الاثنين، 3 فبراير 2025

لماذا لم تكفّر قادة حماس قبل حرب غزة يا شيخ عبدالحق التركماني ؟!

الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:


فقد كتب الشيخ عبدالحق التركماني -وفقه الله- مقالا بعنوان (المشركون هم أهل الجهاد والتضحية والشهادة!).


يعني: أن الرافضة المشركين صاروا عند حركة حماس، وأهل السنة المناصرين لهم في الحرب= هم أهل الجهاد والتضحية والشهادة.


ويَظهر أن الشيخ الفاضل كان في غاية الحِدّة والانفعال عند كتابة المقال، ولذلك خرجت منه إطلاقات بتكفير بعض الأعيان أخذا باللازم.


كما وقع بالعديد من المغالطات والتناقضات، وأَلزمَ مخالفيه بلوازم باطلة، لو التزمها هو لكان حق عليه أن لا يكتب حرفًا من مقاله، ويتراجع عنه، لأنه ليس أفضل حالًا من حركة حماس -إن التزم مذهبه-.


[ تكفير الشيخ عبدالحق التركماني الصريح لقيادات حماس ]


قال الشيخ: (لا عتب على القيادي الحمساوي خليل الحية في شكر أسياده طواغيت إيران ... فهو ينتمي لهم ديانةً وعقيدة).


ثم قال: (ويروّج دائما أن الزنادقة الباطنية عباد القبور، أعداء زوجات الرسول وصحابته الكرام شهداء أبرار … هذا دينه ودين رفاقه قيادات حماس).


وهذ دعوى باطلة، فخليل الحية خرّيج الجامعة الإسلامية في غزة لا النجف، وفتشت عن مصدر كلام د. التركماني فلم أجد له أصلًا ..، فالرجل لا ينتمي إلى القوم لا عقيدة ولا مذهبا، بل صرح عكس ذلك في حوار مع صحيفة "الحياة":

(قلنا لهم -الإيرانيين- بكل وضوح: نحن لا نقبل في أي حال من الأحوال أن يدخل المذهب الشيعي إلى بلادنا نحن أهل السنّة).


وقال إسماعيل هنية -رحمه الله- أن حركة حماس لا تقبل بوجود الرافضة فيهم أصلا، وتعتبر هذه مشكلة يجب معالجتها على الفور 👇🏻 


https://youtu.be/m-EGMfuHRx0?feature=shared


فتبيّن أن الشيخ التركماني رمى قادة القيادي الحية وقادة حماس بموافقة دين الرافضة وعقائدهم باللازم.


قال شيخ الإسلام: (الصواب أن لازم مذهب الإنسان ليس بمذهب إذا لم يلتزمه، فإنَّه إذا كان قد أنكره ونفاه، كانت إضافته إليه كذبا عليه) [المجموع 20/ 217].


فهل يكفّر الشيخ عبدالحق التركماني باللازم؟


 هل يكفّر الشيخ حكام المسلمين الذين ترحموا على قادة إيران؟ ]


لامَ الشيخ التركماني أهل السنة المناصرين لحماس في حربهم ضد الصهاينة، من جهة كونهم من أهل التوحيد والسنة وفي نفس الوقت يزكون قادة حماس وجهادها.


ثم قال: (ألا يعي هؤلاء أن تزكية قيادات حماس لطواغيت الرافضة … ينعكس على أصل دين التوحيد بالإبطال؟!).


ثم سلك الشيخ -عفا الله عنه- مسلكا ضعيفا في الحجة والإلزام .. وقال:


( إذن؛ على هؤلاء أن يخرجوا من تناقضاتهم ويعلنوا صراحة انتقالهم إلى دين الرافضة، فهذا الذي تقتضيه تقريراتهم وتقريرات قيادات حماس، فإنها تنتج ضرورة لا محيد عنها أنه الحق اللازم والواجب المتحتم!


فإذا جبنوا عن هذه فلا أقل من أن يصححوا مواقف قيادات حماس الصريحة الثابتة المعلنة).


وأنا أتحدى الشيخ عبدالحق التركماني أن يلتزم مذهبه هذا، ويضطرد فيه مع جميع المسلمين، حكام ومحكومين.


1️⃣ أجبنا يا شيخ -بالصراحة التي تطلبها منا-:

ما موقفك من حاكم الدولة المسلمة التي أصدرت هذا البيان يوم هلك حافظ الأسد:


(نسأل الله ان يتغمده بواسع رحمته ويدخله فسيح جناته.

تلقينا ببالغ الحزن والأسى نبأ وفاة فقيد الأمة العربية فخامة الرئيس حافظ الاسد -رحمه الله- الذي عمل طوال حياته بإخلاص وتفان، من أجل الأمتين العربية والإسلامية، وكانت له مواقف مشهودة في سبيل ذلك).


هل حاكم هذه الدولة: (رافضي نصيري بعثي) لترحمه على الكافر الملعون حافظ الأسد.

وهلّا كفرته لشهادته أن الأسد عمل طوال حياته بإخلاص وتفان للإسلام والمسلمين؟


2-قال أحد الحكام للمرجع الخامنائي: (أنت لست مرشد إيران فحسب بل أنت مرشد المنطقة).

وأنت تعلم يا شيخ عبدالحق -وفقك الله للحق- أنه مرشد ديني لا سياسي.

فهل كَفَر هذا الحاكم حين قال أنه مرشد المنطقة؟

أليس الخامنائي خليفة الخميني، وهم سواء بسواء؟


3-ما رأيك بالحكام الذين ترحموا على الرفسنجاني، وابراهيم رئيسي ومن سقطوا معه في مروحيته، ودعوا له بالمغفرة والرحمة وأن يسكنه فسيح جناته؟


4-ما رأيك بالحكام الذين يهنئون الرؤساء الإيرانيين ويبعثون لهم برقيات التهنئة سنويا  لذكرى انتصار الثورة الخمينية؟


وأعيد عليك طلبك ومناشدتك، قل أمام الملأ:


(على هؤلاء الحكام أن يخرجوا من تناقضاتهم ويعلنوا صراحة انتقالهم إلى دين الرافضة، فهذا الذي تقتضيه تقريراتهم وتقريرات قياداتهم، فإنها تنتج ضرورة لا محيد عنها أنه الحق اللازم والواجب المتحتم!)


فإذا جبنتَ عن هذه فلا أقلّ من أن تصحح مواقف الحكام الصريحة الثابتة المعلنة 


" من فمك أدينك "


انتظر منك يا شيخ الإجابة عن هذه الأسئلة بالتفصيل، وتبين السبب، وتفرق بين الحكام وبين حركة حماس، ولماذا عذرت هؤلاء دون هؤلاء، إن استطعت .. ولن تستطيع، لأنك كفّرت قادة حماس ونائب رئيسها (عينًا) باللازم.


فأنت في مأزق .. وموقف لا تحسد عليه.


وقد تكلمتُ عن هذه المسألة بشكل مفصل، وبينت الموقف الشرعي من تصريحات الدول في مقالٍ سابق بعنوان:

(تعليق على حكم الفرح بقتل السنوار على يد الكفار)


http://bomaralhazza.blogspot.com/2024/10/blog-post.html?m=1



2️⃣ يبدو أن الشيخ التركماني ومن وافقه لا يتصورون أن يجتمع الحب والبغض في حركة حماس من حيث التطبيق، ولذلك غاب عنهم أننا نواليهم لأنهم إخوانٌ لنا في الدين بغى عليهم الصهاينة -أخطأوا أم أصابوا هم إخواننا- فصّور الدكتور للقارئ أننا نزكيهم وقادتهم لصلاح دينهم، وهذا غير صحيح.


أما انحرافهم عن السنة، وما وقع من بعضهم من عداءٍ للسلفيين، فموقفنا منهم هو هو لم يتغير، ولكن لكل حادث حديث، ولكل مقام مقال، وهذا ما يعجز عن إدراكه الشيخ التركماني ومن زلّوا في حرب غزة.


3️⃣ أما مايخص نصيحة حماس، والموقف من مدح الرافضة.


