ربما انهارت دعوة الحركيين من يسمون (بمشايخ الصحوة) بلا رجعة في بعض بلاد المسلمين، ولكن ..
جاء دور (مشايخ السكرة) الذين يحلون ويحرمون على حسب التقلبات السياسية،
ولهذا .. تراهم لا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر = إن أدى ذلك إلى ذهاب مصالحهمالدنيوية، وقاعدتهم الجماهيرية.
ولا تسمع لهم ركزا إذا انتهكت محارم الله، وطُعن بثوابت الدين، وشكك المبطلون بالشريعة،وتطاولوا على سادة المسلمين -إلا قليلا-، بل حتى إن سُبّ الله ﷻ وأنبياءه -عليهم السلام- !
إن كنا نحذِّر بالأمس من مشايخ الحركيين (مشايخ الصحوة) لتضليلهم الشباب، وترويضهم إياهم على التمرد على الولاة= فإنا نحذر اليوم من (مشايخ السكرة) الذين يغذون العامة بالإرجاء كتحذيرنا من أولئك .. أو أشد .
قال إبراهيم النخعي: (لأنا لفتنة المرجئة أخوف على هذه الأمة من فتنة الأزارقة).
لأن الخوارج يعظمون انتهاك الحرمات -مع غلوهم في حكم صاحب الكبيرة- بخلاف المرجئة الذين تهاونوا في انتهاك حرمات الله.
[ صفات مشايخ السكرة]
ينطلق القوم من مبدأ ظاهرُه رحمة وباطنه عذاب، يتمثلون بـ (أسمع وأطع) ويتناسون (فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة)، و (لا طاعة لخلوف في معصية الخالق).
والمسلم الفطن المتجرد عن الأهواء والأحزاب وسلطة مشايخ السكرة = يلاحظ انحرافهم من خلال طريقتهم الملتوية في التزلف للولاة والوجهاء، وتبريرهم للمنكرات والمحرمات، وتحليلهم ما كانوا يحرمونه بالأمس والعكس بالعكس، وسكوتهم عن المنكرات العامة، وعدم محاربتهمللعصاة، كل هذا باسم السنة والسمع والطاعة وعدم إحداث الفوضى والبلبلة، و (حتى لا يشمت بنا الأعداء) !
يعظمون حق العباد أكثر من تعظيم رب العباد .. ولا حول ولا قوة إلا بالله، أهذا دين محمد ﷺ؟
[جناية المرجئة على المجتمع]
ولهذا وقع كثير من الناس في فخ هؤلاء،
فمسخت السنة، وضاع الدين، وتميعت الفتوى، وتغيرت الثوابت، تحت شعار :
"الحكمة"
و"جمع الكلمة"
و"الامتثال لأمر الله"
كذبًا وزورا .. وهم من أكثر الناس إعراضًا عن أوامر الله.
إن الخوارج يستهدفون شباب المسلمين، والمرجئة يستهدفون عموم المسلمين.
[العلاقة الحميمة بين مشايخ السكرة والفسقة والليبرال]
أطلقتُ عليهم (مشايخ السكرة)، لأنهم كما تلاحظون يحجبون عقول الناس عن الدين الصحيح،ولذلك كان أكثر أتباعهم القومجية…الذين يوالون ويعادون على الأرض لا الدين والشرع، ولهذا ترى الليبرالية أشد الناس فرحا بمقالات المرجئة.
[المنافقون أحسن حالا من المرجئة]
قال الإمام إبراهيم النخعي: (فتنة المرجئة أخوف على هذه الأمة من فتنة الخوارج).
والمرجي أكثر الناس تحولا في دينه وفتاويه، وهذه دلالة واضحة على عدم تعظيم الله في قلوبالمرجئة.
جاء ذر الهمداني إلى سعيد بن جبير يسأله في حاجة، فقال سعيد:
(لا ! حتى تخبرني على أي دين أنت اليوم، أو رأي أنت اليوم، فإنك لا تزال تلتمس دينا قد أضللته،ألا تستحي من رأي أنت أكبر منه؟).
ورحم الله ابن أبي داود إذ قال:
ولا تك مُرجيًّا لعوبًا بدينه ••
ألا إنما المُرجيُّ بالدين يمزحُ!
ولن تجد اليوم عابثا بدين محمد ﷺ مثل المرجي، فما كان حراما بالأمس لا يمنعه شيء عنتصييره حلالا اليوم، حاله حال المنافق، بل المنافق أحسن حالا منه.
قال الإمام ابن بطة العكبري:
(إن المنافقين أحسن حالا من المرجئة؛ لأن المنافقين جحدوا العمل، وعملوه، والمرجئة أقروابالعمل بقولهم، وجحدوه بترك العمل به.
فمن جحد شيئا وأقر به بلسانه وعمله ببدنه، أحسن حالا ممن أقر بلسانه وأبى أن يعمله ببدنه. فالمرجئة جاحدون لما هم به مقرون، ومكذبون لما هم به مصدقون، فهم أسوأ حالا منالمنافقين).
كفى الله المسلمين شرهم..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق