتر بما كتبه بعض المشايخ في تقديم بعض كتبه هذا اللقب، فالتقريظ ضيافة يغلب فيها التعظيم والمدح، ثم لو قيل (العلامة!) فالعبرة بما نعلمه عنه، وهو لا يعرف بالدراسة على العلماء الكبار كابن باز وابن عثيمين وقد عاصرهم، فأكبر مشايخه الشيخ ربيع وأصغرهم أخوه الشيخ محمد بازمول –حفظهما الله- فمتى لحق برَكب العلماء؟ وكل مشايخه في التعلم لا يجاوزون الخمسة، ولا عبرة هنا بمشايخ الرواية والإجازات.

ولا يحملنّ مُتحَيذِقٌ كلامي السالف على الطعن أو الانتقاص بعالم من علماء السنة، فهو أسلوب رخيص لا يخرج إلا من جبان مفلس الحجة، وفرية قذرة يتداولها السفهاء على ألسنتهم والمتطفلون على العلم الذين لا يفقهون، فاحذر يا طالب العلم أن تتشبه بهم فالعلم يرفع صاحبه، واحذر أن يصدك الشيطان عن قوله تعالى: ((ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)).

ولا يحملنّ مُتحَيذِقٌ كلامي السالف على الاستخفاف بالجرح والتعديل، أو إنكاره، فهو علم ضروري قائم إلى قيام الساعة، قد اعتنى به السلف كوسيلة لمقصد عظيم من مقاصد الشريعة الإسلامية وهو حفظ الدين، والدكتور أحمد بازمول وأمثاله جعلوا هذه الوسيلة مقصد المقاصد وغاية الغايات وقدّموها على التفقه في الدين، فخرج في السلفية جيلٌ لا يتقن من العلوم شيئا، سوا ما قال الشيخ فلان في فلان وعلان.
هذا انتاج الأخ أحمد بازمول: تمزيق السلفية، وملاحقة مشايخها، وتصيّد أخطاءهم وتدوين زلّاتهم، أعاذنا الله وإياكم من هذا الداء العضال.
ومن أراد التحقق من كلامي فليذهب إلى بلاد الغرب ولينظر إلى مهازل التبديع والهجر فيما بين أهل السنة، وانشغالهم في بعض، ولا حول ولا قوة إلا بالله

الوجه الثالث: أقول لمن انتفخت أوداجه، ونفرت عروق رقبته غضباً على هذا النقد..
والله وبالله وتالله ما غضبت هذه الغضبة إلا بعد صبرٍ طويل على أذى هذا الرجل، وسعيه الحثيث لإسقاط مشايخ الدعوة السلفية الذين لا يروقونه... مروراً بالعلامة فلاح بن إسماعيل مندكار والشيخ الفاضل سالم الطويل والشيخ هيثم سرحان وو..الخ، فلما لم يجد من يوقف زحفه في إسقاط المشايخ على الساحة السلفية ... تجرّأ وبكل صفاقة ! على إخراج ما يعتقده في الشيخ ابن عثيمين، الذي أفنى عمره في تعليم التفسير والعقيدة والفقه وأصوله وغيرها من العلوم التي (لا يحسنها) الدكتور أحمد بازمول.
فإن كنت سلفياً حقاً –يا طالب العلم- فاغضب لله ! على هذا الهذي الذي خرج من فِي هذا الرجل الذي لم تعرفه السلفية إلا منذ سنوات قلائل. .
فالشيخ ابن عثيمين إمام من أئمة السنة، وشيخ مشايخنا، ومن الواجب الذب عنه، وردع من تطاول عليه.

فأنصح الأخ أحمد بازمول أن يتوب إلى الله من هذه المقالة الخبيثة وما تتضمنه من طعن بفضيلة الشيخ العثيمين، وأن يعلن توبته، وأن يستغفر الله مما قاله، فالشيخ ابن عثيمين إمام سنة، أطبقت الأمة على إمامته وفضله، واتّهام إمامٍ سلفي بالجهل في دقيق مسائل المنهج جهلٌ بالمنهج السلفي وضلال وانحراف.