فللشيخ مشهور حسن ال سلمان-حفظه الله- مقطع بعنوان (لا نوافق حماس على مدح الرافضة)


https://youtu.be/abtpSYC66HI?feature=shared



وللشيخ فيصل الجاسم -حفظه الله- رسالة للفصائل بعنوان (حقيقة موقف الرافضة من القضية الفلسطينية وتحذير حماس والفصائل من مكرهم).


https://youtu.be/GJTzpDAGZNw?feature=shared


[ الرد على زعم الشيخ التركماني أننا نكفر كل من ينتقد حماس ]


قال -غفر الله له- (ثم إن هؤلاء المفتونين لا يكتفون بذلك، بل يبغون على كل من ينتقد حماس، برميهم بالردة والنفاق وموالاة الكفار، وخذلان المسلمين).


أولا: رمتني بدائها وانسلت، ألست تكفّر يا دكتور نائب رئيس الحركة ورؤوس حماس لموالاتهم الرافضة؟


ثانيا: هذا الكلام غير صحيح، فمن الذي كفر من ينتقد حركة حماس بهذا الإطلاق هذه من أهل العلم الذين ناصروهم؟


بل نقول أن من أعلن حربه لحماس، ودعا على مقاتليها بالهلاك في الحرب، وأظهر لهم وللعدو قولا أو فعلا فيه خذلان للمقاتلين وقت قتالهم فيخشى عليه من الكفر.


وشتان بين العبارتين


4️⃣وفيما يخص الجور في التصنيف ..

ألا تعلم فضيلة الشيخ أن الذين اتخذوا موقف العداء من حركة حماس يصنفون السلفيين الذين ينصرونهم بالسرورية والإخوان؟


هذا هو السفه والحماقة بعينها،

فعلى ذلك نلحق شيخ الإسلام ابن تيمية بالأشاعرة لأنه والاهم، وكان معهم صفا واحدة في مقابل التتر!



[ لماذا لم يعلن الشيخ التركماني كفر قادة حماس، ولم يحذّر شباب الأمة منهم (قبل الحرب) إن كان من الصادقين؟ ]


أنصحك يا شيخ عبدالحق التركماني -وفقك الله- بتقوى الله، وإعادة النظر في كلامك، فأين انت من تكفير خالد مشعل من قديم، يوم ترحم على الخميني ووقف عند قبره قبل قرابة 20 سنة؟


لماذا لم نسمع منك أو من غيرك هذا التكفير الصريح لحماس إن كنتم تعتقدون أنهم يوالون الرافضة، وأنهم على دينهم وعقيدتهم من قبل؟ فعلاقتهم وترحمهم على بعض الرافضة قديم وليس بجديد.


لماذا لم تُحذّر -أنت شخصيا- الشباب المسلم في غزة من الالتحاق بحركة حماس التي يقودها شرذمة من الكفرة المرتدين الموالين للرافضة أعداء الصحابة .. إن كنت من الصادقين؟!! 


هل يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة؟ 

‏قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من كتم علما يعلمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار).


لماذا خرجت عن صمتك الآن، وسلطت سهامك عليهم في الوقت الذي يقاتلون فيه الصهاينة ؟!


وعلى كلامك يا شيخ: راية حماس راية كفر

لأنها راية رافضية ..


فإن كنتم حريصين حقا على دين أهل غزة بالخصوص، والمسلمين بالعموم من خطر حماس، فلماذا لم تنتفضوا من قبل؟!


هذه الأسئلة عرضتها على غيرك، ولم أحصل على جواب واضح، وأقوى إجابة كانت:

(نحن تكلمنا عنهم، وحذرنا منهم).


ونحن كذلك تكلمنا عنهم وحذرنا منهم وبدعناهم، لكن .. لم التكفير الآن ؟!



[ إلزامٌ .. وختام ]


بناء على ماتقدم من تقرير الشيخ التركماني، نلزمه بالآتي:


•أن وزر جميع الشباب الذين التحقوا بحركة حماس، وقاتلوا تحت رايتها الرافضية الجاهلية وقتلوا= في عنق الشيخ التركماني ومن وافقه.


•أن الشيخ التركماني ومن وافقه لم يكونوا صادقين ولا ناصحين لأهل غزة، لتقاعسهم عن التحذير من حماس.

وهذا إهمالٌ ما بعده إهمال! بل غش ما بعده غش لعموم المسلمين المتعاطفين معهم.


وأنا لا أعرف عالمًا قال بكفر قادتهم، بل لا أعرف أن التركماني نفسه كان يكفرهم قبل حرب غزة.


وهذا يستدعي منهم جميعا لمراجعة أنفسهم، ومجازفاتهم التي لم يسبقهم إليها عالم.


أسأل الله لهم الهداية والرشاد

ولا حول ولا قوة إلا بالله 

الاثنين، 16 ديسمبر 2024

إنكار المنكرات العامة لا تسقط هيبة والٍ ولا تُفرح عدوا

 

قرأت تغريدة لأحد الدعاة، يقول فيها:


(الكلام حول مشروعية الحدث الرياضي المرتقب في بلادنا من اختصاص ولاة الأمر العلماء والأمراء.


لكن عندما نرى نهش كل مرتزق وحاقد وحاسد لبلادنا، فهنا الدفاع عنها وكشف عوار الحاقدين والمرتزقة من الدين.

ويدخل المدافع في فضيلة الذب عن المسلم أيا كان منصبه حاكما أو محكوما). اهـ


أقول مستعينا بالله:


[ الفتوى للعلماء لا الأمراء ]


قوله (الكلام على مشروعية الحدث الرياضي من اختصاص العلماء والأمراء)


لعله يريد أن يشير إلى قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) وأن الولاة في الآية: هم العلماء والأمراء، كما قال الإمام القرطبي -رحمه الله- وغيره من أهل العلم.


ومن المعلوم عند كل ذي لُب أن العلماء يرجع إليهم في أمور الدين، والأمراء في أمور الدنيا، وكلاهما يتحاكم إلى الكتاب والسنة ولا يخرج عن مظلة الشريعة.


وقد لبّس الكاتب على الناس؛ فإصدار الأحكام الشرعية ليس من شأن الولاة بل العلماء، بل يجب على الولاة وعموم المسلمين طاعة العلماء ومتابعتهم.


قال الإمام ابن القيم -رحمه الله- : (والتحقيق أن الأمراء إنما يطاعون إذ أمروا بمقتضى العلم، فطاعتهم تبع لطاعة العلماء، فإن الطاعة إنما تكون في المعروف وما أوجبه العلم، فكما أن طاعة العلماء تبع لطاعة الرسول، فطاعة الأمراء تبع لطاعة العلماء.


ولما كان قيام الإسلام بطائفتي العلماء والأمراء، وكان الناس كلهم لهم تبعا، كان صلاح العالَم بصلاح هاتين الطائفتين، وفساده بفسادهما، كما قال عبد الله بن المبارك وغيره من السلف: صنفان من الناس إذا صلحا صلح الناس وإذا فسدا فسد الناس قيل:من هم؟ قال: الملوك والعلماء.


كما قال عبد الله بن المبارك:

رأيت الذنوب تميت القلوب••

وقد يورث الذل إدمانها


وترك الذنوب حياة القلوب••

وخير لنفسك عصيانها


وهل أفسد الدين إلا الملوك••

وأحبار سوء ورهبانها؟) [إعلام الموقعين]


[هل أنت أعلم وأحكم من رسول الله ﷺ والسلف؟]


خرج الكاتب عن أصل الموضوع -تنظيم الحدث الرياضي ومظاهر المعاصي التي تحدث فيه- وسلط سهامه على من وصفهم بالمرزتقة والحساد والحاقدين، وهذه مغالطة منطقية يسميها اهل الجدل (مغالطة الرنجة الحمراء) وسيأتي الحديث عنها فيما بعد.


ولا أدري كيف يفكر هذا الرجل..

وأنا أسأله:


1-إيتنا بعالم سبقك القول بأن الأمراء يرجع إليهم في الفتوى. 