وإن لم يتراجع، فلينتَظر كلام العلماء فيه.

هذا ما عندي باختصار شديد . .

والحمدلله رب العالمين

كتبه  / أبو عمر عبدالله بن محمود الهزاع – الكويت
الثلاثاء 30 / 5 / 1435 هـ

قلت للشيخ محمد هشام الطاهري: بعض الشباب لايدرسون على الشيخ عبدالمحسن العباد بحجة أنها غير منهجية...فأجاب

سألت شيخنا الفاضل / محمد هشام الطاهري -حفظه الله ونفع بعمله- عام 1429 هـ عن قول بعض طلبة لعلم: (درس الشيخ عبدالمحسن العباد غير منهجي) ..

فأجاب حفظه الله-:

 

(هؤلاء مساكين .. ابن عباس رضي الله عنهما- كان يطلب العلم في صغره على كبار الصحابة، وكان يحضر مجالسهم، يستفيد منهم، وكان أحد أقرانه لا يشهد تلك المجالس بحجة قريبة من حجة هؤلاء، فرفع الله ذكر ابن عباس وصار إماماً من أئمة العلم (1) ، فالذي يقول أن درس الشيخ عبدالمحسن العباد غير منهجي أو أنّه لا ينفع طلبة العلم المبتدئين هذا مسكين ما يفهم، الشيخ عبدالمحسن العباد في درسه جميع العلوم الشرعية: الحديث، والعقيدة، والتفسير، والفقه، وأصول الفقه، والنحو، والصرف، وكل العلوم الشرعية.

 

يا عبدالله .. في المدينة النبوية جامعتان: الجامعة الإسلامية، والجامعة الثانية الشيخ عبدالمحسن العباد، الذي جاء يطلب العلم في المدينة وما درس على الشيخ عبدالمحسن العباد فهو محروم) اهـ.

 

وهذه النصيحة الغالية الثمينة لن أنساها للشيخ، وجميلٌ أعجز عن ردّه له؛ فأنصح إخواني طلبة العلم في الجامعة الإسلامية بأخذ العلم عن هذا الإمام، ولزوم دروسه، قال عليه الصلاة والسلام: "البركة مع أكابركم" .

 

والحمد لله رب العالمين

 

----------------------

 

(1)     أخرج الدارمي بسند صحيح: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : " لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا شَابٌّ ، قُلْتُ لِشَابٍّ مِنَ الأَنْصَارِ : يَا فُلانُ هَلُمَّ فَلْنَسْأَلْ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلْنَتَعَلَّمْ مِنْهُمْ ؛ فَإِنَّهُمْ كَثِيرٌ ، قَالَ : الْعَجَبُ لَكَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ ، أَتَرَى أَنَّ النَّاسَ يَحْتَاجُونَ إِلَيْكَ وَفِي الأَرْضِ مِنْ تَرَى مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ : فَتَرَكْتُ ذَلِكَ وَأَقْبَلْتُ عَلَى الْمَسْأَلَةِ وَتَتَبُّعِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَإِنْ كُنْتُ لآتِي الرَّجُلَ فِي الْحَدِيثِ يَبْلُغُنِي أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَجِدُهُ قَائِلا ، فَأَتَوَسَّدُ رِدَائِي عَلَى بَابِهِ تُسْفِي الرِّيحُ عَلَى وَجْهِي حَتَّى يَخْرُجَ ، فَإِذَا خَرَجَ قَالَ : يَا ابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا لَكَ ؟ فَأَقُولُ : حَدِيثٌ بَلَغَنِي أَنَّكَ تُحَدِّثُ بِهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْكَ ، قَالَ : فَيَقُولُ : فَهَلا بَعَثْتَ إِلَيَّ حَتَّى آتِيَكَ ، فَأَقُولُ : أَنَا أَحَقُّ أَنْ آتِيَكَ فَكَانَ ذَلِكَ الرَّجُلُ بَعْدَ ذَلِكَ يَرَانِي وَقَدْ ذَهَبَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاحْتَاجَ إِلَيَّ النَّاسُ فَيَقُولُ : كُنْتَ أَعْقَلَ مِنِّي " .