2-هل تريد أن يكف المسلمون عن النهي عن المنكرات العامة التي سمحت بها الدولة، في جميع الدول الإسلامية: إغاظةً للمرتزقة والحُسّاد والحاقدين على بلدانهم ؟!


هل كلامك هذا مبني على وحي إلهي، أم فلسفة من عندك؟


3-هل تؤيد السكوت عن انتهاك حرمات الله، خاصة إن كان أصحابها وطنيين، حتى لا يشمت بهم الأعداء؟


4-هل أنت أعلم وأحكم من رسوله الله ﷺ الذي كان ينكر المنكرات على منبر ويقول: 

(ما بال أقوام يقولون كذل وكذا)


لماذا لم يُخفِ الحدود والقصاص؟

ألم يقطع يد السارق؟

ويرجم ماعز والغامدية -رضي الله عنهما- لما زنيا.

وهجر الصحابة المتخلفين عن غزوة تبوك، حتى بلغ الأمر لقبيلة كعب بن مالك -رضي الله عنه- وكانوا على الكفر فاستغلوا الموقف وحاولوا إغواءه، لكن الله ثبته.


لماذا لم يسكت او يكتم ذلك حتى لا تطعن قريش ويهودُ المدينةِ بأصحاب خاتم الأنبياء والمرسلين، ويشمت الكفار الحاقدين الحاسدين بدولة الإسلام؟


5-هل أنت أعلم وأحكم من الصحابة لما كانوا يتكلمون عن ضياع الدين بعد رسول الله.


كما قال أنس -رضي الله عنه- في زمن الحجاج: (ما اعرف شيئا مما كان على عهد النبي ، قيل: الصلاة؟ قال: أليس ضيعتم ما ضيعتم؟) رواه البخاري.


ولماذا نقل التابعون هذا الأثر عنه حتى دُوّن، هل أخطأوا حين لم يلتفتوا لشماتة الأعداء؟


6-هل أنت أحكم من أئمة الإسلام الذين كانوا ينكرون المنكرات، ومظاهر الفسق والفجور في بعض البلدان الإسلامية في وقتهم؟


ولعلك تلقي نظرة على كتب التاريخ في القرون السالفة، ورسائل العلماء عن المنكرات ومظاهر الفساد في بلادهم والأقطار الإسلامية الأخرى، ولو ألقيتَ نظرة على الدرر السنية ورسائل الشيخ ابن باز ستجد الكثير من هذا.



[مغالطات الكاتب


وقع الكاتب في مغالطات عديدة، منها:


•الحيدة:

أثار الكاتب قضية الحدث الرياضي، ورمى المسؤولية الشرعية على ولاة الأمر دون أي تعليق أو تنبيه، وكان الأولى به أن ينقل فتاوى العلماء الأكابر إن كان من الناصحين.


•المصادرة على المطلوب:

وهو التسليم بالمسألة المراد البرهنة عليها بجعلها مقدمة مسلّم بها.


وذلك أن الشريعة الإسلامية يستطيع كل مسلم مكلف إنكار المنكرات العامة -بالشروط المعتبرة- ويستطيع كذلك تحذير الناس من خطر المعاصي وشؤمها على الدولة والأفراد، بل قد يكون ذلك واجبا متعينا عليه.


والدليل قوله (من رأى منكم منكرا فليغيره..).


فلماذا حجّر واسعا، وجعل الكلام على الحدث الرياضي خاص بأولي الأمر وصدّره في مقدمة كلامه وكأنه أمر مسلم، ومنع عموم المسلمين من الناس الكلام في الموضوع وكأنها نازلة لا يميز فيها العوام المعروف من المنكر؟ ومن قال ذلك؟


•مغالطة الرنجة الحمراء.

وهو تحويل الانتباه عن الموضوع الرئيسي بإدخال تفاصيل مثيرة للانفعال لا علاقة لها بالموضوع، فتهوي إليها أفئدة الجمهور ولا يعود أحد يذكر الموضوع الأصلي، وينسى الطامة. 


وهذا واضح في تحويره موضوع الحدث الرياضي إلى محاربة المرتزقة والحساد. 


وصار "التطبيل" دينًا! ]


قال الكاتب: (فهنا الدفاع عنها وكشف عوار الحاقدين والمرتزقة من الدين.