الأربعاء، 9 يوليو 2014

رسالة عاجلة: إلى الخارجين في سيرة كرامة وطن

✉️رسالة عاجلة✉️

لمن خرج في مسيرة كرامة وطن


📝بقلم / أبي عمر عبدالله الهزاع



الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:


فقد ظهرت لغة دخيلة على مجتمعنا الكويتي المسلم المحافظ، تدعو للعنف والغوغاء، والتعدي على الحكومة والتطاول على المسؤولين مهما علت رتبتهم، فاتخذوا من الصراخ ورفع الأصوات (كريزما) يتفاخرون بها...


فإذا ما تحققت أمانيهم، وخابت آمالهم لجأوا إلى المظاهرات الغوغائية، واسمع في القنوات والأخبار نتاج هذه المظاهرات من تخريب وتكسير وفوضى وغيرها من المفاسد التي تجرها المظاهرات ما شئت.


ولاشك أن هذه الأخلاق الهمجية ليست من الإسلام في شيء، ولا تلك الأفعال المخزية من عُرفنا ولا من عاداتنا ولا تقاليدنا، ولا تربينا عليها في بيوتنا.


وإن المرء ليعجب ... كيف يظن من حصل على أعلى الشهادات العالمية ودرس في أرقى الجامعات العلمية أن حل الفساد  بالفساد؟! والاصدام مع الحكومة، ومواجهة رجال الأمن والمصادمة معهم بالصدور العارية!


قال تعالى: ((وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون)).


قال رسول اللهﷺ: (اسمع وأطع وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك). رواه مسلم


أخي المسلم .. أختي المسلمة 

لاشك أن الفساد موجود في هذا البلد، وأن السرقات موجودة -للأسف- وقد أخبر عن هذا رسول الله ﷺ : (إنكم ستلقون بعدي أثرة)، والأثرة: الاستئثار بالمال، فالواجب في هذه الحال إصلاح الراعي والرعية بالضوابط والشروط الشرعية المرعية.


فمن ذلك:

أداء النصيحة للحاكم:

واعلموا رحمكم الله أن النصيحة في الإسلام تكون بالسر، وإلا كانت فضيحة، فما بالكم بنصيحة الأمير؟


قال رسول الله ﷺ : (من كانت له نصيحة لذي سلطان فلا يبدها علانية) حسنه الألباني.


ومن شروط النصيحة حسن الأداء للمنصوح له والتزام الأدب، قال تعالى عن نبينا ﷺ: ((ولو كنت فطا غليظ القلب لانفضوا من حولك)).


كما ينبغي نصح الرعية بتقوى الله في أنفسهم، والإخلاص في العمل، فالخلل والتفريط موجود في الرعية قبل الراعي، وقد قيل (كيفما تكونوا يُولى عليكم).


كما ينبغي حث الناس على الصبر، وعدم تهييجهم، وعدم ترغيبهم بالدنيا وملذاتها، فما عند الله خيرٌ وأبقى.


واعلموا أرشدكم الله للحق أن المظاهرات والاعتصامات سُنّة الخوارج ! الذين قتلوا ذي النورين عثمان بن عفان حين حاصروه ثلاثة أيام في المدينة، وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب  -رضي الله عنهما- حين اعترضوا عليه في مسألة التحكيم فثاروا عليه فقتلوه شهيدا.