ويدخل المدافع في فضيلة الذب عن المسلم أيا كان منصبه حاكما أو محكوما)


يقول الكاتب باختصار:

إذا فشى منكرٌ سمحت به الدولة، فاتركوا الحكم للعلماء والأمراء، وانشغلوا بالدفاع عنها، وأظهِروا عوار الأعداء، ولكم فضيلة الذب عن المسلم إن شاء الله !!


الله الله على الفقه في الدين والحكمة..


بالله عليك .. إن كان الأمر كما تقول، فمن الذي يقوم بإنكار المنكر؟ ومتى؟


على فلسفتك هذه:

لا يجوز لأحدٍ إنكارَ منكر عام إلا العلماء والأمراء .. وهذا جهل مبين، وضياع للدين


لا إله إلا الله .. ما أهون ارتكاب الذنوب وانتهاك حرمات الله عند أدعياء السلفية!



[ فوبيا الخوف من شماتة الأعداء


تكثر هذه الفئة من ترديد: (لا تنكروا المنكرات، ولا تحذروا الناس منها في وسائل التواصل حتى لا يشمت بنا الأعداء) وهذا انحراف وتشبه باليهود الذين (كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه).


ودين الله ؟!

وحدود الله ؟!

أما تخشون أن يأخذكم الله بذنوبكم؟


(وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا).


(أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون• أوأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون• أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون).


إن هروب الكاتب عن الموضوع مدعاة للشماتة والسخرية ممن يَحذر شماتتهم، فخوفه الشديد من إنكار المنكر واضح جدا، ولو سكت عن الموضوع لكان خيرا له.


[التهوين من المنكرات بدعة إرجائية]


لما أخر المرجئةُ العملَ عن مسمى الإيمان أدى ذلك إلى تهوينهم من ارتكاب المعاصي، فالعاصي عندهم مؤمن كامل الإيمان.


وتكمن خطورة هذه الدعوى أنها مدعاة إلى ترك العمل والتكاسل عنه، والتهوين من شأن المعاصي لعدم تأثيرها على الإيمان، ولذلك يلتف الفساق حول أهل المرجئة.


وما أشبه أدعياء السلفية الوطنجية بالمرجئة.


فالمرجئ يرى أن الفاسق الفاجر مؤمن، ولذلك يحَب ويوالى.


وأدعياء السلفية يرون أن الوطنجي الفاسق الضال سلفي، فيحب ويوالى، ولا يظهرون شيئا من البغض والعداء له (حتى لا يشمت بهم الأعداء).


فالمعاصي والانحرافات الفكرية لا تغير من ولاء الوطنجي، ربما ينكر بعضهم في مجالسهم الخاصة، ولكن لا يظهر ذلك في العلن، بل تجد انسجامهم مع الفسقة والليبرالية، ودفاعهم عنهم، بل ويزكونهم، وبعضهم أساتذة جامعات وأصحاب تخصصات شرعية ..


لا أقول هذا افتراضًا .. بل سمعت بأذني في مساحات الأدعياء من يثني ويبالغ في تزكية الفساق والمبتدعة ويتودد إليهم، ورأيت من ينشر لليبرالية ويدافع عنهم.


وقد رأيت -وللأسف الشديد- بعض العامة الفضلاء صاروا يوالون الليبرالية والتنويريين الملاحدة لأنهم وطنجية يحاربون جماعة الاخوان المسلمين والسرورية المنحرفين…حتى صاروا يعادوني لردي على انحراف هؤلاء الملاحدة التغريبيين !


وما سبب هذه الانتكاسة، وانحراف العامة اليوم إلا لتقاعس مشايخ الأدعياء عن ملف الإلحاد والتغريب، إما جبنا منهم أو لجهلهم.


ونصيحتي الأخيرة للمصابين بـ "فوبيا شماتة الحساد" : إياكم أن تنكروا على جماعة الإخوان قاعدة المعذرة والتعاون، فأنتم وهم في الحزبية سواء.

 

أسأل الله أن يهديكم

ويريح الأمة من عبثكم