هذه كلمات مختصرة، أحببت أن أوجهها لإخواني وأهل بلدي الكويت، وأرجو أن تتقبلها النفوس الزكية برحابة صدر، فهي نصيحة مشفقٍ.


فالله الله في دينكم

الله الله في الكويت


وتذكروا مقولة أمير المؤمنين عمر الفاروق رضي الله عنه: (نحن قوم أعزنا الله بالإسلام، فإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله). 


اسال الله ان يحفظ الكويت وأهلها من كيد المعتدين، وحيل العابثين، ((ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)).


والحمدلله رب العالمين

الأحد، 6 يوليو 2014

ما حكم من يفرشون للمآتم لتقبل العزاء؟ وما حكم البكاء على الميت؟ يجيب العلامة الهراس

سئل العلامة محمد خليل هراس -رحمه الله- :

 

ما حكم من يفرشون للمآتم لتقبل العزاء؟ وما حكم البكاء على الميت؟

 

فأجاب:

 

(لم يكن من عادة السلف -رضي الله عنهم- أن يعدّوا أمكنةً خاصة لتقبل العزاء فيها، ولا كانوا يجلسون للعزاء ليالي وأياماً، وإنما كانوا يؤدّون هذا الواجب حسبما تيسّر، فأحياناً على القبر وأحياناً في المسجد، وأما ما يفعله الناس من ذلك فهو عادة ممقوتة لا سيما وقد اتّخذ مجالا للمباهاة والإسراف.

 

وأما البكاء على الميت فإنْ كان بدمع العين من غير رفعِ صوتٍ ولا نياحةٍ فلا بأس به بل هو محمودٌ، فقد ورد أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- بكى وفاضت عينه يوم مات ولد ابنته، ولما سُئل قال: "إنّها رحمة جعلها اللهُ في قلوب عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء"، وبكى كذلك يوم مات ولده إبراهيم، وقال: "إن العين لتدمع وإنّ القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي الربنا"، وقال: " إنّ الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب، ولكن يعذب بهذا أو يرحم" وأشار إلى لسانه). اهـ

 

[مجلة الهدي النبوي العدد (7) لعام 1383 هـ / صـ48-49]

السبت، 5 يوليو 2014

إبطال العلامة محمد خليل هراس لمقولة الصوفية: نعبد الله طمعا في جنته ولاخوفا من ناره

قال الشيخ محمد خليل هراس في رده على قول الصوفية
"نعبد الله ﻻ طمعا في جنته وﻻ خوفاً من ناره" :

(وليت شعري اذا كان العبد ﻻ يرجو ثوابا وﻻ يخاف عقابا، فما الذي يبقى في قلبه من معاني الذل والفقر واﻻضطرار واللجأ إلى الله واﻻستغناء به؟

أليس هذا هو التأله وإظهار اﻻستغناء عن الله؟ فإن الذي ﻻ يخاف أحداً وﻻ يرجوه هو الله عز وجل وحده).

[ مجلة الهدي النبوي / العدد (8) لعام 1384ه / ص30 ]



الإخوان المسلمون .. أو الإخوان المصريون بين الأمس واليوم .. للشيخ محمد صادق عرنوس

الإخوان المسلمون

أو

الإخوان المصريون . .

بين الأمس واليوم (1)

 

الله غايتنا – الرسول زعيمنا – القرآن دستورنا

 

تلك مبادئهم التي كانوا بالأمس يملأون بها الدنيا صياحاً، غدوا وروحا، ظاهرها حق لا شبهة فيه، والله أعلم بالقلوب وما تخفيه، فانظر كيف استحالت هذه المبادئ اليوم إلى تطورات ثلاث، تناهض هذه المبادئ تماما:

أولا:

تصريح المرشد العام لمجلة (المصور) ونُشر في عددها الصادر يوم الجمعة 5 إبرايل سنة 1946 نثبته بِنَصِّه ليكون مصداقاً لقول –عز وجل-  واعلموا أنَّ الله يحول بين المرء وقلبه وأنَّه إليه ترجعون :

مريت بك غالي والشيخ لويس فانوس.و..

                                                          أعضاء علملون في جماعة (الإخوان المسلمين) !.

 

كنا قد علمنا أن (الإخوان المسلمين) يساعدون الأستاذ لويس فانوس في ترشيحه لمجلس الشيوخ باعتباره (عضواَ) في الجماعة ! فرجعنا في ذلك إلى فضيلة الأستاذ حسن البنا المرشد العام للإخوان، فكتب يقول:

(لهيئة الإخوان المسلمين أصدقاء كثيرون من غير المسلمين. والإخوان يعتبرون هؤلاء الأصدقاء (أعضاء عاملين) معهم في كل الشؤون الإجتماعية التي تتفق مع مؤهلاتِهم؛ ويفسحون لهم المجال للإفادة بآراءهم وأفكارهم.

وقد اشترك (الأخ) الأستاذ نصيف ميخائيل في التحضير لمؤتمر الإخوان بالغربية اشتراكاً فعلياً. بل لن أكون مُبالِغاً إذا قلت أنَّه هو الذي أعدَّ المؤتمر، ولا أنْسَ ما (للأخ) الشيخ المحترم لويس فانوس بك الجولات في مؤتمرات الإخوان المسلمين، وما يقوم به من دعاية للجمعية في أنحاء مصر. (2)

 

كما أنَّ الأخ مريت بك غالي يساهم في أعمال الإخوان؛ ولا تنسَ تبرُّعَه في شراء الدار، ومساعدته الأدبية بتبادل الآراء والأفكار حول الاصلاحات الاجتماعية. فضلا عن أنَّه عضوٌ في لجنتنا الاقتصادية، كما يتعلون معنا في المشروعات الاجتماعية النافعة.

ولقد ذكرت هذه الأسماء على سبيل المثال لا الحصر، فإننا لا نجد أبداً ما يحول بيننا وبين التعاون مع المواطنين العاملين، مسيحيين كانوا أو مسلمين. ويتجلّى هذا في جوالة الإخوان أكثر من ثلاثين جوالاً من إخواننا المسيحيين. أما في الانتخابات فالقاعدة العامة عند مساعدة مرشّحي أولاً وهم لا يرشحون إلا الأكفّاءَ من المصريين، ويوم ينشر الإخوان قوائمهم للإنتخابات سيجد الجميع أنّنا لا نعرف إلا المصلحة العامة، وسيجدون ضمن هذه القوائم أسماء إخواننا المسيحيين الذين يشتركون معنا في الجمعية.

وبعد مرشّحي الإخوان نساعد أصلح المرشحين وأقدرهم على خدمة المصلحة العامة بغير نظرٍ إلى اعتبارٍ آخر، ديني أو حزبي، إلا مصلحة مصر والمصريين ...) اهـ

 

وثاني هذه التطورات:

ما نشَرَته مجلة (آخر الساعة) في عددها الصادر كذلك يوم الجمعة 5 إبريل سنة 1946 وهو اقتراح كبير قبطي على الأستاذ حسن البنا المرشد العام للإخوان المسلمين أن يسمي الإخوان المسلمين (الإخوان المصريين) حتى يتمكن كثيرٌ من الأقباط من الانضمام إليهم، وهذا اقتراحٌ هو وليد التطور الأأول ولا شك، وما الوقت الذي ينفذ فيه اسما بعد أن تنفَّذَ فعلاً ببعيد.

 

وأيَّ صبغة بقيت للإخوان المسلمين بعد أن أصبح في ميسور كل إنسان – أياً كان دينه- أن يكون أخاً لهم، فإذا اعترضهم قوله تعالى: ((إنما المؤمنون إخوة)) أوَّلُوا المؤمنين بالمؤمنين بفكرتهم !! .

 

وأما النصوص المُحكَّمة التي وردت في التحذير من اتّخاذ غير المؤمنين أولياء كقوله تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليوم والنصارى أولياء من دون المؤمنين ومن يتولهم منكم فإنه منهم)) فلعل الأستاذ المرشد لا يعدم لها تأويلاً يستخدمها به لصالحه بما أوتيه من سعة الحيلة وقوة العارضه. وفوق كل ذي علمٍ عليم.

 

أما التطور الثالث:

فهو ذلك الإعلان الذي نشرته مجلة (الإخوان) عن تمثيل روايةٍ باسم المعز لدين الله الفاطمي، منشئ القاهرة وباني الجامع الأزهر، تأليف الأستاذ عبدالرحمن الساعاتي (شقيق المرشد العام) – مسرحية تصور الفكرة وتجمع إلى روعة الفن جلال الدين، تمثل على مسرح الأوبرا يوم الأربعاء أول مايو سنة 1946إخراج سراج منير، وألحان أحمد عبدالقادر !.

 

سهمان في صميم العقيدةِ نَدَعُ تصوُّرَ تأثيرهما لذهن القارئ، وآخر في صميم العقيدة والأخلاق كليهما. ذلك هو التمثيل الذي جارت فيه بعض الجماعات الإسلامية أولئك المرتزقة الغاوين، الذين امتهنوا هذه الصناعة –صناعة التمثيلالماجنة العابثة باالفضيلة القاضية على الآداب والتي لا تستمد حياتها إلا من الروايات المكذوبة والقصص الخيالية المختلقة، ومهما نحل المبطلون هذا التمثيل من فوائد فلن ينهض ببعض ما يخلّفه من مفاسد.

 

ولقد كنا ننتظر أن يكون الإخوان المسلمون معنا حرباً على هذه البدعة الضارة أو يقفوا منها موقف الحياد على الأقل، لا أن يكونوا من الداعلين إليها قولا وعملا، ولتفنيد حجج القائلين بفوائد التمثيل مقامٌ غير هذا توليناه مبسّطاً في عدة مناسبات، ولا زلنا نلاحق هذه الحجج بالتفنيد، وننحي باللائمة على كل داعٍ إلى التمثيل، وإن كره الأكثرون.

 

فإذا تجاوزنا التمثيل بصفةٍ عامة إلى اختيار الرواية نفسها نرى اختيار الإخوان المسلمين لموضوعها يدعو إلى أشد العجب؛ إذ كيف يجعلون روعة الدين تتجلى بإعادة سيرة هذا العبيدي الخبيث، مع علمهم بما جناه على الدين وما أحدثه فيه من طوام بالتغيير والتبديل بمحض هوى وطغيان الشهوة والنية المبيّتة على إزالته تنفيذا لوصية جدّه ابن سبأ اليهودي الذي جرح الإسلام –بتأريث الفتنة بين عليٍّ ومعاوية جرحاً لازال دمه يسيل إلى اليوم.

 

وما كانت أعمال المذل لدين الله وأعمال خلفائه من بعد سرّاً خفيّاً، بل تناولها التاريخ، فدوّنه علماؤه –فرنجة وعرب- من جنايتهم على الدين ما يستحقون ببعضه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، فاختيار هذا الخبيث الباطني موضوعاً لروايتهم إما أن يكون جهلا بسيرته، وذلك نستبعده على جماعة الإخوان- بقطع النظر عما يتأثر به العامة من إنشاء القاهرة وبناء الأزهر،(3) وإما أن يكون تجاهلاً لغرضٍ ليس للدين به صلة..

 

ولا يفوتنا أن نذكِّر أن الإخوان قد شعروا في الأيام الأخيرة بالنظر الشذر الذي يرمقهم به الناس من جراء التطوّر السريع الذي حدث في مبادئهم؛ فإذا أرادوا أن يغّطُّوا موقفهم بترديد مقال المرشد العام قال منذ عشر سنوات. ولا أرى ترديد ذلك المقال القديم يُغني من الحق شيئاً إن كان الواقع يكذّبه والشواهد كلها إلبٌ عليه.

 

ولو أننا لا نخلي أغلب الهيئات التي تناوئهم من التحامل المغرض والخصومة التي ليس لها إلا الحسد وقصد التشهير للتشهير ذاته (4) إلا أننا نشهد أنّهم انحرفوا في الأيام الأخيرة عن الجادة التي كانوا من قبل قد رسموها لأنفسهم لا من حيث الاشتغال بالأمور السياسية فحسب، ولكن من حيث تراجع عن المبادئ القويمة التي كانوا ينادون بها ويجعلون ختامها (الموت في سبيل الله أسمى أمانينا) والتراخي في الاستمساك بها تحت الظروف التي جعلت من الأستاذ نصيف ميخائيل والشيخ المحترم لويس فانوس بك ومريت بك غالي إخواناً ينضوون تحت راية الإخوان....المصريين

 

---------------------------------------------

 

 

(1)مجلة الهدي النبوي (10/ 163-166)، وقد نسب بعض الفضلاء المقال للشيخ محمد حامد الفقي –رحمه الله-، وهذا فيه نظر، ذلك أنّي نسخت المقال من المجلة نفسها فلم أجد اسم الكاتب، وبحكم كثرة قرائتي لمجلة الهدي النبوي، واشتغالي بجمع بعض مقالات علماء الجماعة وإفرادها في مقال واحد، أقول أنَّ كاتب المقال هو أحد رجلين: إما رئيس التحرير (الشيخ حامد الفقي) أو مدير المجلة (الشيخ محمد صادق عرنوس)، وفي الغالب أنّ مدير المجلة هو من يكتب هذا النوع من المقالات، لبيان أن هذا هو رأي جماعة أنصار السنة المحمدية؛ والله أعلم.

 

(2)ولازال الإخوان يحذون حذو مرشدهم حسن البنا، فها قد عيّنوا عابد الصليب: رفيق حبيب نائباً لحزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان.

 

(3)إلى هنا انتهى الشيخ محمد عوض عبدالغني –حفظه الله- من نقل نص هذه المقالة في كتابه النفيس (لمحات عن دعوت الإخوان المسلمين) وقد تضمن ردود علماء الدعوة السلفية في مصر–السابقين- على جماعة الإخوان المسلمين؛ وهو كتاب نافع أنصح بقراءته والاستفادة من تعليقاته الموثّقة.

 

(4)لما زرت المركز العام لجماعة أنصار السنة المحمدية في عابدين العام الماضي، التقيت ببعض مشايخ الجماعة السلفيين، وسألتهم عن سبب عدم اتّخاذ علماء الدعوة السلفية في مصر موقفاً من انحراف الإخوان منذ البداية، وعن سبب مشاركة سيد قطب في الأعداد الأُول من المجلة، فأجابوا: أنَّ انحراف الإخوان لم يكن ظاهراً في بداية دعوتهم، وأنها كانت تظهر حملها لقضية الخلافة الإسلامية وعودة الأمة إلى مجدها، وحربها للفساد،  حتى أنّ بعض العلماء كانوا يحمدون لهم إخراج الشباب المسلم من الحانات والمراقص ودور السينما، فلما ظهرت بدعهم وطوامهم وانكشفت عورتهم، أيقن العلماء أنّ هذه الجماعة اتّخذت الدين عباءة للوصول إلى السلطة، فردّوا عليهم وحذّروا منهم، حتى أن الشيخ الفقي –رحمه الله- لقبهم بـ (خوّان المسلمين)، وقد قال رحمه الله  يوماًلحسن البنا: (يا حسن..والله لن تقوم لك قائمة) كما ذكر ذلك الشيخ أحمد سالم –حفظه الله- عن الشيخ أحمد الغريب –رحمه الله-.